مكرم محمد أحمد
تثبت عملية اصطياد بن لادن ـ التي قامت بها قوة أمريكية خاصة لا يتجاوز عدد أفردها24 شخصا حملتهم الي الهدف طائرتان هليكوبتر لينفذوا غارتهم في40 ـ دقيقة فشل استراتيجيات واشنطن في حربها علي الارهاب وسفاهة الانفاق المهول الذي تتكبده الولايات المتحدة في هذه الحرب التي بدأت قبل عشرة أعوام, وانطوت علي حربين عقيمتين حرب العراق التي سقط فيها آلاف القتلي الأمريكيين وكبدت الخزانة تريليونات الدولارات دفعت الاقتصاد الأمريكي الي حافة الافلاس ودفع العراق ثمنا لها يقرب من مليون قتيل وكانت نتيجتها الوحيدة انتشار أوسع للارهاب وتمدد نفوذ القاعدة وزيادة نشاطها وتصاعد كراهية العالم الاسلامي لسياسات واشنطن ثم الحرب الافغانية التي يكاد يكون معظم ضحاياها من المدنيين, وتراوح مكانها منذ عشرة أعوام, ويتفق الجميع علي أن نهايتها المحتمة هو الجلوس الي مائدة التفاوض مع طالبان واشراكها في العملية السياسية لأن الحسم العسكري يكاد يتعذر علي أي من الجانبين.
ولأن عملية اصطياد بن لادن التي تشكل اهم أحداث ونتائج الحرب علي الارهاب لا تعدو أن تكون عملية امنية يمكن أن تقوم بها قوة محدودة اذا توافرت لها المعلومات الدقيقة يتساءل الامريكيون عن جدوي الاستمرار في حرب لا يبدو لها نهاية أو مخرج, كما يتساءلون عن مغزي وجود هذا العدد الضخم من القوات الامريكية خارج البلاد بعد ان ثبت ان هزيمة الارهاب لا تتحقق بالافراط في استخدام القوة او احتلال اراضي الآخرين أوشن حرب باهظة الكلفة, خاصة ان حصاد واشنطن من حربها في العراق وافغانستان خسارة اقتصادها وتدمير سمعتها كبلد ديمقراطي ينتهك حقوق الانسان ويستخدم ابشع صورة التعذيب في سجون أبوغريب وجوانتانامو, ويقيد حريات مواطنيه المسلمين ويخضعهم لصور كريهة من المتابعة والرقابة ويدعم هذا التوجه الذي يطالب بعودة الجنود الأمريكيين الي بلادهم تقديرات معظم خبراء الاستراتيجية الذي يرون مقتل بن لادن بداية النهاية لتنظيم القاعدة في ظل المتغيرات التي جعلت غالبية الشباب العربي يركز علي قضية الديمقراطية بدلا من الانضمام الي القاعدة.
التعليقات