لزيارة الرئيس الأيراني احمدي نجاد مدلولات سياسية، واقتصادية ايضًا اذ يحمل معه ملفات للطاقة بين لبنان وايران بحاجة الى المتابعة من قبل لبنان في ما خص تطبيقها، ويجمع مختلف الاقتصاديين الذين سألتهم ايلاف على أهمية العلاقات اللبنانية الايرانية الاقتصادية وضرورة تدعيمها وتحسينها بمختلف الطرق.

بيروت: يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لإيلاف إن ابرز الاتفاقات الاقتصادية التي يحملها الرئيس الايراني الى لبنان هي بما يخص الطاقة وهي الاهم التي تستطيع ايران ان تساعدنا فيها، من ناحية النفط والكهرباء، وهناك قروض بقيمة نصف مليار دولار في ما خص هذا الموضوع، ويضيف:quot;اليوم ايران تعطينا قروضا في هذا المجال، من خلال خبرات تقنية، والعبرة لدى لبنان في التنفيذ، وقمنا بخطة لإصلاح الكهرباء منذ 5 اشهر وكانت النتيجة تنفيذيًا عديمة الفائدة، اليوم اذا ايران اعطتنا قروضًا لاصلاح الطاقة والكهرباء ولم ننفذ شيئًا على الارض، فالقروض لن تفيد بشيء.

ولست متفائلاً بمجهود الدولة اللبنانية في تنفيذ الامور على الارض.

ويتابع:quot;في ما خص النفط اذا كان موجودًا، وانا شخصيًا غير متفائل بوجوده، يجب معرفة كلفة استخراجه، وتبقى كلها ضمن الاحتمالات النظرية، في حال وجوده، ونريد خبرة ايران في الاستخراج فالامر يكون من خلال فريق ايراني مختص. واهم ما في الموضوع ان نكون مقتنعين بوجود النفط، والخبرات الايرانية في هذا الاطار مرحب بها. اما كيف كانت العلاقات التجارية الماضية بين لبنان وايران؟ فيجيب:quot;كانت ضعيفة، وتحتاج الى تطوير ولبنان لديه مجالات كثيرة في ذلك مثل تجارة المجوهرات وتصديرها لايران والمأكولات اللبنانية، مثل الحمص، اما كيف يمكن تسهيل التجارة بين لبنان وايران؟ فيجيب:quot;هذه اساسية ومع كل الدول، مع ايران يجب القيام بتخفيضات في الرسوم الجمركية بالاتجاهين وتسهيل المعاملات، ويجب القيام بدراسة لمعرفة حاجيات ايران وماذا نريد منها.

ولدى سؤاله ان العقوبات على ايران الا تجعلها مشلولة لجهة مساعدة دول اخرى اقتصاديًا بما فيها لبنان؟ يجيب:quot; ايران اقتصاديًا ليست بوضع سيئ، لانها تتكل على ارضها ولديها موارد كثيرة منها النفط والمعادن والمجوهرات، ولديها شعب نشط ولديها حدود كبيرة وحتى العقوبات ليست بالسهولة ان تفرض عليها، والعقوبات لن تؤثر فيها اقتصاديًا بل سياسيًا، ولديهم شبكة اتصالات من ايرانيين منتشرين في كل انحاء العالم، في الولايات المتحدة هناك الملايين من الايرانيين ويتصلون بايران، كذلك في فرنسا وبريطانيا.

بدوره تحدث الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي لإيلاف وقال ما يهمنا بالاتفاقات التي نعقدها مع الدول ان تشهد تطبيقات على الارض، تترجم مشاريع وتحسنًا في آداء ونوعية الخدمات في لبنان، ان كان في مجال الطاقة او مجالات اخرى، وبشكل خاص نعرف ان ايران لديها موارد مهمة جدًا، وهي دولة دخلت في مجالات صناعية كثيرة، وحتى اصبحت دولة تقريبًا نووية، لكن من ناحية اخرى هناك عقوبات كثيرة مفروضة على ايران واقتصادها وقد طالت كل شيء، واثرتفي الاستثمارات داخل ايران، وجعلت القطاعات النفطية تتراجع، ومن حيث فاعليات التجهيز تتراجع ايضًا، وجعلت الشعب لا يملك سلعًا متوافرة، وهذا الشح يسبب ارتفاع الاسعار، وتوسع الفقر اذ ان هناك 20% من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر حاليًا، وهذا يخفف من مساعدة الآخرين بمن فيهم لبنان، وان تلعب فعلاً دور الواهب والمساعد ماليًا، والعقوبات اتت من اميركا واوروبا واليابان، وتعلقت بكل شيء، من مالية للحد من بيع ايران للمعدات والتجهيزات، وهذا كله يؤثرفي قدرة الاقتصاد الايراني على المنافسة، وكل هذه الصناعات اذا لم تتوفر لها الاموال بشكل مستمر ودوري ودائم، لا يمكن ان تحتفظ بقدرتها على المنافسة.

وردًا على سؤال بان بعض الاقتصاديين يرون ان ايران لديها اكتفاء ذاتي في اقتصادها وان العقوبات عليها ليست سوى سياسية ولا تؤثر فيها اقتصاديًا؟

يجيب:quot;هذا غير صحيح، ولنكن واقعيين، الايرانيون عندما يذهبون الى دول تضع عليهم شروطا قاسية كأوروبا مثلاً، نراهم يتحوجون مواد استهلاكية وادوية، معنى ذلك هناك شح لديهم، وهذا يتبين من الميزان التجاري الايراني الذي هو فائض، وايران تصدر 70 مليارا اكثر صادراتها النفط، ولا تستورد سوى 60 مليارا فقط، لان هناك حظرا على بيع ايران تجهيزات ومعدات وسلع اخرى استهلاكية، ويجب ان نفرق بين الموضوع السياسي والعقائدي، وهذا كله يجعل ايران غير قادرة على المساعدة للخارج.