تشكل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى لبنان، محطة بالغة الأهمية، بالنظر الى الجدل الذي أثارته قبل أن تحصل، ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل على الصعيدين الاقليمي والدولي، في ظل تباين المواقف بين مرحّب بهذه الزيارة وبين متحفّظ ورافض لها والسؤال الذي يطرح ما الذي تتوقعه الموالاة والمعارضة من هذه الزيارة؟
ريما زهار من بيروت: تشكل زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، محطة بالغة الأهمية، بالنظر الى الجدل الذي أثارته قبل أن تحصل، ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل على الصعيدين الاقليمي والدولي، في ظل تباين المواقف بين مرحّب بهذه الزيارة وبين متحفّظ ورافض لها، في لبنان والخارج، فحلفاء إيران وفي مقدمهم حزب الله يولون مجيء الرئيس نجاد الى لبنان أهمية كبيرة لاعتبارات سياسية وروحية عدة، بخاصة وأن إيران تعتبر الداعم الأول والأساسي لهذا الفريق، وعلى جميع الأصعدة، ومن الطبيعي أن يستنفر حلفاء إيران كافة إمكاناتهم لاستقبال الضيف الكبير وإعداد برنامج تكريم حافل له يليق به وبما يمثل.
وفي المقابل، فإن زيارة نجاد، وإن كانت قوى 14 آذار/مارس قد تعاملت معها بحذر، بخاصة في جانبها الشعبي، غير الرسمي، إلا أنها قد تثير حساسية هذا الفريق الذي لا ينظر بكثير من الارتياح الى الدور الايراني في لبنان، وما يقوم به حزب الله الذي يتلقى دعمًا إيرانيًا متعدد الأوجه، في وقت تتصاعد حدة الانتقادات من جانب قوى الأكثرية للدور الايراني في لبنان وانحيازه الى جانب طرف على حساب الأطراف الأخرى، حيث بلغت قمة هذا الانحياز في اتهام المحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأنها اسرائيلية ومسيّسة ولا تريد كشف الحقيقة خدمة لمصالح قوى خارجية، بل تعمل لإلصاق التهمة بحزب الله وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين.
والسؤال ماذا تتوقع الاكثرية والمعارضة من زيارة الرئيس الايراني الى لبنان؟
يقول النائب الدكتور عاطف مجدلاني لإيلاف ان اي زيارة رسمية لرئيس دولة لنا علاقات معها ولنا ملاحظات عليها، اعتقد انه سيكون لها تأثير معنوي لمصلحة فريق من اللبنانيين مع الاسف الشديد، ولدى سؤاله برأيك سيكون لها تأثير ايجابي على الشيعة فقط في لبنان؟ يجيب:quot;نعم تأثير معنوي، اما الفئات الاخرى فهو لا يعرف ماذا سيكون تأثيرها، ولكن :quot;اتمنى ان تكون العلاقة بين الدول، واي دولة تعد نفسها صديقة للبنان وتريد مساعدته ان تساعد الحكومة اللبنانية، ولا تكون مساعدتها فئوية كما شاهدنا خلال عشرات السنوات منذ العام 1982 حتى اليوم المساعدات الايرانية لم تكن للبنان بل كانت لفئة مذهبية اي حزب الله، ولم يستفد منها الا الحزب، وهذا مؤسف.
اما هل ستطلب الاكثرية من الرئيس الايراني مساعدة الجيش والمحكمة؟ يجيب:quot; اعتقد اننا نطلب ان تكون العلاقة من دولة الى اخرى، كما نطلب من كل الدول ومن كل الرؤساء والقوى ان تكون كذلك.
أحمدي نجاد في لبنان غداً: أميركا تحذر وإسرائيل تستنفر |
وردًا على سؤال هل تتعامل قوى الاكثرية بحذر مع مجيء الرئيس الايراني الى لبنان؟ يجيب:quot;كلا لا نتعامل بحذر او بقلق، هي زيارة عادية رسمية لرئيس دولة تجمعنا بها علاقات دبلوماسية، ونقطة على السطر.
ولدى سؤاله بان البعض يعتبر زيارة نجاد تعد جزءًا مكملاً للمشهد الذي جمعه مع الرئيس السوري والامين العام لحزب الله؟ يجيب:quot; البعض يريد القول وكأن زيارة الرئيس الايراني الى لبنان تضعه ضمن المحور السوري الايراني، لا اعتقد ان هذا ينطبق مع الواقع، لبنان دولة مستقلة سيدة وديمقراطية، ولا يدخل باي محور او حلف، لذلك لا اعتقد ذلك، رغم ان البعض يريد إدخال لبنان بهذا المحور، هذه العلاقة من دولة الى اخرى من جهة، ومن جهة اخرى بالتزام لبنان بكل قرارات الامم المتحدة منها العقوبات على ايران.
وردًا على سؤال بان بعض اللبنانيين يتخوفون من زيارة الرئيس الايراني هل هذا الخوف في مكانه؟ يجيب:quot;كلا فهي زيارة عادية لا اكثر ولا اقل، وعلينا الاخذفي الإعتبار باننا جزء من الامم المتحدة وقراراتها تلزمنا.
حزب الله
النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية تحدث بدوره لإيلاف واعتبر ان زيارة الرئيس الايراني ستكون رسمية وبدعوة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، quot;واضح ان هناك بنودا اقتصادية عدة للتعاون وجاهزة للتوقيع في مجالات عدة، منها الكهرباء والمياه والسدود والصحة وغيرها، والبند الاساسي الوحيد الذي لن يطلبه لبنان برأيه هو المتعلق بالتجهيز العسكري.
وردًا على سؤال هل المعارضة ستطلب استمرار الدعم السياسي والعسكري؟ يجيب:quot; طبعًا لان الدعم قائم اصلاً، وسيستمر عبر المقاومة، بمواجهة اسرائيل.
عن قول قوى 14 آذار/مارس ان زيارة الرئيس الايراني هي لدعم فئة معينة معنويًا تتمثل بحزب الله يجيب:quot; هي دعوة وزيارة رسمية ولن نكابر ونقول انه لا يوجد تعاطف مع فئة معينة تتمثل بالمقاومة التي تتبناها ايران، في مواجهة اسرائيل، بهذا المعنى الامر طبيعي، ولكن ليس بمعنى تقوية وتأليب فريق على آخر داخلي.
وردًا على سؤال هل زيارة احمدي نجاد تضع لبنان ضمن المحور السوري الايراني كما يؤكد البعض؟ يجيب:quot; المشهد ينتقص الرئيس السوري، لبنان لا يدخل ضمن اي محاور، واذا كان القصد المحور الايراني السوري بوجه اسرائيل والمشاريع الاميركية الاسرائيلية، نعم، اما بمواجهة القوى الداخلية فهذا لن يكون، ولن يكون هناك من دخول ايراني لتقوية فريق ضد آخر داخليًا.
التعليقات