ترى أوساط شعبيّة التقتها (إيلاف) أن تاريخ الرئيس السوريّ بشار الأسد مع السعودية لا يبيح له لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حتى وإن كان اللقاء من أجل التهنئة بسلامة الوصول بعد الرحلة العلاجية.


لندن: لا ترى السعودية على المستوى الشعبي أو بعض الوجوه الرسمية مبرراً لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد للعاصمة السعودية الرياض ولقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعقد قمة معه، ذلك أن تلك الأوساط التي التقتها quot;إيلافquot; ترى أن تاريخ الأسد الصغير مع السعودية لا يبيح له لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حتى وإن كان اللقاء من أجل التهنئة بسلامة الوصول بعد الرحلة العلاجية.

يأتي هذا الموقف بعد تسريبات تشير إلى نية الرئيس السوري بشار الأسد زيارة المملكة والالتقاء بعاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وترى تلك الأوساط أيضاً أن سلسلة المواقف المرتبطة بسياسة الأسد الصغير وعديد الملفات الشائكة في المنطقة، خاصة وأن الرئيس السوري يعتزم زيارة المملكة بعد زيارة الملك البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي تعاني بلاده أعمال شغب واضطرابات ليست دمشق بعيدة عنها، إضافة إلى مواقفه في لبنان وضلوعه في محاربة الوجود السعودي هناك ومحاولة تعطيل كل الجهود الممكنة لاستقرار لبنان، فضلاً عن تصريحات أزلامه هناك ضد العاهل السعودي والأسرة الملكية السعودية بوقاحة متناهية على حد تعبير مسؤول سعودي لـquot;إيلافquot;.

وتقول المصادر إن أيام الرئيس الأسد مثله مثل حليفه الزعيم الليبي معمر القذافي باتت معدودة، ولم يعد لديه ما يخفيه بعد وضوح الأوراق السياسية والاستراتيجية التي تكشفت للجميع في المنطقة، حيث لم تعد الخارطة الإقليمية خافية على أحد وهو ما يعني أن إرهاصات الأوضاع الجارية في المنطقة بينت على نحو جلي أن التلويحات بخطر الإرهاب والإخوان المسلمين أصبحت خارج الحسابات.

وتتوفر معلومات لدى صاحب القرار السعودي أن القوى العظمى أصبحت على استعداد للتفاهم مع أي قوة شعبية بصرف النظر عن انتمائها، ذلك لأنها في المحصلة النهائية أكثر قدرة على التعامل مع الداخل والخارج من الحكام الحاليين في ما يسمى بالجمهوريات العربية.

حيث كشفت الأحداث الأخيرة في غير بلد عربي أن الشعوب بمختلف أطيافها أدارت ثوراتها بنجاح لم يكلّفها سوى أيام معدودة لتري العالم قدرتها على إدارة دفة التغيير بتوازن محلي ورسائل مباشرة للعالم تحكي واقعا أكثر قدرة وإلماماً بالواقع السياسي الجديد.

فيما كشفت الأحداث ذاتها عن تعامل مختلف من قبل تلك القوى العظمى مع طموحات الشعوب ورغبتها في فرض واقع جديد قائم على التركيز نحو التنمية وتطوير الاقتصاد ودعم الحريات بعيداً عمن يمتهنون تصدير الأزمات ودعم بؤر الصراعات.