مايكل بيل وأبيجيل فيلدنج سميث

لدى بشار الأسد، رئيس سورية المحاصر، دائرة ضيقة من أبناء العائلة ومسؤولي الأمن الذين يُعتقد أن لديهم تأثيرا في زيادة حدة هجوم النظام على المحتجين المؤيدين للإصلاح.

إن صورة الأسد كمصلح بطبعه لكن يعترضه جناح من المتشددين، هي على أية حال صورة يرفضها كثير من المراقبين الذين يرون بدلا من ذلك أنه رئيس لمجلس وزراء داخلي يغلب على عضويته حضور عائلي قوي، وأن هذا المجلس متماسك نتيجة لوقوعه تحت الضغط.

ومن شبه المؤكد أن اللصيقين للغاية بالرئيس ـــ بمن فيهم شقيقه، ماهر، وزوج شقيقته، عاصف شوكت ـــ سيكونون ضمن من تتابعهم واشنطن والعواصم الأوروبية، بينما تدرس البلدان الغربية فرض عقوبات على المقربين من النظام.

ويلاحظ أندرو تابلر، زميل البحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز تفكير أمريكي ''أن القلب النابض للنظام هو الأجهزة الأمنية وعائلة الأسد. وتتداخل هاتان الجهتان، الأمر الذي يمنع انشقاق النظام''.

وعلى الرغم من أن الأمر لا يصل إلى مستوى وجود عائلة معمر القذافي في الحكم، إلا أنه ينظر إلى أقارب الأسد على أنهم يلعبون دوراً مهماً في استدامة الرئاسة التي تسلمها عام 2000، بعد نحو 30 سنة من حكم والده الراحل.

فأصغر الأبناء الأربعة لحافظ الأسد، ماهر، يتولى قيادة الحرس الجمهوري، الوحدة العسكرية التي يُخشى بأسها، والتي ينظر إليها بوصفها جهة فاعلة في إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة درعا الجنوبية التي كانت منطلق الانتفاضة.

ووصف متظاهرو درعا ماهر الأسد في الشهر الماضي، بأنه جبان، وتحدوه أن يحرر مرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سورية قبل أكثر من 40 عاماً.

أما شوكت، زوج بشرى، أخت بشار، فهو رئيس المخابرات العسكرية، وهو رجل عسكري منذ أن كان في العشرينيات من عمره. وكان قد اختلف مع باسل الأسد، أحد أبناء حافظ الأسد الذي كان ينظر إليه على أنه خليفة محتمل لوالده. لكن حظوظ شوكت تغيرت حين قتل باسل في حادث سيارة عام 1994، الأمر الذي فتح الطريق لبشار كي يصبح خليفة بدلاً منه.

ومن المشاركين الآخرين الذين يعتقد أنهم ضمن الدائرة الداخلية، رستم غزالي، الرئيس السابق للاستخبارات السورية في لبنان، وابن عم الرئيس. ومنهم حافظ مخلوف، نائب مدير المخابرات العامة. ويسيطر رامي، شقيق حافظ مخلوف، على أجزاء من الاقتصاد وينظر إليه على نطاق واسع على أنه الذراع التجارية للنظام.

ويقول محللون إن وجود رؤساء أجهزة أمنية موالين في صلب النظام ـــ على خلاف ما كان عليه الوضع في مصر وتونس ـــ يمثل أحد أسباب بقاء كتلة حيوية من القوى الحكومية خلف الأسد حتى الآن. وهؤلاء مستعدون للقتل لصالحه، إذ أوردت جماعات حقوق الإنسان أن أكثر من 400 من المحتجين قتلوا.

ووفقاً لرضوان زيادة، الأستاذ الزائر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، ركز حافظ الأسد النفوذ في أيدي المؤسسة الأمنية بالطريقة ذاتها حين سحق انتفاضة إسلامية في الثمانينيات قتل خلالها آلافا من أبناء الشعب.

واستطاع نظام الأسد الصغير النجاة من تهديدات سابقة، بما في ذلك لجوء نائب الرئيس في ذلك الحين، عبد الحليم خدّام، إلى فرنسا عام 2005، بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق، رفيق الحريري، الذي وجه بسببه نقد واسع النطاق للحكومة السورية.

كذلك فشل خلاف أشيع أنه وقع في القصر في دمشق في أعقاب الاغتيال الغامض عام 2008 للجنرال محمد سليمان، أحد كبار قادة الجيش، في هز استقرار الحكومة.

ويرى بعض المحللين أن من غير المحتمل أن تعاني عصبة الأسد بشدة من العقوبات التي يتم التلويح بها من جانب الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية ''لأن هؤلاء الناس ليست لديهم حسابات في باركليز، أو تشيز منهاتن''، حسبما يقول نديم شهادي، من مركز التفكير اللندني، شاتام هاوس.

ولدى عصبة الرئيس كذلك خبرة النجاة من انتفاضة سابقة، حين تجمع المتظاهرون اللبنانيون في بيروت لإخراج السوريين من لبنان عام 2005 بعد اغتيال الحريري.

بسبب قدرته على النجاة من ''ثورة الأرز'' في بلد أجنبي، فإن أحداً لم يراهن بعد ضد قدرة الأسد وعصابته السياسية على سحق الثورة المحلية، التي أظهرت هذه العصابة أنها لن ترحمها.

ويعتقد أحد المحللين الذين يعرفون هذا البلد جيداً ''أنهم متحدون في اتباع أي سياسات يحتاجون إليها للمحافظة على وضع السلطة هذا''.