ماهي النتائج الحقيقية والعملية لقمة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد التي عقدت في الرياض أمس؟ وما هي بصمات الزيارة الخاطفة التي قام بها الى بيروت مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان؟ خصوصًا ان هذا الاسبوع سيشهد جلسة لمجلس الوزراء يتحدد فيها مصير ملف شهود الزور.


بيروت: يقول النائب السابق الدكتور فارس سعيد (المنسق العام لقوى 14 آذار/مارس) لإيلاف ان هناك تفاهم سوري سعودي على دعم الاستقرار في لبنان، انما كل ما كان قائمًا قبل زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد يبدو وكأن لبنان بعد هذه الزيارة هو غير لبنان قبلها، بمعنى ان هذه الزيارة فتحت الباب امام حراك عربي واسع، سعود الفيصل أطل مجددًا من مصر، الرئيس السوري بشار الاسد في السعودية، وكذلك ادت الى حراك دولي تمثل بوصول جيفري فلتمان الى لبنان، وكأن هذه الزيارة شكلت استفزازًا للعالم العربي من جهة، وللمجتمع الدولي من جهة اخرى بحيث ان هذه الزيارة التي أكدت على ان لبنان اصبح في الفلك الإيراني من خلال وضع خطط جديدة للإشتباك مع اسرائيل، ودعم فريق ووجه نظره، كل هذا ينذر بانه بعد زيارة نجاد الوضع سيكون مختلفًا.

السؤال الاساسي الذي يطرحه الجميع، يتابع، اين ستكون سوريا من هذه المرحلة الجديدة هل ستدعم وجهة نظر العالم العربي والمجتمع الدولي بان يستمر لبنان على نقاط الإجماع التي تم الإتفاق أي إتفاق الطائف، القرارات الشرعية الدولية، المبادرة العربية للسلام، ام انه ستكون سوريا وكأنها مغلوبة على امرها وستكون داعمة للتوجه الإيراني في لبنان الذي يريد من لبنان قاعدة مقاومة متقدمة واسعة تبدأ في طهران وتنتهي في الضاحية الجنوبية.

عن زيارة فيلتمان الى بيروت يقول سعيد:quot;اعتقد بان الزيارة ارتكزت على إبلاغ الرسميين نقطتين:
أولاً: دعم المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالتحديد موضوع المحكمة الدولية، بمعنى ان القول بانه لا يفيد كل الحراك الداخلي او الضغط على اي فريق في لبنان، او استخدام قنوات عربية من اجل تأجيل القرار الإتهامي، او الغاء المحكمة الدولية، وهذا الموضوع سقط.
ثانيًا: دعم الإستقرار الداخلي للبنان، فللبنان دولة وفيه رئيس ومؤسسات عسكرية وامنية، وعلى الجميع ان يتحرك في حال كان هناك فريقًا ينذر بوضع يد امنية او سياسية على البلد.

وردًا على سؤال هل يمكن القول اننا اليوم في هدنة ام امام اجواء فتنة؟
يجيب:quot; برأيي زيارة نجاد قلبت كل الموازين وسرعت الدخول في مرحلة شديدة التوتر والتعقيد، غير مسموح عربيًا ودوليًا ان يتحول لبنان الى المحور الايراني، وفي الوقت ذاته هناك حزب بازمة نتيجة ظنه بانه متهم في القرار الإتهامي، وعندما يكون حزب او طائفة او جماعة في ازمة يكون كل لبنان بازمة.

ولدى سؤاله هل سيتم ايجاد حلول في ما خص البحث في ملف quot;شهود الزورquot; الاربعاء المقبل؟ يجيب:quot; برأيي اصبح الملف وراءنا بمعنى بعدما انكشف المستور اي محاولة حزب الله ان يقنع اللبنانيين بانه حزب لبناني يمتلك سلاحًا لبنانيًا ويدافع عن ارض لبنانية محتلة من قبل اسرائيل، من الطبيعي ان يكون جزءًا من النسيج الداخلي اللبناني، اتت زيارة نجاد لتكشف بشكل واضح غير ملتبس بان قرار هذا السلاح ليس لبنانيًا، هو قرارًا خارجيًا وايرانيًا بالتحديد، وبالتالي اي خطوة سيقوم بها حزب الله بعد احمدي نجاد ان كان باتجاه المحكمة واي شىء آخر فسيكون متهمًا بانها خطوة ايرانية وليست نابعة عن حزب إيراني.

سلهب
بدوره تحدث النائب الدكتور سليم سلهب ( كتلة العماد ميشال عون) فاعتبر ان لقاء الملك السعودي والرئيس السوري سيؤثر على الجو العام في لبنان وبصورة اكثر في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، وهي قسم من الجو العام.

عن زيارة فلتمان الى بيروت يقول انها اتت بعد المستجدات التي جرت على الساحة اللبنانية التي تمثلت بزيارة الرئيس نجاد، اعتقد ان فيلتمان رأى انه من واجباته المجىء الى لبنان من اجل دعم الافرقاء الموالين له وليثبت من تبرأ من الوجود الاميركي.
اعتقد زيارة فيلتمان اتت لتوضح الامور الاميركية وخصوصًا بالنسبة لحلفاء اميركا، وركز على شخصين رئيسيين هما رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط اللذين يقعان في الوسط ويقومان بجهود توافقية بين الافرقاء.

ويتابع:quot; نحن في الوقت الحاضر ضمن هدنة ونبحث عن تسوية واتأمل ان تظهر قريبًا حيث لا يمكن ان نبقى في جو هدنة متواصلة.

ويضيف:quot; quot;قضية شهود الزور التي ستبحث الاربعاء المقبل في مجلس الوزراء تأتي ضمن مقترحات عدة وقسم كبير من المشهد وبداية الحل تأتي في سياقه، وهذه الحلول يتم التداول بها بين السياسيين ونفضل في الوقت الحاضر الا نتكلم عنها في الإعلام كي لا نؤثر على التسوية التي قد تحصل.