المدينة السعودية

كشف نتنياهو بعد لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض الخميس الماضي عن موقف إسرائيلي يقف على النقيض من موقف العالم أجمع الذي يؤيد حلاً سلميًا للقضية الفلسطينية على أساس انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في يونيو 67 طبقًا للشرعية الدولية وعلى أساس كافة قراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية بدءًا من قرار التقسيم رقم 149 الصادر عام 1947 الذي ينص صراحة على إقامة الدولة الفلسطينية والقرار رقم 194 الصادر عام 1948 الذي يؤكد على حق عودة اللاجئين. لكن نتنياهو الذي رفض العودة إلى حدود 67 مؤكدًا على لاءاته الأربع: لا لحدود 67 ، ولا للمفاوضات مع حماس، ولا لعودة اللاجئين، ولا للانسحاب من خط غور الأردن، والعودة مرة أخرى لابتزاز رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بوضعه أمام خيار وحيد: إما السلام أو حماس، أكد على أن إسرائيل لا تصر فقط على عزل نفسها عن الإجماع الدولي، وإنما أيضًا محاولة عزل واشنطن معها بمحاولة توظيف اللوبي الإسرائيلي للضغط على أوباما ودفعه للموافقة على المطلب الإسرائيلي بالتراجع عن مطالبته بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، والتركيز على أمن إسرائيل وطلب المزيد من المساعدات لتعزيزه.
من الواضح أن المواقف الإسرائيلية التي يحاول نتنياهو في زيارته للولايات المتحدة تسويقها تتناقض كلية مع مواقف الإدارة الأمريكية إزاء ما يسمى بربيع الثورات العربية، سواءً في سوريا، أو في ليبيا، أو في اليمن، ومن قبل في تونس ومصر، وهو ما يضع واشنطن أمام خيار صعب، إما التشبث بموقفها إزاء الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي يقر بها العالم أجمع، وإما التنكر لهذه الحقوق والوقوف في خندق واحد مع إسرائيل وغض الطرف عن انتهاكاتها اليومية لحقوق الإنسان الفلسطيني، وعدم التزامها بالقرارات الدولية المعنية، فتفقد بذلك مصداقيتها وتدخل في دائرة العزلة إلى جانب إسرائيل.
خطاب نتنياهو أمام الكونجرس لن يأتي بجديد كونه يعيد التأكيد على أن إسرائيل غير معنية إطلاقًا بالسلام ولا بالشرعية الدولية، وهو ما تأكد في استباق زيارته تلك بموافقة حكومته على بناء 1500 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية.