احمد عياش

ربما سيخطئ كثيرون في تقديم الاجابة الصحيحة اذا ما سئلوا عن اسم سفير لبنان في دمشق. لكنهم سيجدون سهولة في معرفة اسم سفير سوريا في بيروت. فالأخير وهو السيد علي عبد الكريم علي يجده اللبنانيون في واجهة الاحداث في بلادهم.
في المقابل، لم يسمع احد او يقرأ او يشاهد منذ وقت بعيد سفير لبنان في دمشق، وهو السيد ميشال خوري يجتمع بوزير خارجية سوريا وليد المعلم او اي مسؤول سوري آخر أو يعقد مؤتمراً صحافيا في مقر السفارة.
انها الحقيقة، ولو اراد البعض ان يتغاضى عنها، وهي ان خطوة التبادل الديبلوماسي التاريخية بين البلدين والتي أنجزت في عهد حكومة الرئيس سعد الحريري الذي هو الهدف الرئيسي لحملة النظام السوري، لن تبدل سلوك الاخير الذي شاب على نهج شب عليه قبل عقود. ولذا انقلبت كل دماثة السفير علي منذ ان تقلد المسؤولية في لبنان الى صراحة الآمر الناهي الذي يعتبر هذا البلد احد ارياف بلده.
المدينة الوحيدة في العالم تقريباً بعد كراكاس عاصمة فنزويلا التي شهدت تحركات مؤيدة لنظام بشار الاسد ومن دون ترخيص كانت بيروت.
استجابة الرئيس نبيه بري لدعوة النائب جمال الجراح امس الى رفض الحملة عليه هي خطوة ايجابية بعد خطوة مماثلة من الرئيس ميشال سليمان بتحميل الأمين العام للمجلس الأعلى السوري ndash; اللبناني نصري خوري طلبا للمسؤولين في دمشق ان يسلكوا طريق المؤسسات في متابعة القضايا المشتركة. وفي ذلك تأكيد ان بري ليس نائبا لرئيس مجلس الشعب السوري وان سليمان ليس فاروق الشرع اللبناني.
من يقرأ ما قالته المتحدثة الرسمية باسم المنظمة السورية لحقوق الانسان منتهى الاطرش ابنة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الاطرش في مقابلتها مع صحيفة quot;الشرق الاوسطquot; ان النظام الفردي الشمولي quot;سيسقط عاجلاً أو آجلاquot; يعلم ان quot;تمرجلquot; السفير في بيروت هو من علامات السقوط. وحبذا لو استعان هذا النظام بسيناريو مسلسل quot;باب الحارةquot; الشهير، لكان توصل الى اخراج افضل لرواية التدخل من الجوار في ثورة عظيمة يصنعها احرار سوريا.