في تقرير حول البطالة في العالم قُدِّم منذ اسابيع، اطلق مكتب العمل العالمي في جنيف ناقوس الخطر لنسبة البطالة بين الشباب، وكان لبنان ضمن تلك الدول حيث ترتفع هذه النسبة بكثرة، ايلاف اجرت تحقيقًا حول الموضوع مع معنيين ومختصين لتسلط الضوء على هذه الظاهرة التي تشكل عبئًا إضافيًا على اقتصاديات البلد.
ريما زهار من بيروت: تقول رانيا نادر انها منذ عام تركت عملها ومنذ ذلك الحين وهي تقدم طلبات توظيف على مختلف المؤسسات والشركات حتى لو كانت هذه الأخيرة خارجة عن اختصاصها، وهو في مجال الإعلام، وتضيف ان غالبية الشركات رغم افتقارها الى الموظفين وطلبها الى التوظيف، يتم تقديم السيرة الذاتية ولا يُنظر فيها، حتى لو اجرينا مقابلة يتم تأجيل النتيجة، او قد لا يتم رد خبر عليها.
وتتابع:quot;الوساطة هي السائدة في لبنان، ويستفيد منها اشخاص مدعومون، وتقول انها تقوم بما عليها من تقديم سيرتها الذاتية الى مختلف الشركات، لكنها وصلت الى مرحلة شعرت معها بانها لا تريد تقديم طلب في المستقبل لان الجواب معروف مسبقًا، ولا نتيجة لتحركاتها، حتى ان البعض قدم لها عملاً لا يرضي طموحاتها ولا يتناسب مع مستوى خبرتها واختصاصها.
وهي تملك خمس سنوات من الخبرة، وتقول ان هذه المعاناة جماعية ومعظم الاشخاص يشتغلون كمراسلين على القطعة وليسوا مضمونين بوظيفة ثابتة، ومع عدم وجود عمل هناك الاهل الذين يدعمون ماديًا، اما من لا اهل له يدعمونه فيقوم باي وظيفة حتى لو لم تلائم طموحاته.
وحتى لو ساعد الاهل ماديًا فالامر لا يشبه الوظيفة الثابتة. اما الحل برأيها فيكون للبعض الخروج من لبنان والتوظف في بعض الدول المجاورة حيث المعاش افضل والتقديمات اكبر، ولكن في النهاية من سافر سيعود الى لبنان، والى عدم توافر مجالات الفرص فيه.
رانيا ليست الوحيدة التي تعاني مشكلة البطالة في لبنان، هناك المئات ربما الآلاف من الشباب، المتخصصين الذين لا يزالون يبحثون عن وظيفة، ومنذ اسابيع، قام مكتب العمل العالمي في جنيف بتقرير من 89 صفحة حول البطالة في العالم، وكانت النتائج مخيفة، فحال البطالة لم تكن بهذا السوء من قبل، فقد تقدمت نسبة البطالة لدى الشباب في العالم من 11,9% الى 13% في العام 2009.
مسؤولة توظيفات
تقول احدى المسؤولات عن التوظيف في احد البنوك في لبنان ان هناك طلبات كثيرة تصلها للتوظيف من طلاب يتخرجون حديثًا وآخرون لديهم خبرة، وتضيف ان العرض اكثر من الطلب، وتقول ان متطلبات العمل ان يكون من يطلب وظيفة يملك شهادة جامعية، لان اليوم الكل يطلب العلم الذي اصبح عاليًا نسبيًا، اما العامل الداخلي فيكمن في شغور لهذه الوظيفة، اما اذا تبارى اثنان على وظيفة ما بالدرجة ذاتها من الكفاءة فهنا يمكن ان تدخل الوساطة.
وتضيف نسبة التشغيل في مؤسستها قليلة لان من يملك وظيفة اليوم لا يتخلى عنها، الا من استطاع ان يؤمن وظيفة بشروط احسن عندها يترك عمله القديم، وهؤلاء هم ذوو الخبرة العالية.
وتقول ان الخبرة مهمة لدى من يطلب وظيفة بفئة مدير، اما طلاب الجامعات فننظر الى شهاداتهم فقط، وشخصيتهم ايضًا.
اما ما هي العوامل التي تنظر اليها من اجل توظيف احدهم؟ فتجيب:quot;بحسب الوظائف ومعطياتها وهناك ما يسمى بال:job descriptions، وهي المتطلبات لكل عمل، من مهارات، فهناك وظائف بحاجة ان يكون فيها صاحب العمل متجهًا نحو التحليل، وهناك مهارات تتطلب العمل مع الزبائن، ومن ينفع في مهنة ليس بالضرورة ان ينطبق الامر على وظيفة اخرى.
وكخبرتها في هذا المجال تنصح من يريد ان يعمل في لبنان ان يختار بادىء الامر وظيفة يحبها، والوظائف بحد ذاتها ضرب حظ في النهاية، والكل اليوم يتحوَّل الى الاعمال.
التعليقات