علاقة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر متأزمة منذ فترة وقد بلغت اخيرًا ذروة في التنافر، والسؤال الذي يطرح هل التوتر بين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع سيفضي إلى تصادم على الساحة المسيحية، ايلاف سألت قياديين في التيار الوطني الحر وفي القوات اللبنانية ونفيا وصول الامر الى النزول الى الشارع.

ريما زهار من بيروت: تسيطر على علاقة حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر القطيعة السياسية والشخصية، لا سيّما منذ عودة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون إلى لبنان من منفاه الباريسي، وخروج رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع من السجن، في عام 2005، وعلى الرغم من المحاولات الهادفة إلى رأب الصدع بين هذين التيارين السياسيين المؤثرين والفاعلين بقوة على الساحة المسيحية، إلا أنه لغاية اليوم لم تفلح كل تلك المحاولات والوساطات في تقريب وجهات النظر.

وعلى الرغم من الهدوء الذي خيّم على علاقة الفريقين في الفترة الماضية، دفعًا نحو إبعاد أجواء الإحتقان عن المناطق المسيحية، إلا أنّ هذا الهدوء بدأ ينذر اليوم ولا سيّما بعد الدعوة التي وجهها جعجع إلى شباب التيار الوطني الحر في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم، إلى نشوب مواجهة على الأرض بين الجانبين ليس معلومًا لغاية اليوم متى تبدأ، خصوصًا في ضوء الكلام الأخير لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عقب اجتماع تكتّله النيابي والذي وجّه فيه بالبنان أصابع الإتهام إلى quot;القوات اللبنانيةquot; بأنها تتسلّح إستعدادًا للقيام بتحرّكات على الأرض، وحذّر فيه في المقابل الدكتور جعجع من مغبّة الإقدام على أية خطوة تصعيدية في المنطقة المسيحية، مشيرًا إلى أنه quot;إذا لم يقعد جعجع عاقل فكل شخص يتحمل مسؤولية أعمالهquot;.

يقول القيادي في التيار الوطني الحر انطوان نصرالله لإيلاف ان التيار غير متوتر تجاه القوات اللبنانية، بل القوات متوترة تجاهه وذلك لأسباب عدة منها انه مطلوب من القوات بوساطة حلفائها ومن الدكتور جعجع بصورة خاصة ان يقوم بهذا التوتر على الساحة اللبنانية كي ينال الدعم المطلوب، وكذلك التزامات جعجع السياسية كبيرة جدًا ومنها انه يستطيع ان يسيطر سياسيًا وأمنيًا على الساحة المسيحية، وهذه الاخيرة لا تتفاعل مع طروحاته سواء كانت هذه الساحة مختلفة او متفقة مع التيار الوطني الحر.

وهذه معلومات، يضيف، تشمل رجال دين وامنيين وكل شرائح المجتمع، وتخويف المسيحيين من الفتنة او من هجوم شيعي على المناطق المسيحية هي كذبة كبيرة تقوم بها القوات اللبنانية، بالمقابل الاخطر من ذلك بعض حلفاء جعجع يقولون ان العماد عون يحمِّس الساحة المسيحية على الفتنة، وما نقوله في حال ارتاحت الساحة المسيحية، فان الجيش قد يتفضى لمناطق اخرى حتى لا يصبح هناك ازمة ما في البلد، ونحن مع الإنفتاح ولا جزر في لبنان.

ويتابع:quot;نداء جعجع التلفزيوني أضاع كل النداءات الاخرى من بكركي وغيرها.quot;

ولدى سؤاله هل التوتر الكلامي بين جعجع وعون سيفضي الى صدام على الساحة المسيحية؟ يجيب:quot; اليوم كل التقارير الامنية وغير الامنية تشير الى تسلح القوات اللبنانية، والمحضر الذي نشر في صحيفة السفير لم يتم نفيه من قبل القوات، والتيار الوطني الحر لن يلجأ الى الشارع، لانه يتكل على الشرعية والجيش اللبناني والسلاح الشرعي في هذا الموضوع، ولم يكن له يومًا ميليشيا.

وردًا على سؤال متى سنشهد تقاربًا مسيحيًا على مستوى القيادات اسوة بسائر الطوائف اللبنانية؟ يجيب:quot; ليس المطلوب التوحد فالمسيحيون هم الاصح، ومعظمهم يتبعون العماد ميشال عون، ولكن مع الرأي المخالف فنحن نختلف سياسيًا فقط، ولن ينتقل الى الشارع.

ويتابع في 7 آب/اغسطس من العام 2001 لا اريد ان اناقش تقاربنا مع القوات اللبنانية، ليس هذا الهدف، ولكن الفكرة عندما وجَّه جعجع النداء للعونيين، هذا النداء لماذا لم يلقه في ال2004 وال2005؟، جعجع لا يريد شريكًا له.

القوات اللبنانية
نادي غصن ( مسؤول الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية) يعتبر في حديثه لإيلاف انه لا يوجد اي توتر بين العونيين والقوات اللبنانية، ولن ينعكس ذلك او يترجم نزولاً الى الشارع، عن تسلح القوات واتهام عون القوات بذلك يقول ان كانت لديه معطيات ان يضعها في يد القضاء، او يضعها امام الرأي العام، ويضيف ليس المطلوب التوحد بين المسيحيين ان كانوا قوات او عونيين، الخلاف سياسي وليس شخصيًا، ولن يتطور ابدًا الامر نحو الشارع. اما عن الخطاب السياسي المتأزم بين عون وجعجع فهو يدخل ضمن النطاق السياسي ولا اهداف له او انعكاسات على الشارع.