زيد الجلوي
هرب بن علي من تونس, وسقط حسني مبارك في القاهرة, وثار الليبيون على أبو منيار, وأنتفظ اليمنيون على صالح, ولم يقتل أسامة بن لادن حتى أندلعت التظاهرات ضد النظام السوري وترافقا معها أقال أحمدي نجاد رئيس جهاز مخابراته, الذي صمم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على اعادته في ايران التي بها, ثلاثة من كبار قيادات تنظيم quot;القاعدةquot;, ممن تقطعت بهم السبل بعد الحرب على quot;طالبانquot;, إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
نجاد الذي عاد بعد عزلته الغاضبة, للتأكيد على أنهم جميعا وراء الولي الفقيه, يبدوا أنه وعلى ما نفهم, قد غضب من تسريب معلومة للأميركيين عن وجود أسامة بن لادن, إذا ما غضوا النظر عن النظام السوري, وبالتالي الحفاظ على النظام السوري, وبالتالي الحفاظ على quot;حزب اللهquot; في لبنان.
وجود بن لادن, الذي كان الخامنئيون قد حصلوا عليها, بعدما خدعوا القيادات القاعدية الثلاثة لديهم, بأنهم سوف يتعاونو ضد الغرب والصهيونية, وبعدها قاموا بترقب خطى من يلتقون بهم, حتى بلغوا محله, الذي قال البيت الأبيض بقتله فيه بالقرب من إسلام أباد, كما أن قول ايران, بأن طائرات اسرائيلية متجمعة في العراق سوف تقوم بقصفهم, ما هي إلا قرينة على أن في بطونهم شيئاً, أو بطحة على رؤوسهم يتحسسونها, لأن المجرمين يثيرون غالبا بعض التصرفات لعلها تبعد الأنظار عن جريمتهم الحقيقية.
وإذا كان ما تقدم ليس له أساس من الصحة, ليبرهن الأميركيون والأوروبيون على عدم صحة تعاونهم المخابراتي مع طهران في مقتل بن لادن وغيرها, بالعمل على دعم الثورة السورية وهي مستحقة الدعم, حتى سقوط نظام النظام السوري, وتباعا لسقوط quot;حزب اللهquot;, الذي لطالما قال الغرب, انه ظلامي وعدو للسلام.
هذا الاختبار الحقيقي لواشنطن والعواصم الأوروبية في دعمهم للديمقراطية أو الاستبداد في المنطقة, فإن كانوا من الصادقين ساعدوا السوريين ضد حليف طهران في دمشق, وإن كانوا من الكاذبين وليس بينهم والمخابرات الإيرانية علاقات ستراتيجية, فإنهم سوف يتركون النظام يظهر أسديته على شعبه.
إن عدم الوضوح في تقديم أجوبة واضحة حول هذا الموقف, سوف يحول الثوار السلميين في المنطقة إلى quot;قاعدينquot; على خطى بن لادن, ضد الغرب وإيران وكل من يدور في فلكهما, هذا ما اتوقعه متمنيا سقوط النظام السوري, وتخليص الشعب السوري حكمه الطائفي وليس البعثي, لأن الثقة بالأميركيين والأوروبيين, قد بدأت في التزعزع في دول الخليج العربي, الثقة المنهارة في الجمهوريات العربية الأخرى, فإن فقدت واشنطن ولندن وباريس الثقة بها في الخليج, فإن بعثا جديدا له معينه التاريخي, يلتقي به بعث الشام وشبه الجزيرة العربية, مهد أول بعث إسلامي.
يرى في تقارب طهران والغرب تاريخا يعيد نفسه, كما كانت فارس والروم من قبل ضد العرب في الجاهلية, هنا ستخبر الأيام ما كان خافيا, وإن مقتل أسامة بن لادن من دون سقوط النظام السوري له ما بعده على الوجود الغربي بالمنطقة برمتها.
التعليقات