مكرم محمد أحمد


أخفق الناتو في أن يحمي سكان مدينة مصراتة الذين يسومهم العقيد القذافي ألوانا قاسية من العذابrlm;,rlm; لأنهم خرجوا عن طوعهrlm;.rlm; يحاصر مدينتهم لأكثر من شهرينrlm;,rlm; يغلق كل المداخل والمخارج ويمنع عنها إمدادات الدواء والغذاءrlm;,rlm; ويقطع عنها الكهرباء ومياه الشربrlm;,rlm;

ويضربها علي مدي الساعة دون رحمة بالمدفعية والصواريخ والدبابات, حيث سقط آلاف القتلي بينهم المئات لاتزال جثثهم ملقاة في الشوارع وتحت حطام أبنية المدينة المهدمة.
ويشكو البريطانيون والفرنسيون, الطرفان الغربيان الأكثر حماسا للتدخل العسكري في ليبيا, من قلة عدد طائرات الحلف المقاتلة التي تستطيع التحليق علي مسافات منخفضة والتمييز بين قوات المعارضة وقوات القذافي التي تختبئ في أحياء المدينة السكنية لتوفر لنفسها دروعا بشرية واقية, تشل قدرة طائرات الناتو علي العمل خوفا من سقوط العديد من الضحايا المدنيين!.
وبرغم الإعلان الأخير الذي صدر عن القادة الثلاثة أوباما وساركوزي وكاميرون يؤكد استمرار عمليات الناتو في حماية المدنيين الليبيين طالما بقي العقيد القذافي في الحكم, فإن الشواهد علي أرض المعركة تقول, إن سوء الحال في مدينة مصراتة وصل إلي حد أن سكان المدينة يطالبون بتدخل قوات أرضية, بريطانية أو فرنسية لتنقذهم من مذبحة قادمة, بينما يستمر جمود الموقف العسكري دون أي تقدم حقيقي, حيث تسيطر قوات الثوار علي الشطر الشرقي من ليبيا, بينما تسيطر قوات العقيد علي المنطقة الغربية.
والواضح حتي الآن أن الرئيس الأمريكي أوباما الذي يعتقد أن الأمريكيين لايستفيدون كثيرا من البترول الليبي, وأن علي الأوروبيين أصحاب المصالح الحقيقية أن يتحملوا فاتورة العملية العسكرية, لايزال يتردد في معاودة استخدام قواته الجوية لاكمال مهمة الناتو, الذي يبدو عاجزا بدون عون أمريكي مباشر عن إنقاذ مصراتة, أو تأمين منطقة الميناء لتهيئة ممر آمن يسمح بدخول الامدادات الطبية والإنسانية للمدينة أو استهداف أسلحة القذافي الثقيلة التي تربض داخل الأحياء السكنية, رغم الخطر الذي يحدق بمصير الحلف الذي يكاد ينفجر علي نفسه لكثرة خلافاته الداخلية.
ومع ذلك لايزال الرئيس الأمريكي أوباما يبيع الشرق الأوسط وعوده الكلامية الكثيرة بمساندة انتفاضة الديمقراطية في العالم العربي التي تتبخر دخانا في الهواء, كما تبخرت وعوده عن إقامة السلام العادل والشامل.