يوسف الكويليت

في واقعة مشهورة، أُخبر الزعيم السوفيتي quot;ستالينraquo; أن البابا شن هجوماً غير مسبوق عليه، فرد ستالين: كم لدى البابا من دبابة ليحاربني؟! والواقعة تصدق على حسن نصرالله الذي يأكل ويتنفس وينام على سرير إيران، عندما قال: quot;إن قسمت سوريا، فستقسم السعوديةquot;، ونحن في الحالتين ضد تقسيم أي قطر عربي، لكن لا ندري بماذا يتكلم نصرالله الذي مرة يقيم حكومة ويسقط أخرى بهواجسه، وتهيؤاته، ولا ندري أي قوة يعتمد عليها بتحرير دول وتمزيق أخرى عندما سيحرر الجولان والقدس، ويضيف لهما ثورة شعبية في البحرين، وتقسيماً للسعودية، ولا ندري من يليها من الدول التي لا تتجه لبوصلة الحزب؟

لقد خدعت الجماهير العربية عندما حارب الحزب في جنوب لبنان إسرائيل معتمداً على تسليح إيران وأموالها، ولكنه عجز أن يطلق رصاصة واحدة عندما لاحقت إسرائيل قياداته وصفّتهم في وضح النهار، الآن هو يستنكر الهجمة على الحكومة السورية وكأنه لم ير القتلى بما فيهم الأطفال، بل لم نسمعه يتحدث بلغة الرجل الحر عن إيران، ومجازرها التي حدثت للمتظاهرين هناك ، ولا كيف تُعزل الأقليات التي تشكل النسيج الإيراني بأكثريتها من أكراد وعرب وأذريين وبلوش، أو كيف يحرم السنّة من بناء مساجد في طهران، وكيف تتم تصفية الأهوازيين وتُغيب هويتهم العربية؟

نقول: كم يملك نصر الله من طائرات وصواريخ ودبابات حتى يحاول انتهاك الأمن المصري والخليجي، وقبل هذا! هل لديه سعة الصدر بأن يعرف أين يقف، وكيف تنسجم طائفته مع بقية اللبنانيين، أم أنهم حزب الله والآخرون حزب الشيطان؟!

نعم فرحنا بحزب الله الذي وقف ضد إسرائيل، وقلنا إنه شمعة أضيئت في الليل العربي، غير أن تدخلاته بشؤون الآخرين وتصنيفهم وفق آلية الطائفة دون البعد الوطني، غيّرا الفكرة الممنوحة له. لندع ذلك كله، فقبل أيام ومن مصادر أمريكية، وإسرائيلية وصمتٍ من إيران، جاءنا أن سفناً إسرائيلية رست بالموانئ الإيرانية، وأن التجارة والتعاون في مجالات مختلفة مستمران، فهل سمع نصرالله أو قرأ الخبر، وما قوله بالحادثة التي أكدتها المصادر الأجنبية، ولم تنفها إيران، وهل بلد كهذا عندما يقول بتحرير القدس، صادق أم أنه ذو شعارات تدخل في لعبة السياسة على الأغبياء؟!..

لسنا ضد أي مذهب أو فصيل يراعي أخلاقيات الشريعة الإسلامية ويلتزم قواعدها، ولكننا ضده في أن يكون وسيلة لإشاعة الفوضى وتقسيم الناس وفق مذاهبهم وطوائفهم لأن ذلك يعني إشعال الحرائق في كل الاتجاهات..

في سوريا قامت مظاهرات شعبية أسوة بدول عربية أخرى وحتى إيران، وهذا شأن داخلي، الخيار فيه يتم لمن يملك الحقيقة ويفرضها، وعدا ذلك فالنتائج تُبنى على المقدمات..