طارق العامر

تمنى منذ اليوم وحتى سائر الايام، ان يفرض على الكلام laquo;جماركraquo;، ذلك لأني ارفض حرية التعبير المطلقة التى لا تتحلى بالمسؤولية، لذا ارجو من الدولة محاسبة كل من يدلي بتصريحات مغلوطة، وفرض غرامة وعقاب شديد على هؤلاء، كما اتمنى على laquo;الوفاقraquo; ان تمسك اطفالها، وتمنعهم من الإدلاء بالتصريحات الكاذبة للقنوات الفضائية المأجورة، فليس من السهل تحمل مسؤلية جماهير بحجم اعضاء جمعية laquo;الوفاقraquo;، ولكنها تبدو اسهل عندما تغيب ضميرك الحي، وتخرسها عن النطق بالحق.
وكما نحن نرفض خطابات التخوين والتى تضع جميع الطائفة الشيعة فى سلة واحدة، فإننا فى ذات الوقت نرفض ما يصاحبها من تصريحات مستفزة تخرج من لسان هؤلاء الاطفال، بل ونعتبره قمىء أيضا، وللأسف لا أستطيع أن أكثف لكم شعوري المتعاظم بالقرف وانا اشاهد امثال هؤلاء وهم يتدلون من وراء الشاشة ليلقوا جمل الكذب والافتراء على جمهور متعطش ليصدق مثل هذا الكذب.
فإذا كان ترميم وجيعة ما حدث فى الدوار وتحويله الى تقاطعات شوارع استغرق بضعة ايام، فيقينا بالله أن ترميم النفوس سيحتاج الى سنين عديدة لتخليصه من الضغائن والبغضاء والكراهية التي علقت به، ومثل تلك التصريحات الغير مسئولة ونتابعها صبح مساء كل يوم عبر قنوات التلفاز، يثير الوجيعة، ويزيد من عمق الجرح. ما زلت أستلهم الصور القديمة التى جمعتنا مع بعضنا البعض على هذه الارض.. أتنزه على جسر الخيال الموصول بين ماضي يسكنني وأسكنه، فما إن افيق حتى استرجع مرارة 14 فبراير وما حدث، ورغم ان آخرين يرون ان الأمل كاذب، لكني فى قرارة نفسي ارى ان الأمل قريب، وقريب جدا، فنحن اخوة وبيننا laquo;عيش وملحraquo; وعشرة وصداقة عمر من عمر هذه الوطن، ولا يمكن لنار الفتنة الطائفية ان تستمر اكثر من ذلك، وتمزق اواصر الاخوة التى تربطنا.
لكن قرب الأمل من عدمه يتوقف على مثل هذه التصريحات التى تطلقها laquo;الوفاقraquo; واطفالها الصغار الذين ظنوا انهم بلغوا الحلم واصبحوا كبارا، لذا اتمنى على عقلاء laquo;الوفاقraquo; ان لا يلعبوا بالنار اكثر من ذلك.. امسكوا السنة اطفالكم عن قناتى العالم والمنار.
هم ليسوا لكم ناصحين او محبين، وليس بهم امام صالح، ويقيننا انكم تدركون ان الحدأة لا يمكن ان تلقي بالكتاكيت، فالحدأة تلقي بثعابين سامة، وهذا ما اعتدنا عليه من الجارة ايران، والتشبث بحبال طهران، هو تشبث بحبال الهواء الذايبة، وايران لو فيه خير، لما رمت بشعبها المتعطش للحرية والاصلاح، لطيور الباسج والباسدران الجارحة لتنهش لحمه وتحطم عظامه!!
ليس هناك ما هو اصعب من الخطأ القاتل، سوى الاعتراف به، وحكمة الانسان الصالح تتجلى فى الاعتراف بالخطأ، والإقرار به، فهو اكثر فائدة ممن يحاول بكل قوته الدفاع عن شيء غير منطقي خوفا من الاعتراف بالضعف، بينما الاعتراف بالخطأ ومواجهته علامة القوة، والعاقل عندما يعترف بالخطأ، فانه يقطع شوطا كبيرا فى حل المشكلة، اما العناد فلا يولد الا الكفر، والهروب الى الامام، هو دليل على ضيق الحيلة وبؤس الحالة، وهروب من مواجهة المسئولية.
مسئولية laquo;الوفاقraquo; اليوم ليس الاعتراف بالخطأ فحسب بل والاعتذار لجماهيرها ولشعب البحرين جميعا، سنة وشيعة، لا اتحدث عن laquo;الكومبارسraquo; العمل الوطني الديمقراطي، المنبر الديمقراطي التقدمي، الإخاء الوطني، العمل الإسلامي، التجمع القومي الديمقراطي والتجمع الوطني الديمقراطي، فهؤلاء بعضهم مجرد اكشاك جمعيات سياسية، لا تتعدى جماهيره المائة شخص، وان كان بعضهم صدق نفسه انها امين عام لجمعية سياسية، فيما عدد اعضاء جمعيته لا يتجاوز خمسة اعضاء، فالعيب اصلا ليس فيه بل في صمت الدولة عن تجاوزاتهم طوال تلك السنين، حتى عاشوا الخيال فصدقوا بحق ان رؤساء جمعيات سياسية، امثال هؤلاء على الدولة وفى ظل الدعوة لتثبيت دولة القانون والمؤسسات، محاسبتهم وجرجرتهم من قفاهم الى مقصلة القانون.. ولتحيا البحرين.