كتب‮ - ‬محرر الشؤون المحلية‮:‬

الأسلوب الذي‮ ‬اتبعته الفئة الضالة لقلب نظام الحكم في‮ ‬البحرين لم‮ ‬يكن وليد الساعة وإنما جاء بعد تدريب على مدى سنوات بمعسكرات في‮ ‬لبنان وإيران وسوريا من قبل حزب الله الذي‮ ‬يعد أحد الأجنحة العسكرية لإيران في‮ ‬محاولات استعمارية ذات أطماع توسعية في‮ ‬الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص عبر بوابة البحرين‮.‬ وقد سبق أن أعلن وزير الداخلية الكشف عن خلية إرهابية قبل نحو ثلاث سنوات تضم‮ ‬14‮ ‬متهماً‮ ‬تم تدريبهم في‮ ‬سوريا بواسطة عناصر حزب الله من أجل تنفيذ مخطط إرهابي‮ ‬في‮ ‬البحرين‮ ‬يستهدف مناطق سياحية في‮ ‬فترة تزدهر فيها البلاد بالسياح وبالاحتفالات وهي‮ ‬ذكرى العيد الوطني‮ ‬وعيد جلوس جلالة الملك‮.‬ وبالرغم من مرور ثلاث سنوات على تلك الحادثة وخروج المتهمين بعد ذلك بمكرمة ملكية هي‮ ‬دليل حسن نوايا في‮ ‬أبناء البلاد،‮ ‬ولكن هؤلاء استمروا في‮ ‬مخططاتهم الإرهابية بدفع من قياداتهم ومنها المجلس العلمائي‮ ‬الذي‮ ‬ينفذ حلم ولاية الفقيه في‮ ‬البحرين برئاسة عيسى قاسم الذي‮ ‬ملأ خطبه الأسبوعية بالتمجيد والتهليل لهذا النظام بل ويشاركهم في‮ ‬احتفالاتهم من خلال زيارته المتكررة لهذه الجمهورية التي‮ ‬درس وتخرج في‮ ‬مدارسها لتصبح تبعية هذا الرجل دينياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬لإيران‮.‬ شراكة الوفاق ولأن جمعية الوفاق تعتبر المجلس العلمائي‮ ‬مرجعية لها فكان لابد من الضلوع معه ومع عيسى قاسم في‮ ‬تلك المؤامرة التي‮ ‬حيكت ضد البحرين وأهلها المسالمين،‮ ‬لذلك كان احتجاجها كبيراً‮ ‬عندما كشفت وزارة الداخلية عن ذلك المخطط الإرهابي‮ ‬الذي‮ ‬أفسد خطط إقامة ولاية الفقيه آنذاك في‮ ‬البحرين،‮ ‬لشعورهم أن التدريب والتمويل الذي‮ ‬قدم من قبل حزب الله وإيران ذهب هباء منثوراً،‮ ‬حيث اشتمل التدريب على برنامج مكثف تعلق بكيفية صنع العبوات الناسفة والمتفجرات وطرق استخدامها وتفخيخ السيارات،‮ ‬باعتراف من المتهمين أنفسهم الذين أكدوا أن القياديين البحرينيين الموجودين في‮ ‬بريطانيا‮ ‬يخططان لإدخال كمية كبيرة من الأسلحة إلى البحرين لاستخدامها في‮ ‬القيام بأعمال عنف وتخريب وإرهاب للإخلال بالأمن والنظام العام‮.‬ تلك الظروف التي‮ ‬وقعت قبل ثلاث سنوات تكررت في‮ ‬أمور كثيرة في‮ ‬أحداث‮ ‬2011‮ ‬ومنها الشخصيات الإرهابية التي‮ ‬سبق وأن أعفي‮ ‬عنها بمكرمة ملكية،‮ ‬ولكنها لم تحترم ذلك العفو والصفح من الدولة ولم‮ ‬يرتدعوا وحاولوا تطبيق ما تدربوا عليه من قبل عناصر حزب الله،‮ ‬وهو ما أكده وزير الخارجية في‮ ‬حديثة لجريدة‮ ''‬الحياة‮'' ‬اللندنية بشأن الأحداث في‮ ‬البحرين،‮ ‬حيث قال‮: ‬إن تنظيم حزب الله قام بتدريب بحرينيين في‮ ‬لبنان،‮ ‬متهماً‮ ‬الحزب بأنه تنظيم إرهابي،‮ ‬مؤكداً‮ ‬أن حزب الله درب عناصر في‮ ‬أماكن كثيرة في‮ ‬المنطقة وله دور واضح فيها،‮ ‬ومنها تدريب بحرينيين في‮ ‬لبنان شاركوا في‮ ‬الاحتجاجات والأحداث،‮ ‬وتوجد أدلة كثيرة على ذلك‮.‬ إرهاب موجه ويبدوا أن الكشف عن المخطط الإرهابي‮ ‬أصاب حزب الله بالجنون حيث خرج أمين عام هذا الحزب ليكيل التهم ويتلفظ على البحرين وقيادتها بألفاظ‮ ‬غير لائقة،‮ ‬وهو ما دعا وزير الخارجية إلى الاعتقاد بـأن ما‮ ‬يحصل في‮ ‬البحرين هو إرهاب موجه من إيران التي‮ ‬طالبها بالكف عن شن هجمات طائفية في‮ ‬البحرين‮. ‬وإن كانت إيران‮ ''‬حشرت‮'' ‬نفسها في‮ ‬البحرين فإن ذلك‮ ‬يقودنا إلى حلقة متصلة ببعضها البعض وهي‮ ‬الجهات الداخلية التي‮ ‬تمثل إيران ضمنا ولكنها تدعي‮ ‬الوطنية وتجيد استخدام‮ ''‬التقية‮'' ‬في‮ ‬هذا الشأن،‮ ‬وبلا شك فإن هذا الشأن‮ ‬يخص عيسى قاسم ومجلسه العلمائي‮ ‬غير المرخص الذي‮ ‬سبق وأن حذرت منه وزارة العدل والشؤون الإسلامية على لسان وزيرها السابق سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية حيث أكد سموه في‮ ‬تصريح رسمي‮ ‬نشر تزامناً‮ ‬مع فترة تأسيس المجلس العلمائي‮ ‬في‮ ‬أكتوبر‮ ‬2004‮ ‬أن السماح بتأسيس هذا المجلس من شأنه الإضرار بالوحدة الوطنية والتأثير على مسألة التقارب المذهبي‮. ‬وبالفعل كان هذا المجلس العقل المدبر والحاضن لولاية الفقيه التي‮ ‬يستدعي‮ ‬إقامتها الإطاحة بالنظام الحالي،‮ ‬ويتطلب تحقيق ذلك تدريب وتقديم كوادر وعناصر مهيأة ومستعدة لمثل هذا الأمر،‮ ‬فما كان من هذا المجلس‮ - ‬الذي‮ ‬يستتر بعباءة دينية بحتة لإيهام الرأي‮ ‬العام بأنه مجلس ديني‮ ‬فقط،‮ ‬ليبعد أي‮ ‬فرص للشك والريبة في‮ ‬أمره‮ - ‬إلا أن تواصل مع حلقته الثانية والمتمثلة في‮ ‬جمعية الوفاق التي‮ ‬لها حضورها الشعبي‮ ‬في‮ ‬الأوساط الشيعية بالذات والتستر بالإصلاح والارتقاء بالمطالب الوطنية،‮ ‬لتحقيق تلك الغايات‮.‬ مطالب‮ ‬غير وطنية ولكن تلك المطالب لم تكن وطنية بل كانت حلقة متصلة من الإرهاب تعود جذوره إلى إيران التي‮ ‬مولت ودفعت ووجهت حزب الله لتدريب تلك العناصر البحرينية وغررت بهم،‮ ‬واستجابوا لها على حساب وطنهم من أجل تحقيق حلمهم المنشود في‮ ‬تحويل البحرين لنظام حكم ولاية الفقيه الإيراني،‮ ‬لذلك جندت واتصلت بحزب الله وبخفافيش الظلام في‮ ‬لندن الذين كانت لهم أيد ومساهمات في‮ ‬التدريب من قبل إحدى الشخصيات التي‮ ‬حصلت على اللجوء السياسي‮ ‬في‮ ‬بريطانيا،‮ ‬لتساهم هذه الشخصية في‮ ‬تدريب تلك العناصر في‮ ‬مناطق لبنان وسوريا‮. ‬ومن لاحظ الفيديو الذي‮ ‬بثه تلفزيون البحرين مؤخراً‮ ‬حول قيام أولئك الإرهابيين بقتل رجال الشرطة ودهسهم وطريقة تنفيذ هذا المخطط،‮ ‬يتضح بدون شك أن هذا التنظيم جاء بعد تدريب،‮ ‬وهذه النوعية من التدريبات لا‮ ‬يمكن أن تقدمه البحرين للمدنيين،‮ ‬بل هو تدريب عسكري‮ ‬بحت في‮ ‬طريقة التعامل مع رجال الشرطة،‮ ‬ولذلك كانت أصابع الاتهام تشير إلى حزب الله اللبناني‮ ‬الشكل الإيراني‮ ‬للتنفيذ والتمويل‮. ‬ويدرك القائمون على تحقيق حلم ولاية الفقيه المزعوم في‮ ‬البحرين أن خطوات تحقيق هذا الحلم تتطلب جهوداً‮ ‬مضنية‮ ''‬وتضحيات‮'' ‬ومنها تدريب عسكري،‮ ‬وهذا ما سعت إليه تلك الجهات‮ ''‬المطبلة‮'' ‬لولاية الفقيه مثل المجلس العلمائي‮ ‬وجمعية الوفاق،‮ ‬فكان لابد من إشراك إيران وحزب الله من أجل تحقيق هذا الحلم المزعوم،‮ ‬الذي‮ ‬تمكنت القيادة الرشيدة وشعب البحرين ورجال الأمن المخلصين من الكشف عنه ودحره،‮ ‬والقبض على تلك العناصر الإرهابية التي‮ ‬حاولت السعي‮ ‬لإفساد البحرين واختطافها‮.‬