تسود لبنان اجواء من التهدئة على صعيد الخطاب السياسي غير ان رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون لا يزال يصر على فتح الملفات ومحاسبة الجميع في وقت اعتبر البعض ان هذا التصعيد ليس في مكانه لان كل الجهود تنصب اليوم على تهدئة الاجواء في مختلف الخطابات.

بيروت: مع إصرار الجميع على الجنوح نحو التهدئة يبدو ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون يذهب باتجاه التصعيد الكلامي من خلال فتح ملفات اعتبر البعض انها ليست في محلها اليوم.
فقد اعلن امس انه كان أسبوع المال بامتياز، لافتًا الى أنه اكتشف أنه منذ سنة 1993 وحتى اليوم لا يوجد حسابات خزينة في الدولة، مشيرًا الى أن quot;هذا يعيدنا الى باريس-1 وباريس -2 و 3quot;، سائلاً quot;كيف تتعاطى هذه الدول مع لبنان من دون أن يكون لدينا حسابات وكيف صُرف هذا المالquot;، معربا عن أمله quot;في أن تسأل وسائل الاعلام عندما يجرون استطلاعات الرأي أصحاب الاختصاص وتسألهم ماذا يعني خزينة من دون حساباتquot;، معتبرًا أن quot;سنة 1993 هي سنة وصول المدرسة الحريرية الى الحكم وحينها بدأ الانقلاب المالي وبعد، لافتًا الى انه quot;يجب على لجنة المال أن تستدعي كل وزراء المال منذ عام 1993.

يقول القيادي في التيار الوطني الحر انطوان نصرالله لإيلاف ان التوجه نحو اتهام الجنرال عون بأنه يجنح نحو الخطاب التصعيدي بينما الاجواء تشير الى التهدئة ليس في مكانه رغم أمنيات الكثيرين بذلك، وهو ينفي اي تصعيد للجنرال عون لان هذا الاخير يقوم بتوصيف واقع ما، وهو يهتم بالكثير من الامور والمطلوب اليوم الإصلاح ومحاربة الفساد وما حصل في لجنة المال والموازنة اكبر دليل على ذلك.

اما لماذا اليوم فتح هذه الملفات من قبل الجنرال عون، منها ما اشار اليه من مخالفات حريرية منذ العام 1993، يجيب:quot; لان الموضوع طرح البارحة واتضح ان لا وجود لقطع حساب في الدولة منذ العام 1993، وهذا باعتراف وزراء الحريري ونوابه.

لكن ألا تعتقد انه توقيت خاطئ اليوم فتح هكذا ملفات بينما الأجواء تشير الى التهدئة؟ يجيب:quot; تم بحث موازنة وتبينت هذه المواضيع فهل نسكت عنها؟ اذا هذا الموضوع قانوني ولا تشوبه اي شائبة ويجب أن تتم معالجته،ومحاسبة المقصرين في هذا الموضوع، والامر ليس تصعيدًا او فتح ملفات.

ولدى سؤاله بان البعض يرى ان الجنرال عون يلجأ الى تأزيم الوضع في لبنان من فترة الى اخرى يجيب:quot; جيد ان يتهم الجنرال عون بانه يغير المعادلات في البلد.

ابو جمرا

اللواء عصام ابو جمرا التي تتصف علاقته بالخصومة اليوم مع الجنرال عون تحدث لإيلاف وقال انه قرأ الصحف اليوم ورأى ان الجميع غير مرتاحين وتصريح عون كذلك يقع ضمن هذا الاطار، ويعتقد انه يجب الا يكون هناك تصعيد في لبنان، لان في البلد هناك اجواء سياسية مع شد الحبال، والازمة الحالية هي ازمة شد حبال في لبنان واقليميًا ودوليًا وهذا واضح من خلال جبهة الممانعة والآخرين.

ويقول ان الامور لا تزال كما هي مع الجنرال عون اي لا يزال هناك قطيعة.

اما لماذا فتح الملفات اليوم من قبل الجنرال عون فيجيب ان فتح ملف قطع الحساب طبيعي وليس حديثًا، وعندما كان في الحكم كان هناك اجتماع كبير لالغاء مادة في قانون المحاسبة للرقابة المسبقة اي الموازنة، وكان تثبيتًا لعدم اقرار الموازنة خلال اربع سنوات ما معناه ان هناك تحولا في المحاسبة يقتضي إصلاحه في وزارة المالية او في طريقة ادارة اموال الدولة، ولا نستطيع هنا في لبنان ان نلغي الرقابة المسبقة فهي امر ضروري يفرضه ديوان المحاسبة، ولا نقدر ان نعيش على فلتان مالي نظرًا لعدم وجود آبار بترول حتى الآن.
وهو يرفض تصنيفه ان يكون مع الجنرال عون في هذا الموضوع.