استحوذ التقرير الذي بثته محطة سي بي سي التلفزيونية الكندية، على الاهتمام والمتابعة لدى مختلف الاوساط اللبنانية، وكان لافتًا للانتباه في هذا السياق ان الرئيس سعد الحريري وحزب الله التقيا على انتقاد الدفعة الجديدة من التسريبات، فهل استهدافهما معًا يؤدي الى توحدهما او إلى لقاء قريب بين الحريري والامين العام لحزب الله؟

بيروت: يقول النائب السابق الدكتور مصطفى علوش (المستقبل) لإيلاف إنه كما قرأ تقرير دير شبيغل في السابق والكثير من الاحاديث الصحافية، يقرأ اليوم التقرير الكندي بكثير من الدقة لمعرفة كيف تبنى السيناريوهات، ولكن في الوقت ذاته، بكثير من الحذر كي لا يبني على الشيء قبل صدور القرار الإتهامي.

ولدى سؤاله ماذا عن الاتهامات التي استهدفت رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن يجيب:quot; لا شك بان هذه القضية أصبحت الآن بيد المحكمة الدولية، وهذا الإحتمال وهذه الشكوك لا يمكن ان تمر دون أن تراها عيون المحققين وإن لم ترها فبالتأكيد هناك جيش من المحامين الذين سيدافعون عن المتهمين وهم بالتأكيد سيأخذون هذه القضية على محمل الجد.

أما عن هدف هذه التسريبات اليوم فيقول المزيد من التشويش وإثارة ردات الفعل غير المنطقية، لذلك فإن القضية الأساسية هي محاولة تضييع الرأي العام قبل صدور البيان الإتهامي.

ولدى سؤاله بأن التقرير وللمرة الأولى يستهدف حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري هل سيؤدي ذلك الى تقارب بينهما كونهما في خندق اتهامي واحد اليوم؟ يجيب:quot; لا اعتقد ان التقرير سيؤدي إلى تغيير أي معادلة في هذا الموضوع، المسألة في السياسة أبعد من المحكمة الدولية، لان الإنقسام الحاصل بين اللبنانيين على قضية السلاح غير الشرعي لا تزال هي هي، والمحكمة تبقى قضية ظرفية وتتعلق بمن سيتهم في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

القاضي دانيال بلمار اعتبر ان التقرير الكندي يعرض حياة بعض الاشخاص للخطر، هل تعتبر ان ردة فعله كانت كافية؟ يجيب:quot; لا يمكن لبلمار ان يقول اكثر مما قاله في هذا الخصوص، فذلك أن المسألة هي في أن يسرع ويتلو البيان الإتهامي حتى إذا كان هناك بعض الشهود او المتهمين في حالة الخطر يمكن تأمين الحماية لهم.

اما هل بات القرار الظني قريبًا يؤكد أن المؤشرات تقول نعم والحراك الحاصل حول لبنان وفي لبنان وفي العلاقات الدبلوماسية القائمة حول لبنان، بالاضافة الى تسريع إجراءات المحكمة كل ذلك أدّى الى استنتاج منطقي بان القرار الإتهامي بات قريبًا.

وردًا على سؤال هل التحركات من وإلى لبنان مظلة للحماية من مفاعيل هذا القرار؟ يقول :quot;ليست مظلة فقط لحماية لبنان، بل المنطقة لان اي شيء سيحدث في لبنان ستكون له ردات اقليمية وقد يؤدي ذلك إلى اشتعال المنطقة بأجمعها.

حزب الله
بدوره تحدث النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية ( حزب الله) لإيلاف واعتبر انه لا يفهم قصة التسريبات ومدى اهميتها والهدف منها، برأيي كلما طالعتنا التسريبات كلما ازدادت قناعتي بان الموضوع مسيس بامتياز، لان مامن أحد يضمن صحة او عدم صحة هذا التسريب او ذاك.

ويضيف ان الاتهامات التي استهدفت حزب الله ليست بجديدة وهي منذ فترة اي منذ ال2006، وبدأت بquot;شهود الزورquot;، والتسريبات لا تعني شيئًا ولننتظر ماذا سيقول القاضي دانيال بلمار، والمحكمة برأيي مسيسة، وهذا الموضوع اصبح مزعجًا جدًا.

وبرأيه ان هدف هذه التسريبات اشعال الفتنة والبلبلة في البلد.

ولدى سؤاله بان التقرير وللمرة الاولى قد يضع الرئيس الحريري في خندق واحد مع حزب الله كونه يمسهما معًا؟ يجيب:quot; اصلاً يجب ان يكون هناك تقارب بينهما قبل هذا التقرير، حرصًا على مصلحة البلد ووحدتها ومصيرها.

ويضيف:quot; لم يكن رد بلمار كافيًا، كان يجب ان يعطي رأيه بصراحة اكبر في ما خص التسريبات، فهو المسؤول اذا ما جرت بلبلة في البلد.

ويؤكد ان القرار الظني بات قريبًا وان التحركات من والى لبنان هي لتشكيل حماية ومظلة لمفاعيل القرار، وهي مستمرة مع التعاون السعودي السوري، وايران وتركيا على الخط، ولكن لا ندري ما مدى فاعلية كل هذه المظلات في لبنان.