ريما زهار من بيروت: في حديث خاص لإيلاف يؤكد زياد الاسود، النائب في كتلة التغيير والاصلاح التابعة للجنرال ميشال عون، ان حديث عون الاخير لا يعني العصيان المدني بل وضع حد للمخالفات والتعديات التي تعمل بها الاجهزة الامنية، التي تقوم بمراقبة اتصالات كل النواب بمن فيهم هو، وتحدث عن تحوُّل اقليمي يقابله آخر داخلي، ويشير الى ان المحكمة الدولية سقطت في 3 أمور، مشيرًا الى انه ليس السوريون الذين علمونا على الغش وسوء الادارة والفساد، بل نحن غشاشون وفاسدون، ويؤكد عدم وجود معلومات عن تغيير حكومي مرتقب، وينفي ما يعتبره البعض ان حملة عون هي بسبب ما يحمله النقيب فايز كرم الموقوف بسبب اتهامه بالعمالة من معلومات خطرة ربما تدين حزب الله وحتى التيار الوطني الحر، واصفًا العلاقة بين عون ورئاسة الجمهورية بالعادية.
وفي ما يلي نص الحوار معه

* ماذا يعني حديث الجنرال ميشال عون بالامس والدعوة الى العصيان المدني؟
- ليست دعوة الى العصيان المدني، عندما نفتقد كيانًا للدولة، والى وضع حد لمخالفات وتعديات تقوم بها الاجهزة الامنية، عندما يسكت الجميع ويكونون عاجزين عن القيام بدورهم، عندما يكون القضاء معطلاً، يضطر الانسان الصادق مع شعبه ان يحكي هذا الكلام، وكيف بالحري اذا كان فرع المعلومات يتعدى ويتنصت على النواب ويراقب بيوتهم، وبصورة خاصة من يتكلمون.

* هل هناك ادلة على هذا التصنت؟
- اكيد هناك معلومات بانهم يراقبون اتصالاتي.

* هل يعيش لبنان اجواء انقلاب جديد اليوم؟
- ليست اجواء انقلابية بل تحول في السياسة الاقليمية وممارسة السلطة، والطبيعي ان يتلاقى هذا التحول مع تحول داخلي، ونتأمل ان يكون التحول ايجابيا، لان في العام 2005 خرج الجيش السوري في لبنان، استمر من كان يتعامل مع سلطة الوصاية آنذاك وبقوا في السلطة، واستمر الوضع على ما هو عليه وكأن السوريين لم يخرجوا، واتضح انه ليس السوريون الذين علمونا على الغش وسوء الادارة والفساد، بل نحن غشاشون وفاسدون، ولا يجب وضع اللوم على الغير، تبين انه لم يتغير شيء بعد الخروج السوري من لبنان، وهنا تظهَّر ان اسلوبنا غير جيد، ولا نحترم القوانين ونمارس كالميليشيات في السلطة. اليوم هناك تحول وسيكون ايجابيًا لان هناك ضبط ايقاع وطني داخلي يرفض ان يكون التحول سلبيًا، واستمرار السلطة على ما هي عليه بالمنهجية ذاتها، هو تدن في المستوى الاخلاقي والسلوكي العام، وهو يوصل الى تهديم البلد، ونحن نرفض ذلك، ومن هذا المنطلق تحديدًا يرفع الصوت العماد ميشال عون كي يقول، انه يجب ان يقف الشعب اللبناني ليضع فاصلاً، بين استمرار سلطة مهترئة بأوجه مختلفة وما بين تحسين الوضع وتطويره نحو الامام، ويجب ان تتغير الذهنية اللبنانية.

* هل تصبح اليوم مقاربة المحكمة الدولية باتفاق 17 آيار/مايو؟
- يجب حصر عمل المحكمة الدولية فيها فقط، مع الشذوذ الذي تمارسه وذلك لسبب بسيط، انها سقطت في 3 امور. اولاً في شهود الزور، وسقطت بما قاله رئيس الحكومة بان الاتهام كان سياسيًا، وادى الى ضرب صدقية المحكمة الدولية لتفريغ الملف من مضمونه، وسقطت اكثر عندما تحول الاتهام السياسي من سوريا الى حزب الله.

* لماذا اليوم هذه الحملة على شهود الزور؟
- تأخرت الحملة كان يجب ان تمارس قبل ذلك، كي لا تسلك المحكمة مسالك سياسية ايضًا وتستعمل سياسيًا كان لا بد من وضع النقاط القانونية على الملف، ليعرف الجميع انه ثمة شك في ممارسة القضاء، وان هذه المحكمة لديها مشكلة مع من يفتشون عن الحقيقة وصولاً الى من عمل هذه المحكمة الى من يمولها، كيف يمكن اقناع الناس انهم يفتشون عن الحقيقة، عندما يكون هناك 3 تحولات و3 اتهامات وكلها يتم الاعتذار والتراجع عنها، وهي اساس ولب الملف.

* يتساءل الناس اليوم هل نحن امام تغيير حكومي خصوصًا بعد تصعيدات عون الاخيرة؟
- في الوقت الحاضر لا نملك معلومات عن تغيير حكومي، ولكن اعتقد اننا لسنا في دولة وحكومة، والمتفرجون في السلطة لا يمكن ان يبقوا على حالهم، الممارسات اصبحت شذوذًا في السلوك العام، واصبحت المؤسسات متقزمة لدرجة اقل من قياسنا. ولا نزال امام اجهزة تتطاول على الناس ويظنون ان البلد لا قانون فيه.

كرم

* البعض يعتبر ان حملة عون هي بسبب ما يحمله النقيب فايز كرم الموقوف بسبب اتهامه بالعمالة من معلومات خطرة ربما تدين حزب الله وحتى التيار الوطني الحر؟
- فايز كرم بعيد عن كل تلك الاجواء، ولا يملك معلومات في هذا الاطار، وقد تحدث فرع المعلومات عن ذلك لكي يبنوا اتهامات باطلة ويفبركوا ملفات للناس، لان هذا اختصاصهم، فايز كرم خارج عن اطار هذا الجو السياسي الذين يسربونه، وتحوَّل فايز كرم الى القضاء اليوم وسنرى غدًا اذا كان مذنبًا فليحاكم واذا لم يكن مذنبًا، سندعس على رقبة من يتعدى علينا.

اتفاق الدوحة

* في ضوء كل هذا التصعيد ما الذي بقي من التزامات اتفاق الدوحة؟
- نحو ذاهبون باتجاه التزامات اخرى، وهناك تحول تدريجي في البلد.

* ماذا عن مفاعيل اللقاء الثلاثي الاخير في بعبدا؟
- يمكن ان تكون هذه ترجمته اي التحول الحاصل.

* عنونت احدى الصحف عن لقاء قريب بين موفد من عون ورئيس الجمهورية؟
- لا شيء حتى الآن، لا مقاطعة مع احد، ولكن من في السلطة لا يمكن ان يتكلم لغتين ويمارس صلاحيتين، يجب ان يكون هناك ممارسة سليمة وواضحة من فوق الطاولة، وان يكون هناك حضور فاعل في هذا المركز، تحفظاتنا اليوم على الآداء.

* كيف تصف اليوم علاقة عون برئيس الجمهورية؟
- عادية، ولم يتغير شيء.