باسل الجاسر

اشتملت محاور الاستجواب الأخير الموجه إلى سمو رئيس الوزراء على محور اعتبره مقدموه أنه على قدر كبير من الأهمية وهو المتعلق بجمهورية إيران الإسلامية، وخرج المستجوبون بعد الاستجواب يؤكدون أن سمو الرئيس لم يقنعهم عندما قال أحدهم تحدثنا عن الدور المشبوه للسفارة الإيرانية ولم يرد الرئيس علينا. وقال آخر: القضاء قال كلمته في الجواسيس، فكيف تمد الحكومة يدها لإيران. وهناك من قال: إن سمو الرئيس ذهب لإيران أكثر من 6 مرات فأثبت سموه أنه لم يذهب إلا مرة واحدة بتكليف من القائد الأعلى وسمعنا من أحدهم أن محامي سمو الرئيس هو محامي شبكة التجسس.
فأما قول الأول فلا أدري حقيقة ما الذي يريدون أن تفعل الحكومة مع السفارة الإيرانية، نعم هذه السفارة تقوم بأفعال مسيئة ومستنكرة ولكنها ليست تحت إمرة الحكومة الكويتية ولا سلطان لها عليها، وهذه ممارسات سفارات إيران في معظم الدول فليس بعيدا المطرود من سفارة إيران في مصر، وليس بعيدا عنا ما تقوم به هذه السفارة في دول مجلس التعاون وما تعرضت له سفارة السعودية في طهران من اعتداءات متكررة بإشراف وتحريض بعض الأطراف في السلطة هناك، بل حتى في أميركا اللاتينية لهم فيها مثل هذه الممارسات!

لكن أحدا لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعلته الحكومة الكويتية، فهذه سفارة ولها وللعاملين فيها حصانة ترعاها القوانين والأعراف الدولية، فكيف يريدون محاسبة الحكومة الكويتية على أفعال وممارسات دولة أخرى!

أما مقولة الثاني ان القضاء الكويتي قال كلمته فهذا غير صحيح، لأن القضاء قال كلمة ابتدائية في محكمة أول درجة ولايزال أمام القضاء درجات تقاض أخرى، ولكن السؤال الأهم هو من قام بتوقيف هذه الشبكة وأقام الدعوى الجنائية وجمع خيوطها وأدلتها وأحالها للقضاء كقضية جاهزة، أليست هذه الحكومة التي يرأسها سمو الرئيس؟! فكيف تحاسبونه؟! الأجدر بكم أن تشكروا سمو الرئيس وتشكروا رجال الأمن العين الساهرة على أمن الوطن.

أما مقولة ذهاب سمو الرئيس 6 أو 7 مرات وثبوت كذب هذا الادعاء فإنه يتطلب اعتذارا رسميا وعلنيا، إن كان مطلقه يتمتع بقدر من خلق الدين أو فروسية الفرسان أما عن محامي سمو الرئيس فهو محام يلجأ له كل من يريد أن يدافع عنه، وأعلم أنا شخصيا أن محامي سمو الرئيس لديه مكتب كبير جدا فيه أكثر من 50 أو 60 محاميا، فلا يعقل أن يغلقه لأنه حصل على توكيل بتمثيل سمو الرئيس بصفته الشخصية!

ومع إضافة مقولة العلم التي علقت عليها بالأمس نكون أمام صورة مكتملة من الشخصانية وتعارض الأقوال مع الأفعال.

وخلاصة القول فإن محور إيران أراد منه المستجوبون إدانة سمو الرئيس، فإذا بهم يدينون أنفسهم بامتياز، كما أن عدم إقرارهم بسقوط هذا المحور وما ثبت فيه من كذب صريح لبعض ما انطوى عليه من عناصر يعتبر مكابرة لا تنم إلا عن فجر بالخصومة وبعيدة كل البعد عن قيم ديننا الحنيف وشيم أهل الكويت الكريمة، ناهيك عن كونها ممارسة تخلو من أخلاق الفرسان.. وهم من يقولون انهم يمثلون التيار الإسلامي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.