ثلاثة أسباب تحدث عنها رؤساء التجار في بيروت جعلت الحركة التجارية في الأسواق خفيفة، وتمثلت هذه الأسباب بالوضع الأمني، وبتغير المناخ وكذلك بارتفاع الأسعار، مما جعل السياح الأجانب والعرب يتوجهون إلى غير لبنان، فأصبح تواجدهم فيه بأعداد أقل بكثير من السنوات الماضية، الأمر الذي أدى إلى خسائر بالنسبة للتجارة في سواق لبنان.

بيروت: يمتاز عيد الأضحى كعيد الفطر بوجه وخاصية اجتماعية تتبدى بمجموعة من الممارسات تمثل قيما إنسانية متوارثة تبدأ بالتواصل مع الأرحام في البيوت ولا تنتهي عند تلاقي الأحبة في السهرات والمطاعم والحفلات التي درجت العادة أخيرًا على إقامتها في مواكبة للمظاهر المدينية والمعاصرة. مظاهر تتجلى على الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية في لوحات وملصقات تعلن عن سهرات تقام أول وثاني وثالث أيام العيد يحييها فنانون لبنانيون وعرب وأجانب تلبي رغبة أهل البلد والسياح خصوصًا منهم العرب الذين يقصدونه لقضاء عطلة أيام العيد.
كيف كان وضع الأسواق في لبنان قبل وخلال عيد الاضحى؟

في سوق الحدث يقول رئيس التجار فيها انطوان عبود لإيلاف أن الحركة التجارية لا بأس بها لكن ليس كما يجب، وبحسب بعض تجار ثياب الأولاد فإن الحركة كانت جيدة، أما في قطاع الأدوات الكهربائية فقد كانت خفيفة نوعًا ما، أما بالنسبة لقطاع الملبوسات فإن تغير الطقس أثر أيضًا على شراء الثياب الشتوية وفي حديث له مع بعض تجار الألبسة حتى الآن لم يشتر أحد أي قطعة شتوية، والطقس أثر كثيرًا وأضر بالحركة التجارية، اما بالنسبة للوضع الأمني والخوف السياسي فقد اثر الوضع كثيرًا على حركة الاسواق، والوضع السياسي أثر كثيرًا على قطاع شراء الأدوات الكهربائية كالبرادات والغسالات والمكيفات، وعندما يرتاح الوضع الأمني تعود الحركة التجارية إلى سابق عهدها، ومشكلتنا في الأسواق تأتي بالدرجة الاولى من توفر الأمن، ليعطونا أمنًا وليأخذوا منا ما يدهش العالم، بالإضافة إلى ذلك تأتي مشكلة الغلاء وزيادة سعر الدولار، وهناك زيادة في الأسعار في الأسواق وذلك يؤثر بنسبة 25% بالنسبة لقوة الشراء، لأن هناك محال كثيرة رفعت أسعارها، واليوم سعر المنقوشة ارتفع الى 1500 ليرة لبنانية، وهذا مثل بسيط عن غلاء الاسعار.

أما هل هناك عرب وأجانب داخل الأسواق خلال عيد الاضحى؟ يجيب:quot;باعداد قليلة جدًا، هناك زبائن من ضواحي بيروت، لأن سوق الحدث يجمع الضاحية وكفرشيما وبعبدا، ولا يزال السوق يعاني من مشاكل مواقف السيارات، وبصدد خطة لتنظيم السير فيه، أما سوق الحدث فهو بحاجة لدراسة خطة سير جيدة كي يصبح من أهم أسواق بيروت، وكذلك إنشاء مواقف، ومواقف لحظة كسائر مواقف بيروت، واجمالاً يقول إن سوق الأضحى لم يكن كما يجب أن يكون، وبعض محال الثياب الولادية اشتغلت، ولكن ليس كما يجب وذلك للأسباب التي ذكرناها أي الطقس والأمن والغلاء.

الحمرا
من الحدث إلى شارع الحمرا يبدو الوضع على ما هو عليه، وفي هذا الصدد يقول رئيس تجار شارع الحمرا زهير عيتاني لإيلاف أن الحركة بدأت منذ 3 أيام فقط وتحرك السوق ولكن ليس كما يجب أن يكون بالعادة، والسبب برأيه يعود الى الحالة الأمنية، وتغيير الطقس، والمناكفات التي أدت إلى تهريب الأجنبي والعربي من لبنان وأسواقه خلال عيد الأضحى، فلم نعد نجد العربي أو الايراني أو حتى الأجنبي، وعادة كان يؤم سوق الحمرا الكثير من هؤلاء، ويضيف:quot; اليوم التاجر أصبح فوضويًا، وكل التجار يضعون تنزيلات قد تصل إلى 70% وهذه أمور وهمية للزبائن، وهذا ليس الحل برأيه، عند عدم وجود الناس في الأسواق كل هذه الامور الوهمية لا تنفع، ومنذ زمن بعيد كانت الدولة تقيم شهرًا في الصيف للتنزيلات وربما 15 يومًا خلال فصل الشتاء، اليوم هناك تنزيلات وهمية تضر الزبائن والتجار على حد سواء.

أما أكثر القطاعات التجارية التي تدر أرباحًا في شارع الحمرا فهي المطاعم، وكل ما عدا ذلك يبقى كماليات لا يهتم لها اللبناني، ولأن قوته الشرائية انعدمت، وإذا اتى لبنانيو الخارج فان هؤلاء لديهم قوة شرائية وقد ينعشون أسواق بيروت، ولا يأتون اليوم بسبب الحالة الأمنية غير المستتبة، وشكاوى التجار في سوق الحمرا بالمئات، ولا احد يعوض عليهم خسائرهم، كل تاجر يتحمل مسؤولية نفسه، وخلال عيد الأضحى تم تزيين شارع الحمرا والكلفة بلغت 30 ألف دولار، ويمكن القول أن عيد الأضحى هذا العام لم يشهد حركة تجارية كبيرة أسوة بالسنوات الماضية.