المناقشات حاكمت موقفها من المحكمة


بيروت - وسام أبو حرفوش

لم تكن laquo;الثقة الضعيفةraquo; التي نالتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد ثلاثة ايام laquo;عاصفةraquo; من المناقشات في البرلمان الحصيلة الوحيدة لمداخلات 66 نائباً، تميزت غالبيتها بـ laquo;السقف العاليraquo;، فربما الحصيلة الأكثر اثارة كان مشهد الانقسام الصارخ في البلاد حيال القضايا الاكثر حساسية على الاطلاق والمتمثلة في الموقف من المحكمة الدولية وسلاح laquo;حزب اللهraquo;.
فمن اصل 128 نائباً، هم اعضاء البرلمان اللبناني حظيت حكومة ميقاتي بثقة 68 نائباً (58 حجبوا الثقة وامتنع واحد وغاب آخر)، ما يعني انها تحظى، وفي الوقت عينه، بمعارضة وازنة، بينت وقائع المناقشات انها ستكون شرسة بعدما سارعت الى رفع شعار laquo;إسقاط الحكومةraquo; بسبب موقفها الملتبس من الالتزام بمندرجات المحكمة الدولية.
وتؤشر الوقائع السياسية الى ان الحكومة التي فازت بالثقة امس لن تكون امام laquo;فترة سماحraquo; مع انتقالها الفوري الى اختبارات قاسية، ليس اقلها وطأة موقفها من تسليم المتهمين الأربعة من laquo;حزب اللهraquo; الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
ولم يكن مصادفة اختزال مناقشة البيان الوزاري للحكومة على مدى نحو 19 ساعة من الكلام في ثلاثة ايام بـ laquo;بندraquo; المحكمة الدولية الذي شهد المساجلات الأعنف بين نواب laquo;14 آذارraquo; ونواب laquo;حزب اللهraquo;، وتقاصفاً كلامياً لم ينج منه الرئيس ميقاتي.
وعلى وقع ارتدادات laquo;السجالraquo; المضبوط الذي طبع مداخلات النواب، كرّس رئيس الحكومة مداخلته laquo;الدفاعيةraquo; للردّ خصوصاً على laquo;الهجومraquo; الذي شنّه عليه نواب 14 آذار على خلفية بند المحكمة في البيان الوزاري وعدم اعلان الالتزام الصريح بالتعاون معها وبالقرار 1757 واستخدام عبارات laquo;مموّهةraquo; بينها laquo;(...) الحكومة ستتابع مسار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لاحقاق الحق والعدالة بعيدًا عن أي تسييس أو انتقامraquo;.
وأوضح ميقاتي ان laquo;استعمال عبارة احترام التي استُخدمت في معرض الحديث عن القرارات الدولية توازي بأهميتها وهي اكثر اهمية من كلمة التزام بدليل اعتبارها من التعابير الدستورية الاساسيةraquo;. واذ اكد laquo;ان نيتنا ستكون ثابتة بمتابعة مسيرة المحكمةraquo;، قال: laquo;الحكومة عازمة على استمرار التعاون تطبيقا للقرار 1757 الذي انشأ المحكمة لاحقاق العدالة بعيدا عن الانتقام والتسييسraquo;، ومشدداً على ان laquo;الحكومة حريصة على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الاهلي وهذه الجريمة كانت لضرب الاستقرار والسلمraquo;.
وكان رئيس laquo;كتلة المستقبلraquo; فؤاد السنيورة القى مداخلة لافتة، ختمها متوجها الى ميقاتي: laquo;لما كنتم قد اخترتم الإبهام والالتباس وتغطية الانقلاب على المحكمة والتنكر لحق الشهداء المظلومين، فإن الرئيس الشهيد رفيق الحريري يحجب عنكم الثقةraquo;.
وتحدثت النائبة بهية الحريري في كلمتها المعبّرة التي تخللها ردّ غير مباشر على مواقف للنائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري والعماد عون وغمزت فيها مراراً من قناة ميقاتي عن laquo;جريمة العزل السياسي، ومجزرة نحر مئات الآلاف من الأصوات التي عبّرت عن خياراتها في الإنتخاباتraquo;، وقالت: laquo;إنّ هذه الجريمة بدأت بالعزل، ثمّ بالتّكليف، ثمّ بالتأليف، ثمّ بالالتباسraquo;، مذكّرة بان laquo;العزل السياسي استكمالٌ للعزل الجسديraquo;، ولافتة الى laquo;التّصرّف العدواني من الذين لم يعودوا يميّزون بين موقع العدو الأصلي على الحدود وبين الاختلاف السياسي بين أبناء الوطن الواحدraquo;.
وشنّ النائب سامي الجميل (من حزب الكتائب) هجوماً عنيفاً على laquo;حزب اللهraquo; مشككاً بصدقية ما كان امينه العام السيد حسن نصر الله اعلنه في إطلالات عديدة في اطار محاولة laquo;تشويه صورة المحكمة الدوليةraquo;. غير ان رئيس كتلة نواب laquo;حزب اللهraquo; محمد رعد اعلن laquo;ان المحكمة الدولية لن تكشف حقيقة ولن تحقق العدالة، بل هي تهدد الاستقرار في لبنانraquo;، مشدداً على أن laquo;الخديعة الكبرى هي في الربط بين العدالة والمحكمة، فمن يريد العدالة حقاً لا يعتمد مثل هذه المحكمةraquo;.
واعلن نائب laquo;حزب اللهraquo; نواف الموسوي ان laquo;حزب اللهraquo; تعاون مع المحكمة الدولية ومع المدعي العام فيها دانيال بلمارraquo;، مشيراً الى laquo;ان لجنة التحقيق زارت مكاتب الحزب التي طلبت زيارتها وبيوت الحزبين الذين طلبت زيارتهم، وكاشفاً عن laquo;مكتب خاص بالتحقيق الدولي في الضاحية الجنوبيةraquo;.