يحل عيد الفطر على لبنان هذا العام، والجميع يأمل بعودة الهدوء على مختلف المحاور السياسية والخطابية، وفي هذا الصدد سألت ايلاف عددًا من السياسيين اللبنانيين اين يمضون عيد الفطر، وما الذي يميزه هذا العام عن سائر السنوات كما سألتهم عن الذكريات التي يختزنونها لأعياد مرَّت في الماضي.


ريما زهار من بيروت: يؤكد النائب أحمد فتفت انه يمضي عيد الفطر في الضنية (شمال لبنان) في منطقته ويقضي يومين مع الناس حيث يقوم بواجباته.

اما ما الذي يميز عيد الفطر هذا العام عن غيره من الاعوام السابقة فيقول ان الازمة الاقتصادية هي التي تخيِّم على اللبنانيين وايضًا التوترات السياسية، ولكن سنحاول ان تطغى اجواء التفاؤل عند الناس.

وعن ذكريات الاعياد خلال الطفولة يقول فتفت ان الاعياد في القرى كانت من الامور الاساسية لدى الاطفال في الماضي، لانها شكّلت منفسًا لنا من اجل تجديد الثياب من خلال quot;الخرجيةquot; المالية، ومن خلال التغيب كل النهار خارج البيت واللعب مع اقرانه من الاطفال، وتتوفر في يدنا العاب لا توجد خلال ايام السنة، وكان للعيد رهجة كبيرة في الماضي، نفتقدها في ايامنا الحالية، ولم تعد ما كانت عليه منذ اكثر من اربعين وخمسين عامًا.

وأهم دعوة برأيه الى اللبنانيين هي إلى المزيد من المحبة وتخفيف الضغط على الناس الذي يسبب لهم التوتر السياسي.

سلام
يقول النائب تمام سلام انه يمضي عيد الفطر من خلال تقليد يقوم به باستقبال الناس في بيته ويتبادل معهم المعايدة وطبعًا ازور مفتي بيروت واعايده، ومن ثم انفق كل النهار في البيت، ويتضمن ايضًا غذاء عائلي لكل افراد الاسرة.

ويتابع:quot; آمل ان تكون كل الايام للانفتاح والتحاور وليس فقط ايام الاعياد.

ويضيف:quot; لا ارى ان هناك تميزًا بين العيد هذا العام وما سبقه فالاعياد ذاتها مناسبة سنوية للانفتاح والمعايدة وتبادل التهاني بين مختلف الافرقاء.

اما ما هي الذكريات التي يحتفظ بها عن اعياد الفطر في الماضي فيرجع النائب سلام الى العام 1985 عندما أمَّ صلاة العيد في الملعب البلدي المرحوم المفتي حسن خالد وكانت مناسبة فريدة من نوعها، ولا شك انها تحتل مكانة في ذاكرتي وذاكرة بيروت.

ويوجه سلام دعوة الى اللبنانيين لمناسبة عيد الفطر الى مزيد من المحبة والأخوة والتعاون في ما بينهم بعيدًا عن التشنجات والمزايدات السياسية التي يلجأ اليها بعض القادة في استثارة مشاعرهم.

حوري
بدوره تحدث النائب عمار الحوري وقال انه سيمضي عيد الفطر من خلال جزء رسمي وآخر عائلي، ويضيف بان الاعياد اللبنانية تدعو عادة الى الهدوء والاستقرار والمحبة وهو امر طبيعي، اما ما الذي يميز عيد الفطر هذا العام فهو من الناحية الشخصية لا يزال كما هو اما من ناحية لبنان فقد مررنا خلال الاشهر الماضية باختناقات سياسية ونأمل ان يكون عيد الفطر بوابة لانفراجات انشاء الله.
عن ذكرياته الماضية لعيد الفطر يقول انه يرتبط دائمًا بالفرح والسعادة، ويدعو اللبنانيين الى المحبة للوطن وتنظيم اختلافنا السياسي.

حب الله
النائب السابق حسن حب الله سوف يمضي عيد الفطر في صور مع زيارات عائلية ومع الاصدقاء ويتقبل التهاني من الناس، وهكذا درجت العادة منذ زمن.

ويضيف:quot;الدعوة ليست فقط في العيد للتهدئة السياسية بل ايضًا يجب ان تمتد على كل ايام السنة باعتبار ان الاديان السماوية تدعو الى المحبة والتآلف بين الجميع، لان الله قادر والناس مهما اختلفوا هم عباد الله، ويجب ان تكون هناك قواسم مشتركة في ما بينهم ليعيشوا كما اراد الله بأمان وينسوا خلافاتهم.

ويتابع: quot;ما يميز عيد الفطر هذا العام انه يمر على لبنان في ظل انقسام سياسي، لكن هناك نية لدى الاطراف، على الاقل علنًا، نحو الائتلاف والتفاهم وبناء الوطن الذي يريده كل ابنائه مستقرًا ويحافظ فيه على السلم الاهلي.

ويرجع حب الله بالذكريات الى العام 1983 حيث مرَّ عيد الفطر في لبنان في ظل الاجتياح الاسرائيلي وكنا في الجنوب واقمنا صلاة مشتركة لكل الطوائف الاسلامية في يوم واحد وكانت مظهرًا من مظاهر الوحدة في مواجهة الاحتلال، فنأمل ان تكون هذه الوحدة مكرسة، لاننا في لبنان نعيش في حالة تحد مستمر خصوصًا مع وجود احتلال وعدو يتربص بنا بين الفينة والاخرى.

وهو يدعو اللبنانيين الى ان يكونوا يدًا واحدة وقلبًا واحدًا مهما كانت الخلافات، التي يمكن ان تظهر في كل البلدان وحتى العائلة الواحدة، وهذه طبيعة البشر، ومهما كانت الخلافات ينبغي ان ننظر الى القواسم المشتركة وان نفعِّلها ونطورها كي نستطيع ان نبني وطنًا في مصاف الدول المتقدمة وقادر على العيش في هذا العالم بكل قوة وتضامن.