توجّهت إيلاف إلى قياديّين ومناصرين في التيّار الوطني الحرّ وسألتهم عمّا يعني أن يتّهم فايز كرم من التيّار الوطني الحرّ بالعمالة، وماذا سيكون مصيره، وهل ستتأثر العلاقات بين quot;حزب اللهquot; وquot;العونيّينquot; بعد هذه الحادثة، وماذا عن التسريبات الصحافيّة التي اعتبرها البعض مضلّلة وفي غير مكانها.

يفضّل القيادي في التيار الوطني الحر أنطوان نصرالله عدم الخوض في موضوع إمكان عمالة فايز كرم، لأنّه يعمل على الموضوع قانونيًّا، ويفضّل عدم التحدّث إلى الإعلام، ويقول إنّه لم يستلم القضيّة إلاّ قبل يومين ولم يتمّ الاطّلاع بعد على الملف من قبل محامي كرم.

سامي صعب مسؤول في التيار الوطني الحرّ يقول لإيلاف إنه يفضّل عدم الخوض في الموضوع ولا يعتبر كرم عميلاً ويجب انتظار التحقيق حتى يتمّ ذلك ولم يطلق عليه بعد صفة العمالة، أمّا مصير كرم فيقول إنّه يبقى ضمن التكهّنات، وهو ينظر إليه كإنسان ويفكّر بعائلته التي تمرّ بظرف صعب quot;انشاء الله يمرّ بسلامةquot; كما يقول، ويتمنّى عدم التحدّث بالموضوع قبل أن يصدر الحكم.

ولدى سؤاله لماذا اتّهم الجنرال ميشال عون في قضية كرمجهات وزاريّة بالتواطؤ ولم يحرّك ساكنًا من قبل؟ يجيب: quot;يجب سؤال الجنرال، وهذا موضوع ليس من اختصاصي، وأفضّل عدم الكلام قبل التأكّد من كلّ هذه الخبريّةquot;.

وردًّا على سؤال هل اتّهام كرم يؤثّر على العلاقة بين quot;حزب اللهquot; وquot;العونيينquot;؟ يجيب: quot;هذا سؤال تكهّني، يجب الانتظار، ولكن لا شيء قد يؤثّرعلى ورقة التفاهم مع حزب الله، لأنّها قويّة وأقوى من كلّ شيء، وهي سلاح فتّاك في وجه كلّ المخربين ومن يحاولون الفتك بالوطن، وهذا موضوع أتمنّى على كلّ الإعلام والصحافيّين عدم الحديث عنه لأنّه مادّة سامّةquot;. وعن التسريبات الصحافيّة الأخيرة في شأن العملاء يقول إنّها في غير مكانها، ويجب انتظار التحقيقات وإلى ماذا ستؤدّي، لأنه لم يتمّ التأكّد من الأمر، لأن هناك الكثيرين الذين يتمّ التحقيق معهم ونتمنى عدم الخوض قبل التأكد من النتائج. وهو يعرف كرم من بعيد كونه في التيار الوطني الحرّ.

إيلي بدوش مناصر للتيّار الوطني الحرّ يقول إنّ كلّ شيء وارد ومصير كرم قد يحدّده القانون اللبناني، ولكن يجب التأكد من عمالته. ويقول إنّ صيت التيار الوطني الحرّ لا يزال ممتازًا ولم يتأثر بالموضوع، وهو يعتبر الأمر بمثابة هجوم من قبل خصوم الجنرال عليه، ولا إثبات حتّى الآن ولا أحد يصدّق أنّ كرم عميل، ويقول إنّ الإعلامأدّى دورًا سلبيًّا في قضيّة العمالة مع إصدار هجوم كبير على كلّ التيار.

لمحة عن كرم

أوقف فايز كرم، الذي سبق أن ترأس quot;فرع مكافحة الإرهاب والتجسسquot; في الجيش اللبناني، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، 3-8-2010، من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، بموجب أمر قضائي.

وكرم ليس الشخصية العسكرية اللبنانية الأولى الّتي يتم توقيفها بشبهة التعامل مع إسرائيل، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام بموجب القانون اللبناني، إلا أنّ quot;صدمةquot; توقيفه تأتي بسبب حضوره الفاعل في الإعلام، بخاصة أنه مسؤول quot;التيار الوطني الحرquot; في الشمال. كما كان قد ترشّح للانتخابات النيابية الأخيرة عن أحد المقاعد الشمالية، لكنّه فشل في الوصول إلى الندوة البرلمانية، على الرغم من حصوله على 19700 صوت.

وفايز وجيه كرم من مواليد 17 تشرين الأول -أكتوبر 1948، وهو من أبناء زغرتا، ووالده العميد وجيه كرم. تلقّى دروسه الابتدائية في مدرسة الفرير طرابلس، والثانوية في بيروت في مدرسة الفرير الجميزة. دخل المدرسة الحربية سنة 1969 وتخرّج فيها برتبة ملازم سنة 1972. وأتمّ دورات حربيّة في الخارج منها دورة تطبيقية للمشاة في مونبيليه - فرنسا، ودورة في الولايات المتحدة في المخابرات العسكرية.

تدرج في الجيش، وتسلم مراكز قيادية كان آخرها مركز رئيس فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، حيث استمر في هذا المنصب حتى 13 تشرين الاول - أكتوبر 1990. يومها، اقتيد موقوفًا إلى سجن المزة حيث بقي فيه مدة 5 أشهر. بعد ذلكالتحق بميشال عون في فرنسا، حيث عاش 13 عامًا، ليعود برفقته إلى لبنان، عام 2005. متأهل من المحامية في الاستئناف هند كعدي، ولهما ولدان هما وجيه وميرا.

ويأتي كرم من عائلة quot;عسكريةquot;، إذ سبق أن شغل والده، وجيه، منصب عميد في الجيش. وفي بحث عبر الموقع الرسمي للجيش اللبناني، يُذكر أنّه تمّ تعيين quot;المقدّم وجيه كرم، قائدًا لمركز قيادة السلاح بعد نقلها إلى بيروت، اعتبارًا من أول كانون الثاني - يناير 1954quot;.