أحمد بن حمد بن علي‮ ‬آل خليفة

تحاول إيران والدول التي‮ ‬تدور في‮ ‬فلكها وأعوانها وبكل الطرق المتاحة لديها زعزعة استقرار البحرين والتدخل في‮ ‬شؤونها الداخلية وكذلك في‮ ‬شؤون الدول الخليجية الأخرى من خلال اتباعها من الجمعيات السياسية والأحزاب وحتى الأفراد والذين‮ ‬يوالونها في‮ ‬هذه الدول والدول الأخرى في‮ ‬الخارج،‮ ‬وهذه مشكلة كبيرة ولا بد من وضع حل لها وبالقانون،‮ ‬وهذه وقائع الكل‮ ‬يعرفها وبالدليل القاطع من خلال الأحداث المؤسفة التي‮ ‬مرت بها البحرين في‮ ‬الآونة الأخيرة‮. ‬ وإيران تتدخل في‮ ‬شؤون البحرين ومنذ سنوات طويلة من خلال التحريض على العنف وتشجيع المظاهرات والاعتصامات وإثارة الفتن الطائفية وكراهية النظام الشرعي‮ ‬وضرب الاقتصاد وشل الحياة المدنية بكل مجالاتها المختلفة من أجل السيطرة على البحرين ومن ثم على بقية الدول الخليجية والعالم الإسلامي،‮ ‬وكذلك تسعى للقضاء على المذاهب الإسلامية الكبرى من خلال مخطط خطير وأجندات خارجية ومنذ سنوات طويلة أيضًا،‮ ‬والبحرين لها تجارب كثيرة جعلتها تعرف كيفية التعامل مع هذه المؤامرات،‮ ‬إن لدى إيران الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية أكثر مما لدى دول الخليج العربية ومنذ سنوات طويلة وهي‮ ‬باقية بدون حلول جذرية،‮ ‬كما أن لديها معارضة قوية في‮ ‬الداخل وفي‮ ‬الخارج ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ولا‮ ‬يوجد اقتصاد ولا بنية تحتية،‮ ‬وهناك فقر وعملة ضعيفة وعقوبات دولية مفروضة عليها منذ سنوات طويلة من قبل مجلس الأمن الدولي،‮ ‬وهناك العديد من مسؤوليها ممنوعون من السفر وعلاقات دولية‮ ‬غير جيدة ومتوترة مع الكثير من دول العالم وصراع على السلطة والكثير الكثير،‮ ‬وبذلك لا‮ ‬يمكن بأي‮ ‬حال من الأحوال أن تكون إيران مثلاً‮ ‬يحتذي‮ ‬به في‮ ‬العلاقات الدولية لوجود تلك المشاكل المتفاقمة مقارنة بدول الخليج العربية ومع ذك نجد أن إيران لا تزال تتدخل في‮ ‬شؤون دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بشكل معلن وصريح من خلال تصاريح المسؤولين الإيرانيين في‮ ‬وسائل الإعلام وخاصة في‮ ‬الفترة القليلة الماضية والأحداث التي‮ ‬شهدتها البحرين مؤخراً،‮ ‬في‮ ‬المقابل نجد أن دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬تحرص على علاقات حسن الجوار والبعد عن المشاحنات وعدم التدخل في‮ ‬شؤون إيران الداخلية وشؤون دول العالم كافة وليس مع إيران فقط،‮ ‬ومطلوب من إيران اليوم وقبل فوات الأوان أن تعيد النظر في‮ ‬علاقاتها مع دول العالم ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬وأن تتبع سياسة أكثر واقعية تقوم على احترام سيادة الدول الأخرى والبعد عن التدخل في‮ ‬شؤونها الداخلية وأن تصالح شعبها وتحل مشاكلها الداخلية والخارجية وأن تتفرغ‮ ‬للتنمية والاقتصاد وتحقيق الرفاهية للشعب الإيراني‮ ‬بدلاً‮ ‬من إضاعة ثروات البلاد في‮ ‬أمور خارجية لا فائدة منها ولا تخدم مصالح الشعب الإيراني‮ ‬في‮ ‬يوم من الأيام،‮ ‬بل على العكس تزيد من تعاسته وحرمانه من حقوقه المشروعة في‮ ‬الحياة وفي‮ ‬التنمية والعيش الكريم‮. ‬وإيران لا تستطيع أن تصمد في‮ ‬مواجهة العالم بأسره وشعبها إلى ما لا نهاية وسوف تنتهي‮ ‬كما انتهت‮ ‬غيرها من الدول،‮ ‬وسوف تأتي‮ ‬قيادات قادرة على التغيير والإصلاح والتصالح مع كل الدول ما لم تغير سلوكها داخلياً‮ ‬وخارجياً‮ ‬حتى تستطيع أن تأخذ وضعها الطبيعي‮ ‬بين الدول الأخرى،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتم ذلك ما لم تحترم إيران كل الاتفاقيات مع دول العالم وان تبتعد عن ما تقوم به من سياسات‮ ‬غير مسؤولة جعل من إيران دولة منبوذة ومتمردة على القانون الدولي‮.‬ إن دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬أفضل من إيران بمئات المرات،‮ ‬لديها اقتصاد قوي‮ ‬وتنمية مستمرة ومداخيل وصناعات في‮ ‬كل المجالات وبنية تحتية ممتازة وتقدم وازدهار وتطور ومع ذلك أنها تحترم وتلتزم بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق مع الدول الأخرى،‮ ‬ودول المجلس لا تتدخل في‮ ‬شؤون الآخرين ولا تحشر نفسها في‮ ‬أمور لا فائدة منها،‮ ‬بل على العكس دول المجلس التعاون تساعد الدول الأخرى في‮ ‬الكثير من مجالات التنمية والاستقرار من أجل تطوير العلاقات لمصلحة كل الشعوب ومهما كانت الظروف‮.‬ لذلك على دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬عدم تجاهل المخططات الإيرانية والأجنبية وأخذ الحيطة والحذر في‮ ‬التعاطي‮ ‬مع كل ما‮ ‬يحاك لها من مؤامرات سواء داخلية أو خارجية ومنذ سنوات طويلة والتعامل معها بكل واقعية،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن بأي‮ ‬حال من الأحوال أن تتهاون وتتساهل وتغض النظر مما‮ ‬يدور من حولها،‮ ‬وعليها أن تكون أكثر صرامة في‮ ‬التعامل مع المستجدات وخاصة تلك المتعلقة بالأمن والسيادة الوطنية،‮ ‬وهذا مطلب كل الشعوب الخليجية بدون استثناء‮. ‬وفوق‮ ‬كل ذلك حان الوقت المناسب لاتحاد كل دول الخليج العربية في‮ ‬كل المجالات العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية تحت علم واحد وعملة واحدة وجواز سفر واحد وجيش واحد حتى تكون الدول الست دولة واحدة على‮ ‬غرار تلك الدول التي‮ ‬دخلت في‮ ‬اتحاد كونفدرالي؛ لأن هذا التجمع الخليجي‮ ‬الاتحادي‮ ‬يصب في‮ ‬مصلحة دول المجلس إذا ما اتخذت قرارات بشأنه وخاصة في‮ ‬هذه المرحلة المصيرية،‮ ‬وعلى دول الخليج الاستفادة من الأخطاء التي‮ ‬وقعت فيها من قبل وإعادة النظر فيها وفي‮ ‬علاقاتها من تلك الدول المتخاذلة وأن لا‮ ‬يكون هناك مجاملات على حساب العلاقات المصيرية،‮ ‬وان لا تسمح لهذه الدول بالتدخل في‮ ‬شؤونها الداخلية من خلال المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والتي‮ ‬كثرت في‮ ‬السنوات الأخيرة‮. ‬إن دول الخليج لا تحتاج إلى مثل هذه المنظمات ولا لمن‮ ‬يعرّفها بواجباتها لأنها تعرف حقوق مواطنيها أكثر من تلك المنظمات،‮ ‬وأن المواطن الخليجي‮ ‬يتمتع بحقوق من جانب دولته لا تعرفها تلك المنظمات،‮ ‬ولديه حكومات تعمل بكل الإمكانيات المتاحة من أجل توفير كل سبل العيش الكريمل للجميع،‮ ‬وفي‮ ‬جميع المجالات سواء الصحية والإسكانية والتعليمية والمعيشية لا تتوفر في‮ ‬تلك الدول المتقدمة،‮ ‬والحمد لله على ما نحن فيه من نعم وعلينا جميعاً‮ ‬الاستفادة من ما تعانيه الشعوب المضطهدة في‮ ‬الدول الأخرى وأخذ الدروس والعبر من الأحواز وما‮ ‬يعانيه شعب الأحواز من ويلات النظام الإيراني‮.‬ ومرة أخرى دول مجلس التعاون تحتاج إلى اتحاد‮ ‬يجمعها في‮ ‬دولة واحدة حتى تفوت الفرصة على كل المتربصين بها،‮ ‬وأن تعمل على تفعيل القوانين المتعلقة بالإرهاب والمراقبة الشديدة لتلك الجمعيات التي‮ ‬ثبت تورطها في‮ ‬الأحداث الماضية بالبحرين والقبض على الأشخاص المحرضين ومحاسبتهم مع وجود حوار فعال للتوافق الوطني‮ ‬لطرح جميع القضايا على طاولة المناقشات من أجل التوصل إلى مشروع وطني‮ ‬مقبول من جميع أطياف المجتمع البحريني‮ ‬الجميع مدعو إليه،‮ ‬وتبليغ‮ ‬رسالة لإيران بأنها‮ ‬غير قادرة على تحريك أي‮ ‬ملفات وتفويت الفرصة على سماسرة السياسة ومن لا‮ ‬يريدون للبحرين النمو والتقدم شرط الا‮ ‬يرتبط هذا الحوار بالمحكوم عليهم بالسجن في‮ ‬القضايا المرتبطة بالأحداث الأخيرة التي‮ ‬شهدتها البحرين مع دعوة القنوات الفضائية المحترمة ذات المصداقية والحرفية الإعلامية لحضور هذا الحوار ونقله بالصورة الصحيحة للعالم ومن ثم‮ ‬يُرفع إلى جلالة الملك حفظه الله ورعاه ليقرر ما‮ ‬يراه حسب الأدوات الدستورية‮. ‬ حفظ الله البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬من كل شر والحمد لله رب العالمين