محمد بن حمد البشيت


العالم كله تحكمه قوانين دولية سيادية لكل دولة من دوله ، ومؤطرة باتفاقيات دولية في أحقية بسط كل دولة من دوله على أراضيه، وتجرم القوانين والأعراف الدولية بمن يعتدي قولا أو فعلا، ويتخطى كل ما هو محظور وصادر عن قول أو فعل، فيما ينجم عنه من تدخل بشؤون الآخرين مما يتسبب بخلافات مزمنة قد تؤدي لحروب، فالحرب الإيرانية العراقية ناجمة عن إثارة الفتن والعنصرية الطائفية، لأطماع فارسية بشره التمدد والاستعلاء الإيراني على الآخر، فتجرعت السم الزعاف آنذاك. الأمر الذي جعلها تعيش بحرقة الهزيمة، فكانت النار تحت الرماد حينما هبت من مواقدها مستغلة الحرب الأمريكية على العراق من قبل الزمرة البوشية الأمريكية التي لم تراع حرمة سيادة الدول، وهو ما تمثل في انتهاك سيادة أرض العراق، فسلمت العراق لإيران فتحكمت بكل مفاصله السياسية والاقتصادية، وهيمنت على سيادة أرضه وشعبه، ناهيك عن حكومته التي تدين بالولاء الفارسي، بكل أسف، ذلك شيء قليل من أضغاث أحلام عن أطماع فارسية كثيرة، ولكنها مستحيلة التحقق أن تعبر مياه الخليج العربي الدافئة !
إيران الصفوية الشرهة في التمدد لا تكف عن التدخل بشؤون الخليج العربي، في كل ما تنتهجه من أساليب ملتوية، ظاهرة وباطنة، دسيسة وخسيسة، من شبكات تجسس لاختراق مواقع إلكترونية خليجية لتصريحات إيرانية هوجاء! اليوم هناك شيء استجد لعمل إجرامي تجسسي، والذي حصل قبل أيام قليلة وأعلنت عنه المنامة على اختراق موقع وزارة الإسكان الإلكتروني من قبل قراصنة للوصول لقاعدة البيانات الخاصة للمستفيدين من خدمات الإسكان، ولكن فشلوا في تحقيق عملهم الإجرامي، هذا ما أشارت إليه وكالة الأنباء البحرينية ، ذلك ما كان خفيا من تجسس واختراق لمواقع إلكترونية ، أما ما كان علانية ، وهو ثالثة أثافي الغطرسة والاستعلاء، هو ما أدلى به رئيس الجيش الإيراني حسن فيروز بادي، وقوله المتعسف laquo; إن الخليج العربي خليج فارسي، والدول التي تطل عليه هي أجزاء من فارسraquo; ، ولعله والملالية الصفوية غيبوا الحقيقة، أن بلاد فارس كانت تقع تحت حكم العرب في عهد الفاروق رضي الله عنه، ولكن! هذا هو ديدن الفرس، وكأنهم يملكون وصاية إلوهية، لا وصاية الفقيه في قم ولكن! لماذا هذا القول؟ فدول الخليج العربي ليست بحالة حرب مع إيران، فالوقت الذي لو كان هناك حرب بين دولة وأخرى، فالدبلوماسية أبوابها مشرعة لحل الخلافات القائمة فيما بينها، إلا أن إيران هي صانعة خلافات موهومة، وكأن العالم في حرب معها، فهي تحارب طواحين الهواء، ولم يسلم من شرها أحد حتى الهيئات الدبلوماسية الممثلون لبلدانهم لديها قد تم الاعتداء عليهم، فالبعثة الدبلوماسية السعودية في طهران أقرب مثال! فكل ما تنتهجه إيران ضد الخليج العربي هو من أكبر المؤثرات على اقتصادها من واردات وصادرات، مع الخليج العربي لا الخليج الفارسي !