الوطن البحرينية:
قال الباحث والإعلامي العراقي خبير الشؤون الإيرانية صافي الياسري، إن ما حدث في البحرين، لا يخرج عن إطار الفتنة الطائفية الإيرانية، الهادفة إلى استعادة الأمجاد الإمبراطورية القديمة والاستحواذ على أملاك الغير وإلغائه، أو تصفيته، وليست ثورة أو انتفاضة بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن البحرين وما يقرب من 130 جزيرة عربية في الأرخبيل العربي والضفة الشرقية بجميع دولها، مجال حيوي لصراع وجود وهوية قومية أو أممية إيرانية عدوانية، ونفوذ وهيمنة إن لم يسفر شكلاً عن احتلال أو إلحاق سياسي وإداري مكشوف أو مغطى، فإنه سيقود بالنتيجة إلى تفجير أدوات طائفية، سبق أن زرعت درناتها لأجيال متعاقبة استعداداً لهذا اليوم، وقال الياسري، في مقال موسع لـ''الوطن'' إن الذي حصل تحت ظل صور خميني وخامنئي ونجاد ورايات جمهورية ولاية الفقيه الإيرانية، والهتافات واللافتات المكتوبة بالفارسية والعربية، والمطاردات الطائفية في الأزقة والشوارع والدهس بالسيارات والاستيلاء على المستشفيات، لا علاقة له بالشعب العربي البحريني ولا بالعرب ولا بالعروبة، بل هو إعلان صارخ على الانتفاض والثورة والحرب على العروبة والعرب والهوية البحرينية العربية. القصور المعرفي لدى بعض المثقفين العرب في بعض الرسائل التي وردتني تعقيباً على إجاباتي عن أسئلة الأستاذ سلام الشماع التي نشرتها صحيفة الوطن البحرينية الغراء، في عددها الصادر في الأول من حزيران الجاري، واجهت بألم شديد جهلاً وقصوراً معرفياً حاداً، لدى بعض المثقفين والكتاب العرب، بحقيقة الصراع العربي الإيراني، في ما يخص هوية البحرين، تجلى في اعتراض بعضهم على توصيفي ما حدث في البحرين، بأنه كان نيران فتنة طائفية أججتها إيران!.. وعدوا ذلك نوعاً من التجني على الواقع، لأن ما حصل كما يرون، هو ثورة أو انتفاضة شعبية بحرينية، قمعها النظام الحاكم ويقمعها بالنار والحديد، وبإسناد من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ودول عربية خليجية أخرى. وأرى أن علي أن أضيء بشيء من التفصيل المعلوماتي والرؤية التحليلية، والقراءة المبصرة، تلك الإجابات في ما يخص هذا الاعتراض تحديداً، لأنه في رأيي جوهر ما يحدث في البحرين والداينمو المحرك للتفجرات والتقاطعات بين كيان الدولة والنظام والحكومة، وهويتها العربية وتوجهها العروبي، ثقافة ونسيجاً عاماً للشخصية البحرينية، والجارفين والمنجرفين في تيار الفتنة الطائفية الإيرانية، على وفق فهمي لطبيعة الصراع في وعلى الأرخبيل العربي بين سكان الضفتين، وهم بتعبيري سكان بيتين، أو أصحاب تأسيسين ونظامين مختلفين، هوية ثقافية وقومية ونظاماً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وإن التقت بعض خطوطهما في الإسلام، وتطابقت في بعضها في الانتماء الطائفي، وهو ما لا يقدم بأي شكل من الأشكال الولاء الطائفي على الولاء الوطني، سمة الصراع الآنية في وعلى الأرخبيل أو الخليج العربي، التي سبق لها أن تمظهرت بسمات ومظاهر أخرى عبر تاريخ هذا الصراع، ومن هنا يأتي قولنا إنها فتنة طائفية إيرانية بهدف استعادة الأمجاد الإمبراطورية القديمة والاستحواذ على أملاك الغير وإلغائه، أو تصفيته، وليست ثورة أو انتفاضة بأي شكل من الأشكال. والصراع في وعلى الأرخبيل القلق والمنطقة على سواحله أيضاً، إن تم تحديد أطره وتياراته تحديداً صحيحاً وسليماً بعيداً عن الانفعالات العاطفية والمؤثرات العرقية والطائفية، سيقر نتيجة غاية في الأهمية، تبرز أنه صراع وجود وهوية قومية، بدوافع سياسية واقتصادية وثقافية وتاريخية واجتماعية، بأدوات طائفية!! وعلى توزيعات الخارطة الجيوبوليتيكية والديموغرافية التالية: ''البحرين، والضفة الشرقية للجزيرة العربية، وهي تاريخياً أرض الفردوس والخلود أوجنة دلمون العريقة، كما كان يسميها السومريون، البحرين العربية اليوم، سمة الصراع فيها هي الوجود والاستمرار والهوية القومية العربية، والاستقلال الوطني، والدولة العربية، والنظام والحكم العربي، وتقديم الولاء للوطن على أي ولاء آخر، والأداة هنا أداة وطنية عربية عروبية متميزة، سمتها المقاومة والتمسك بالشخصية العربية بجميع سماتها. والبحرين وما يقرب من 130 جزيرة عربية في الأرخبيل العربي والضفة الشرقية بجميع دولها، مجال حيوي لصراع وجود وهوية قومية أو أممية إيرانية عدوانية، ونفوذ وهيمنة إن لم يسفر شكلاً عن احتلال أو إلحاق سياسي وإداري مكشوف أو مغطى، فإنه سيقود بالنتيجة إلى تفجير أدواة طائفية، سبق أن زرعت درناتها لأجيال متعاقبة استعداداً لهذا اليوم. أين الانتفاضة والثورة الشعبية إذن؟ رايات جمهورية ولاية الفقيه الإيرانية لو أنها انتفاضة أو ثورة شعبية فرضاً جدلياً، فإننا سنطرح الأسئلة التالية، انتفاضة أو ثورة من؟ ضد من؟ وعلى ماذا ولتحقيق ماذا؟ أهي ثورة عرب ضد عرب؟ وهذا غير منطقي؟ أهي ثورة عرب ضد محتل أجنبي لأرضهم، كما هو الوضع في العراق وفلسطين؟ هذا الوضع ليس موجوداً في البحرين! وإذا أردنا حركة العرب لتغيير النظام الحاكم، فإنه لا يصح هنا أن نقول إنها انتفاضة أو ثورة بالمفهوم اللغوي والعلمي التعييني للانتفاضة أو للثورة، فهي حركة حقوق مدنية، وهي حركة إصلاحية مشروعة، سلمية أداتها الحوار والإقناع، بما أنها لا تصطدم بالهوية القومية العربية واستحقاقاتها في البحرين، لأنها لا تستهدفها، إذ ليس لديها مبرر لهذا الاستهداف بسبب وحدة الانتماء، ولم نسمع عن انتحار ذاتي في أي بلد متجانس قومياً حتى نسمع عنه في البحرين، فإن أحداً لن يعترض عليها ولن تصطدم بالنظام العربي، بل ستتفاعل معه، وهو ما لم يحصل، والذي حصل تحت ظل صور خميني وخامنئي ونجاد ورايات جمهورية ولاية الفقيه الإيرانية، والهتافات واللافتات المكتوبة بالفارسية والعربية، والمطاردات الطائفية في الأزقة والشوارع والدهس بالسيارات والاستيلاء على المستشفيات.. لا علاقة له بالشعب العربي البحريني ولا بالعرب ولا بالعروبة، بل هو إعلان صارخ على الانتفاض والثورة والحرب على العروبة والعرب والهوية البحرينية العربية. فهل نسميها ثورة عربية ونقول إن الشعب العربي البحريني ثار ويثور؟ أم يريدون أن نقول إن شعب البحرين ثار!!.. كما يفعل بعضهم ويبلعون صفة العربي، لغرض في نفس يعقوب أو للغرض الذي ورد على لسان ناطق نوري، فالبحرين في عرف خامنئي الذي يتحدث باسمه، هي المحافظة 14 التابعة لجمهورية خميني؟ فأي تحريف وأية مغالطة تلك؟ أما تغيير الحكام والحكومات فهو أمر لا يحتاج إلى ثورة، وفق مفهوم الثورة الحقيقي، إذ إنه انقلاب وليس تغييراً حقيقياً وجذرياً، ولربما خلف الحاكم الذي تم تغييره من هو سيئ، التغيير إذن ليس بتغيير الحاكم والحكومة كما ينصرف ذهن الكثيرين -وإنما تغيير النظام العام الذي يطبع عموم مناحي الحياة في بلد ما، وليس الهدم والتخريب والحرب الطائفية واغتيال موظفي الدولة والاستيلاء على دوائرها إحدى وسائله، كالثورة البورجوازية على الإقطاع، وتأسيس الدولة القومية على أنقاض الكيان الإقطاعي الكهنوتي في أوروبا، على سبيل المثال، فهذا تغيير جرى ويجري على منظومة الثقافة ومعايير الوطنية والسلوك نحو الآخر وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبنود العقد بينهما، وعلاقات الإنتاج، إنتاجاً وتوزيعاً وملكية وسائل الإنتاج والفلسفة السائدة وما إلى ذلك واستغرق زمنه اللازم، وقدم ثمنه واستحقاقاته!! وما لا نختلف عليه لا نحن العرب ولا الأجانب، ولا البحرينيين، إنه لم تكن هناك ثورة عربية ضد العرب والعروبة، ولم تكن هناك ثورة عربية ضد النظام العربي في البحرين، ولو افترضنا أنه كانت هناك ثورة من هذا النوع، فإنها حتماً ستنتج نظاماً عربياً آخر.. وهو ما لن يعترض عليه العرب، إذ إنه يعني استمراريتهم، ولن يؤيده الإيرانيون لأن الهدف الإيراني هو تدمير الوجود والهوية والنظام والحكم العربي، وحسم الصراع في وعلى الأرخبيل العربي بعيداً عن ساحاتهم التي يلعبون أو يقاتلون فيها، وهم يعرفون أن ذلك لا يمكن أن يتحقق بيد عربي وسيفه وروحه وعقله وانتمائه وولائه، وإنما بقبضة سيف طائفي وعقله وولائه جرت برمجته ليقدم ولاءه الطائفي على ولائه الوطني، حتى أسلس قياده سياسياً للأجنبي تماماً، ليقف موقف المحارب من هويته الوطنية والقومية، وهذا انسلاخ مؤلم عن الذات لا أعرف له توصيفاً إلا الضياع. البحرين جذرها ضارب في العروبة فالبحرين أرض ودولة عربية جذرها ضارب في العروبة منذ فجر التاريخ، وهذا ما دفع عربها -وليس هذا في معرض التسويغ- فقد شهدنا الأحداث بعين الطرفين -إلى الدفاع عن هوية البحرين العربية دفاع وجود غير قابل للنقض، قدموا فيه تضحيات يرون ونرى أنها حبر الكتابة العربية لتلك الهوية وتثبيتها، وربما ارتكبوا أغلاطاً، واندفعوا اندفاعات يفتقر بعضها إلى تمام الحكمة، لكن النظر إلى ما فعله الطرف الآخر يجعل غياب بعض الحكمة في التعامل مع ما حدث أمراً يمكن تسويغه، وفي إطار الممكنات كردود فعل غير محكومة ناجمة عن ضغوط نفسية لها مسوغاتها، والأمر بالنتيجة النهائية، حق مشروع في الدفاع عن الذات والكينونة البحرينية العربية، وأكرر القول إني هنا لا أدافع عن النظام والحكومة والملك تجريدياً، وإنما بما يعنيه هذا كله للبحرين العربية، وعليه فأنا أقبل الجدل.. وأقبل الحركة العامة في ساحة الحقوق المدنية، والمطالبات الشعبية وفق القوانين السائدة والمقرة، وإن كانت ثمة رغبة في تغييرها أو إلغائها أو تعديلها فأيضاً على وفق القانون وليس بالفوضى، لذلك أقبل أيضاً إدانة بعض رموز الحكومة ممن أساء السلوك، إنما قضائياً، وأقبل الجدل على مواد الدستور بنية الجرح والتعديل والإلغاء والتثبيت والإضافة وما تقره آلية التشريع القانونية، فالبحرينيون الذين وضعوا الدستور لم يقولوا إنه مقدس ولا يجوز المس به، إنما طالبوا أن يحترم وأن يكون ديناميكياً، فهل كانت حركة درنات الطائفية الإيرانية في البحرين العربية متساوقة وهذا؟ وأينها الآن من إلغاء حالة الطوارئ ودعوة الملك إلى حوار وطني من دون شروط مسبقة؟ نعم البحرين عربية مذ كانت، ومذ وضع أكاسرة فارس أقدامهم في مياه الأرخبيل العربي، صارت البحرين مطمحاً لهم واستولوا عليها وطردهم العرب منها مراراً، وأبرز ما يمكن استذكاره هنا بشأنها حتى ما قبل الإسلام وصدر الإسلام، اتصال أهلها العرب بقريش، تجارياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً، وفي عموم مناحي وشبكة العلاقات الحياتية العامة، ثم برسول الله ''ص'' الذي أوفد معهم من يفقههم في الإسلام بعد أن اعتنقوه، وليس منا من لم يقرأ في كتب التاريخ أن والي عمر ''رض'' على البحرين كان أبوهريرة، وتلك إشارة واضحة الدلالة على انتماء البحرين وحكمها العربي الإسلامي. ولنقرأ هذا التقرير من بطون الكتب، شهادة على مصداقية ما نقول، وليس استعراضاً فارغاً، فهو مقارنة بما يجري، ضوء كاشف لحقيقة نعرف لماذا يريد أن يتجاهلها بعضهم تحت ادعاء الاضطهاد المذهبي البائر ''بعد نهاية الاحتلال البرتغالي للبحرين عام ,1601 احتلتها الدولة الصفوية، ودام الحكم الإيراني الصفوي للبحرين بنحو متقطع -لأن تلك الجزيرة العربية لم يكن من السهل السيطرة عليها- إلى ما بين عامي 1601 و,1783 وقد كان هذا الحكم ذا طبيعة خاصة، إذ كانت إدارة البحرين في يد أهلها، أي ما يشبه الحكم الذاتي أو هو الحكم الذاتي. والبحرينيون عرب ينتمون إلى قبائل عربية كعبد القيس وبكر بن وائل، وكانوا يحكمون البحرين لقرون عديدة حتى مجيء الاحتلال البرتغالي عام ,1521 ثم تعرضت بعد ذلك للحصار والدمار على أيدي العمانيين عدة مرات. ومع وصول نادر شاه إلى الحكم ''1736-1747م'' في إيران عاد الهدوء إلى البحرين بعد أن استعادت إيران سيطرتها عليها. إلا أن الوضع لم يستقر كثيراً وعادت الهجمات على البحرين التي كانت مستهدفة كونها من أغنى مناطق الخليج بسبب اللؤلؤ والزراعة والتجارة قبل ظهور النفط وتراجع مكانتها من ناحية الثروة قياساً إلى شقيقاتها العربيات البتروليات، وأخيراً تمكن حكامها التاريخيون من آل خليفة، وهم من قبائل العتوب العربية التي استوطنت البحرين منذ القدم، من السيطرة عليها في العام 1783م، غير أن العمانيين عاودوا الهجوم على البحرين واستولوا عليها ما بين 1799-1801 وفي عام 1811 استنقذها منهم آل خليفة بالتعاون مع الوهابيين في الجزيرة وحين استأثر الوهابيون بالحكم استنقذها منهم آل خليفة الذين ثبتوا على مدى حكمهم استقلاليتهم وعدم رضوخهم لأي طرف، بالاتفاق مع العمانيين. هستيريا فكرة تصدير الثورة وبسبب تهديدات إقليمية، في مقدمتها تهديدات حكام إيران، وظروف حاكمة أخرى تتعلق بوضع المنطقة وصراعاتها الداخلية البينية، والتنافس على السلطة والحكم، قبل آل خليفة الحماية البريطانية، واستمرت البحرين تحت مظلة تلك الحماية حتى العام ,1971 ولم تعترف إيران حينها باستقلال البحرين. وبعد قيام نظام خميني، الذي عمم داخل إيران وعلى أطرافها هستيريا فكرة تصدير الثورة التي قبرها العراقيون في حرب الثماني سنوات، بعد أن جرعوا الخميني السم باعترافه وهو يقر إيقافها، كان أهم ما طرحته إيران خميني، من تأثيرات على الوضع السياسي في البحرين قد تمثل في قيام العديد من المنظمات السياسية الدائرة في الفلك الطائفي الإيراني، مثل الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، وحركة أحرار البحرين الإسلامية، ومع اندلاع أحداث العنف المعارض للحكم في البحرين في منتصف التسعينات من القرن الماضي بدفع من طهران، بلغ تدهور العلاقات بين البحرين، وإيران مداه، إذ تم اتهام إيران بدعم الطائفية والطائفيين، وفي الواقع، فإن هذه الاتهامات لم تكن مجانية، إذ كانت هناك وقائع عدة تؤكد هذا التورط بالتدخل في الشؤون الداخلية البحرينية. وهذا جرد مبسط لبعض سلوكيات حكام إيران نحو مملكة البحرين العربية خلال ما ينوف على نصف قرن، شهد منعطفات تاريخية في وضع إيران وفي وضع البحرين على حد سواء، وفي العلاقات بينهما، لنطلع على الكيفية التي يريدون بها أن تكون علاقتهم مع البحرين: ؟ عام 1957 أقرّ البرلمان الإيراني الشاهنشاهي مشروع قانون ينص على تبعية البحرين لإيران وعدها المحافظة الإيرانية الـ.14 ؟ عام 1965 إيران وبريطانيا تبدآن محادثات حول حدود الدولة الإيرانية في الخليج العربي، والمحادثات تفشل بسبب الخلاف حول البحرين التي أرادت إيران ضمها إليها. ؟ عام 1970 استفتاء في البحرين تحت رعاية الأمم المتحدة للتصويت على استقلال البحرين أم انضمامها إلى إيران. جاءت نتيجة التصويت لصالح استقلال البحرين. ؟ عام 1979 قيام الجمهورية الإسلامية في إيران. ؟ عام 1981 إفشال انقلاب على حكومة البحرين نظمته عناصر طائفية، بدفع من إيران، كانت تنوي إقامة حكم إسلامي بزعامة حجة الإسلام هادي المدرسي، وهو عراقي انتقل إلى البحرين أواخر سبعينيات القرن الماضي. ؟ إعلان مجلس التعاون الخليجي بعضوية البحرين. ؟ عام 1994 بحرينيون شيعة يتظاهرون ضد الحكومة ويطالبون بإعادة البرلمان الذي حل عام .1975 ؟ عام 1996 البحرين تتهم إيران علانية ولأول مرة بتغذية حركة تمرد شيعية في البلاد، مما يثير أزمة دبلوماسية، كذلك ثارت مسألة تأسيس حزب الله البحريني بتوجيه إيراني، ما خفض درجة التمثيل الدبلوماسي إلى قائم بالأعمال بعد أن تم رفعه إلى سفير عام .1991 ؟ 1999 البحرين وإيران تعيدان العلاقات الدبلوماسية بينهما. ؟ 2002 أمير البحرين يقوم بأول زيارة إلى إيران منذ سقوط الشاه عام .1979 ؟ 2003 الرئيس الإيراني محمد خاتمي يزور البحرين. ؟ عام 2005 مظاهرات في إيران احتجاجاً على رسم كاريكاتيري نشرته صحيفة بحرينية وعدته الحكومة الإيرانية مهيناً لقائدها الروحي والمرشد الأعلى علي خامنئي. ؟ 2007 توتر في العلاقات الإيرانية البحرينية بعد نشر صحيفة إيرانية مقالاً مفاده أن البحرين جزء من إيران. الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يقوم بزيارة إلى البحرين في وقت لاحق. ؟ 2010 موقع ويكيليكس المناصر لشفافية المعلومات يسرب برقيات دبلوماسية أمريكية صادرة من سفارة واشنطن بالبحرين تتضمن تذمراً من ملك البحرين لاستمرار إيران بمطالبتها بالبحرين على الرغم نتائج استفتاء عام .1970 ؟ 2011 إيران تعترض على إرسال السعودية قوات عسكرية إلى البحرين للمساعدة في حفظ الأمن بعد حركة تهديد الوضع الأمني في البحرين من قبل تلك الدرنات الطائفية الإيرانية، وتحرك ما اصطلح على تسميته بالخلايا الإيرانية النائمة، والبحرين تسحب سفيرها من طهران، والبلدان يتبادلان طرد الدبلوماسيين. والمقال الذي ذكرناه هو مقال شريعتمداري المقرب من خامنئي الذي نشره في تموز عام ,2007 وذكر فيه عائدية البحرين لإيران، وهناك أيضاً تصريح ناطق نوري المتحدث الرسمي باسم المرشد خامنئي عام ,2009 الذي جاء فيه قوله إن البحرين جزء من إيران وهي المحافظة رقم 14 ولها نائب في مجلس الشورى الإيراني. وهناك تصريح رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي أن الخليج ملك إيران وأنه لا هوية لمن فيه إلا الهوية الإيرانية!! والآن لا أدري كيف يفسر المثقفون والكتاب العرب والأجانب المناصرون طمعاً وارتزاقاً وجهلاً الموقف الإيراني من الأحداث في البحرين على ضوء اعتزام أحمد جلبي إرسال سفينة استعراضية إلى البحرين بذريعة تقديم المساعدات لشعب البحرين، وتدعى المختار، وحسناً فعل رئيس الوزراء العراقي حين أوقفها لأنها كانت ستجر العراق إلى موقف لا يحسد عليه في مواجهة مملكة البحرين، ودول الخليج وبقية الدول العربية التي تتهم العراق عادة بالانحياز إلى إيران والتبعية لسياستها. وتأتي حركة الجلبي غير المسؤولة هذه بالتزامن والتعاضد مع اعتزام الحرس الثوري الإيراني، إرسال ما يسمى بسفينة انتحارية إيرانية على وفق التعليمات الخمينية للتدخل في شؤون الآخرين، لنصرة الشعب البحريني!! بقيادة الإرهابي أقراريان في هذا الظرف الذي يدعو فيه الجميع إلى التهدئة واستغلال فرصة دعوة الملك للحوار لاستعادة السلام الاجتماعي والوفاق العام والاستقرار وتثبيت الأمن في البحرين. وثمة المزيد لمن يستزيد، لكنني أتوقف عند هذا الحد وأتساءل: هل بقيت من عصابة على أيما عين لتشك في أن إيران إنما تسم الصراع في الأرخبيل القلق، بسمة طائفية لتستخدم الأداة الطائفية في معركتها لغنم البحرين وإلغاء هوية الخليج العربية؟ وإن ما حدث في البحرين إنما هو بعض هذا السعي الإيراني؟ وإنه فعلاً تفجير طائفي لأغراض لا علاقة لها بشعب البحرين والثورة التي يروجون لمفردتها الفارغة، اللهم إلا إذا كانوا يقصدون أنهم إنما يثورون على شعب البحرين وعلى عروبة البحرين وأهلها.
التعليقات