مبارك مزيد المعوشرجي



بعد فترة طويلة من العلاقات الدافئة والمتميزة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثناء فترة حكم الرئيسين علي أكبر رفسنجاني والسيد محمد خاتمي حيث تم خلالها تبادل الكثير من الأنشطة الثقافية والمعارض التجارية والمباريات الرياضية، وازدياد السياحة بين البلدين وارتفاع معدلات التجارة بينهما، ولكن بعد أن وصل الحكم إلى الرئيس الحالي محمود أحمدي نجادي... عادت للساحة الإيرانية فكرة تصدير الثورة للخارج وما صاحب ذلك من مصروفات هائلة على الدولة الإيرانية أدت إلى رفع الدعم عن معظم مقومات الحياة في إيران، مثل أبسط الاحتياجات الحياتية للشعب من ماء وكهرباء ومسكن ووظيفة وغاز وخبز، بالإضافة إلى عودة التشدد وكثرة الرقابة على الحريات ما أثار الشارع الايراني بمظاهرات مليونية قادها صناع الثورة الإسلامية ومؤسسوها أمثال علي أكبر رفسنجاني، والسيد محمد خاتمي، ومير حسين موسوي، ومهدي كروبي وهو رئيس برلمان سابق، وكعادة الأنظمة الشمولية حاول الرئيس نجادي تصدير المشاكل الإيرانية للخارج عبر دعم بعض الحركات السياسية المعارضة في الدول العربية والخليجية واهماً أن اتباع بعض شيعتها لبعض رجال الدين الكبار في إيران يعني اتباعهم لسياسته، ولما فشل في ذلك من خلال قبول الغالبية العظمى للشيعة للاندماج في دولهم متحابين متوادين مع اخوتهم بالوطن، حاول عبر بعض المندسين من الصفويين المتشددين إلى زعزعة الاستقرار في هذه الدول التي عاش فيها المسلمون سنة وشيعة متضامنين بأخوة وسلام، حاول مرة ثالثة عبر بعض شبكات التجسس واستغلال المرتزقة من الأجانب وغيرهم، ولكن بفضل من الله وحمده اصطدمت هذه المحاولات العديدة الدنيئة بوجود موقف خليجي واحد عبر شعوبه وحكامه وأفشلتها رافضين التدخل الإيراني في شؤون بلادهم، علماً بأن ايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على شرط أساسي لدين ومذهب وقومية من يحكمها، أما بقية الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية فتعيش على الهامش دون أي حقوق دينية أو انسانية، ولأن إيران دولة محورية في الخليج العربي يجب ألا نحرق جميع الجسور معها، وحتماً بعد انتهاء فترة حكم الرئيس نجادي سيأتي العقلاء إلى سدة الحكم من جديد الذين يحرصون مثلنا على وحدة الاسلام والمسلمين، والوقت والشعب الإيراني يتكفلان بذلك، فلا داعي للتشنج والتعصب والمطالبة بقطع العلاقات بين الشعبين الجارين فنحن كشعب ودولة لا نستطيع أن نغير جيراننا ولكن بالحوار والتواصل نستطيع أن نزيل الخلافات.