عادل شهبون
تتابع إسرائيل عن كثب التطورات والأحداث المتلاحقة في سوريا ومصير نظام الحكم في دمشقrlm;,rlm; الغريب في الأمر أن جميع التوقعات سواء كانت بسقوط نظام بشار الأسد أو صموده.
أمام الاحتجاجات وبقاءه في الحكم تثير قلق إسرائيل ومخاوفها ـ فالسعادة التي تغمر قادة تل أبيب فرحا بالثورة التي تعم سوريا لن تكون في صالح إسرائيل كما يجمع كل المحللين السياسيين هناك إذا ما قفز للسلطة وتولي الحكم عناصر متطرفة لاتحافظ علي حدود هادئة مع إسرائيل.
المراقبون في تل أبيب علي قناعة أن نظام الأسد سوف يصمد علي المدي القريب لأنه يعتمد علي جيش قوي وعلي أجهزة أمنية قمعية شديدة البأس ومع هذا فإن تل أبيب تعلم أن شيئا ما سقط في دمشق وهو حاجز الخوف من السلطة وأن ازدياد المعارضة لبشار الأسد علي المدي البعيد سوف يعرض نظام حكمه لخطر دائم وهذا ما دفع أحد كبار المسئولين في إسرائيل إلي القول إن استئناف المحادثات بين إسرائيل وسوريا أصبح صعبا للغاية بسبب التطورات التي تشهدها دمشق وأن الأسد لكي يعزز موقفه سوف يسعي للتشدد في معارضته لإسرائيل وليس للحل معها و سيناريو سقوط الأسد حتي وان كان علي المدي البعيد ليس في صالح إسرائيل رغم أنه عقد حلفا مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومع زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله ويري خبراء إسرائيل أن كراهية النظام الحاكم من جانب الشعب السوري خاصة من الأغلبية السنية سوف يؤدي في النهاية إلي استيلاء الاخوان المسلمين علي السلطة وهؤلاء غير مستعدين للاعتراف بإسرائيل بأي صورة وهم معنيون بمحو إسرائيل من خريطة المنطقة.
وهناك سيناريو آخر تضعه إسرائيل في الحسبان وهو سقوط النظام علي أيدي عناصر إرهابية والذين وجدوا في فترة الأسد الأب والأسد الابن ملاذا آمنا ومريحا في سوريا فإذا سقط نظام الأسد فإن هذه المنظمات الارهابية كما تصفها إسرائيل ستشعر بالسعادة حينما تتولي الحكم عناصر أكثر تطرفا وهذا بالتأكيد سيناريو سيء فرغم كل شيء فقد تحدث الأسد من قبل عن السلام مع إسرائيل.
وتعلم تل أبيب جيدا أن الأحداث في سوريا تشكل في المقام الأول ضربة قوية لإيران ولحزب الله حلفاء الرئيس السوري الذي تتهمه إسرائيل بتسليح حزب الله بعشرات الآلاف من صواريخ سكود وغيرها من الأسلحة والوضع الذي تحلم به إسرائيل هو أن يظل نظام الأسد مهددا ويظل يحارب من أجل بقائه في هذه الحالة سيقلل كثيرا من عمليات نقل الأسلحة إلي حزب الله وفي هذا الاطار يقول دبلوماسيون إسرائيليون ان المظاهرات والاحتجاجات في سوريا هي بمثابة صفعة مدوية علي وجه كل من غامر أو قامر ووقف إلي جانب بشار الأسد مثل الأوربيين وحزب الله وإيران وتركيا فجميعهم خسروا وهذا سيؤلم الجميع الآن.
سيناريو آخر محتمل يقول ان نظام الأسد لن يستبدل بحكم مركزي آخر بل ان سوريا ستدخل في فترة طويلة من عدم الاستقرار والنزاعات الطائفية أما إيران التي أصبحت في عهد الأسد السند الأساسي لسوريا فلن يكون بوسعهاالتنازل عن النفوذ وعن الاتصال المباشر مع لبنان والذي منحها إياه النظام القائم.
أما إسرائيل فلا تستبعد أن يحاول الأسد الخروج من أزمته الداخلية بتسخين الحدود معها حتي وان كان هذا أمرا مستبعدا فإن تل أبيب تضعه في الحسبان لكن غالبية المحللين وقادة المخابرات الإسرائيلية يقولون ان من امتنع عن الرد علي تدمير تل أبيب للمفاعل السوري لن يغامر بحل مشكلة المظاهرات في درعا بالدخول في حرب مع إسرائيل لكن, وكما يتردد في إسرائيل فإن الأكثر قبولا هو انه إذا ما نجا الأسد ولم يسقط فإن سوريا ستسقط من خريطة المفاوضات المحتملة وكذلك من خريطة التهديد الفوري لفترة غير معروفة فالاهتمام السوري حينئذ سيتجه إلي الداخل وسيزداد التخوف من المواجهة مع إسرائيل وستصبح دمشق مشابهة أكثر للبنان منها للدولة السيادية مثلما كان الحال في عهد حافظ الأسد ولن يكون ممكنا الوصول إلي اتفاق سلام ولكن السلام مع سوريا كما تقول صحيفة معاريف لم يكن أبدا أمنية إسرائيلية وحتي من أيده رأي فيه وسيلة لتحقيق أهداف أمنية.
التعليقات