كثر أخيرًا الهجوم على المحكمة الدولية فمنهم من اعتبرها مقبرة لاغتيال رفيق الحريري، وأمل البعض الآخر في عدم تسييسها، وذهب البعض الآخر الى اعتبارها ساقطة واسرائيلية، وفي خضم هذه الاتهامات سألت ايلاف النائب الدكتور عاطف مجدلاني والنائب السابق اسماعيل سكرية عن مصير المحكمة الدولية في ظل كل هذه التجاذبات.

ريما زهار من بيروت: يقول النائب في تيار المستقبل الدكتور عاطف مجدلاني لإيلاف انه يرى ان المحكمة الدولية هي المرجعية الوحيدة القادرة لإيصال حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي حتى الآن لم تظهر سوى موضوعية وحيادية وكفاءة في عملها، والدليل على ذلك إخلاء الضباط الاربعة قبل شهر من الانتخابات، وكان ذلك لغير مصلحة قوى 14 آذار، والامر الثاني هو قبول المحكمة لطلب اللواء جميل السيد بما يسمى شهود الزور، وهذا الموضوع من اختصاص المحكمة الدولية حصرًا، ولا ارى اين يمكن ان تشكل المحكمة علامة استفهام او ممكن ان يكون هناك اي عمل او موقف مسيس، حتى الآن لا يستطيع احد ان يقول ان المحكمة مسيسة او لديها موقف متحيز.

اما عن قول رئيس الجمهورية إنه يأمل الا تتسيس المحكمة الدولية فيجيب:quot;نحن ايضًا نأمل عدم تسييسها وهذا مطلب الجميع، واعتقد ان الهجمة على المحكمة للإيحاء وكأنها مسيسة، او للضغط عليها كي تعتذر، وهي غير مبررة على الإطلاق، وتضع من يهجم عليها بموقع الإتهام.

ويضيف:quot; سمعنا بانهم قالوا عن المحكمة انها اسرائيلية واميركية والى ما هناك من المعزوفات التي أصبحت معتادة، اللبنانيون اعتادوا هذه اللهجة ولم تعد تفيد من يقولها، لان لا احد يخاف اليوم منها، من التهديد والتهويل، فلذلك يجب ان نكون واقعيين وعقلانيين، ونأخذ الامور بموضوعية وجدية، وننتظر القرار الظني وما سيستجد عن المحكمة الدولية، ونكرر اذا القرار الظني لا يستند على ادلة ثابتة وقاطعة ودلائل حسية سنكون من الاوائل ضده.

ولدى سؤاله في احدى الصحف اليوم اعتبرت انه على رئيس الحكومة ان يقول للعلن ان المحكمة الدولية مسيسة اذا ما تم اتهام حزب الله؟ يجيب:quot; لننتظر ولا نستبق الامور، ورئيس الحكومة سعد الحريري اخذ موقفًا شجاعًا في ما خص شهود الزور سياسيًا، ومجلس الوزراء بالإجماع كلف وزير العدل ابراهيم نجار للمطالعة وعرض مطالعته على مجلس الوزراء، لم ينتظر احد هذه المطالعة والرأي القانوني لها، والكل هجموا على الموقف الإيجابي للحريري والذي يعتبر انفتاحيا ومتقدما، واصبح الضغط عليه حتى يأخذ موقفًا اكثر من ذلك، بدل ان يقابلوه بالايجابية، وهذا امر لا يطمئن ولا يدل على ان الفريق الآخر يريد حقيقة الاستقرار وموقفًا موحدًا لكل اللبنانيين من موضوع اغتيال رفيق الحريري.

أما ما هو مصير المحكمة الدولية هل ستستمر ام ستتوقف بالقوة ام بالتراضي؟ فيجيب:quot; اعتقد ان المحكمة الدولية اصبحت هيئة مستقلة الفتها الامم المتحدة، تحت الفصل السابع، ولا يوجد اي جهة تستطيع ايقافها حتى رئيس الحكومة سعد الحريري لا يستطيع ان ينهيها، وهي حتى لو أوقف لبنان تمويلها ستبقى مستمرة من مصادر تمويل اخرى، ولنكف عن التشنيج والتهويل، ولنرتفع بمستوى الخطاب السياسي وليكن الخطاب مسؤولاً لنواجه كل المخاطر التي تهدد البلد بموقف موحد من قبلنا كلنا كلبنانيين.

حزب الله

النائب السابق في حزب الله الدكتور اسماعيل سكرية تحدث بدوره لإيلاف واعتبر ان المحكمة الدولية حتى الآن لم تظهر صدقية، من تركيبة شهود الزور ونقل التهم من مكان الى آخر، من هنا رفع علامات استفهام وشك وتخوف من صدقيتها.

عن اعتبار البعض ان المحكمة ساقطة واسرائيلية يقول سكرية:quot; انا لا احبذ التعابير العنيفة بهذا الشكل ولكن بالنهاية طالما نحن نتهم المحكمة بالتحيز وعدم الصدقية ربما هذه التهم تشير الى ان المستفيد من القرار الظني المسيس هو اسرائيل بالدرجة الاولى.

ولدى سؤاله بان احدى الصحف اللبنانية اشارت الى انه يجب على رئيس الحكومة ان يقول للعلن ان المحكمة مسيسة اذا ما تم اتهام حزب الله وذلك تجنبًا لاي فتنة يجيب:quot; برأيي هذه الامور يجب ان تعالج بهدوء ومن دون بلبلة والرئيس الحريري لديه مسؤولية كبيرة وتاريخية، ولكن لا تعالج الامور من خلال الإثارة الإعلامية، لان الموضوع حساس ودقيق، والرئيس الحريري امام خيارات كبيرة وتاريخية، وهكذا موضوع حساس وخطر يجب الا يعالج على صفحات الإعلام.

عن مصير المحكمة الدولية المستقبلي يقول سكرية انها ستستمر في عملها شكلاً لكن من دون نتيجة.