تحدثت إيلاف الى كل من وزير العمل اللبناني بطرس حرب والنائب السابق بيار دكاش عن انحدار مستوى الخطاب السياسي في لبنان، وسألتهما عن اسباب هذا التدني في مستوى الخطاب، وكيف يمكن التمييز بين خطابات الامس واليوم، وما هي الضوابط التي يجب مراعاتها في الخطاب السياسي اليوم، وكيف بإمكان الخطاب ان يشعل فتنة في البلد.
بيروت: اللافت في الآونة الاخيرة انحدار مستوى الخطاب السياسي في لبنان، فأصبح من المتعارف به ان يطلق كل فريق خطابات جارحة ومضادة ضد الفريق الآخر دون اي مراعات لأصول الخطاب السياسيوادبياته.
يقول وزير العمل والنائب في البرلمان اللبناني بطرس حرب لإيلاف إن الخطاب السياسي في لبنان وصل الى ادنى المستويات، ولم يعد هناك من خطاب سياسي، وهناك خروج عن الاصول والادبيات السياسية بالمطلق، وهذا شيء يبشر بانفراط المجتمع، والانحراف عن المسار الديمقراطي، ولا يبشر بخير الوطن، ويهدد الحياة الديمقراطية، وعدم قبول الرأي المختلف عنا، وهذا يهدد العيش في لبنان، ولا يعود بالخير الى مصلحة البلد إطلاقًا.
اما لماذا انحدر الخطاب السياسي الى هذا المستوى؟ يجيب:quot;لان هناك فئة اعتمدت هذا النوع من الخطاب واعتبروه الوسيلة الوحيدة ليكون لهم دور سياسي، وهذا مؤسف.
عن خطابات السياسيين اليوم وكيف كانت بالامس يقول الفرق كبير جدًا، في التهذيب واللياقة، فالتعاطي في الماضي كانت الكلمة تقال بطريقة افضل، حتى مع وجود الاختلاف، والتعبير عن الرأي كان لا يرتدي طابع الاهانة، اليوم المؤسف ان هناك البعض الذين لا يستطيعون التعبير عن رأيهم لأنّ لا شيء يقولونه سوى الاهانات، فاتهام الآخر واعتماد اسلوب ان كل الآخرين الذين يخالفونه الرأي هم فاسدون وخونة، وهذا مدلول سيئ جدًا على سطحية من يطلق الكلام، ومدلول ان من يقول هذا الكلام لا يتمتع بأي حرية ديمقراطية ولا يقبل غيره ورأيه حتى لو كان هذا غيره على حق وهو على خطأ.
اما ضوابط الخطاب السياسي اليوم فيقول يجب اعادة تثقيف الناس وتوعيتهم، على ان هذا النوع من الخطاب قد يؤدي الى عدم الحياة المشتركة حتى ضمن البيت الواحد والعائلة المتماسكة.ويتابع: quot;اعتقد ان ما يجري اليوم يشير الى ان هذا النوع من الخطاب يخلق المناخ الملائم لاشعال فتنة في البلد، وذلك بسبب التشنج الذي يحمله هذا النوع من الخطابات والممارسات السياسية.
دكاش
بدوره تحدث النائب السابق الدكتور بيار دكاش لإيلاف فاعتبر ان هناك 3 مشاكل في لبنان الاول سياسي واقتصادي واخلاقي، والخطاب السياسي يقع ضمن مشكلة الاخلاق في لبنان بكل اسف.
ويتابع:quot; هناك اسباب لانحدار المستوى في الخطاب السياسي اللبناني ومنها عدم وعي الشعب اللبناني بكافة ابنائه في اي موقع كان والى اي فريق انتمى لمسؤولياته، ولمعرفته لحقوقه، اتى بممثلين يوم الاستحقاق الكبير، ادى الى انقسام مريع تسقط فيه كل المبادئ والقيم.
اضافة الى مشاكل متعدّدة في لبنان تجعل هذا الخطاب السياسي ينحدر الى هذا المستوى اولها الشخصانية وتأليهها، بمعنى ان مشكلة الناس انهم يعبدون الاشخاص وليس المبادىء وهذا ناتج عن قلة الوعي على الرغم من الشهادات العالية والكفاءات التي يتميز بها اللبناني.
ثم العائلية اي لا نزال نمشي في الحياة القبلية العائلية، ثم الطائفية، والمذهبية، الوحدة تبدأ في أن الواحد ينضم الى الآخر، لا نزال بعيدين من الوحدة في الجماعة، المصلحة الذاتية تقدم على المصلحة العامة، وقديمًا قال الرئيس رفيق الحريري من يعطي يأمر، ونسأل هنا ان هناك تمويل لتلك الخطابات وهي ليست نابعة من إرادة ذاتية بل تقع ضمن الولاءات الخارجية التي تدفع بهذا الفريق او ذاك الى اخذ المواقف.
والخطاب السياسي في لبنان لا يحتاج الى تقييم بل الى صمت اعمق منه، واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا، لأن الصمت افضل من الكلام.
عن خطابات السياسيين بالامس يقول في كل العهود كان هناك من يخرج عن اللياقات والآداب والقيم، ولكن بكل اسف في وقتنا الحاضر ونظرًا للمآسي التي مر بها لبنان، انحدر الخطاب السياسي الى مستوى مخجل محزن مبكي ومخذل وجارح، اما ضوابط هذا الخطاب فتكون من خلال توعية الشعب اللبناني، ويجب ان يعرف حقوقه وواجباته، وان يختار جيدًا الطقم السياسي، يكون فعلاً وليد إرادة الشعب اللبناني، ومع وجود الوعي الذي يرفض التدخل الخارجي من الشرق او الغرب، حينها يصبح الخطاب السياسي منسجمًا مع ارادة الشعب اللبناني وحقه في الاختيار.
ويتابع: quot;نعرف ان هذه الفوضى الموجودة في لبنان مدمرة هي بسبب كل كلمة تخرج من فم الخطيب، وقبل ان تخرج الكلمة من فمه يكون ملك الكلمة وبعدها يصبح عبدها. والانفجار العسكري ممكن ان يكون سببه خطاب غير موزون او ممحص.