محمد كعوش
عندما اندلعت الثورة في تونس واشتعلت بعدها في مصر تأخر الحضور الامريكي في الساحتين, بل كان حضوراً خجولاً في نهاية الشوط, الى ان حسم الموقف لصالح الشعبين التونسي والمصري, جاء الامريكيون لاحتواء الواقع الجديد باسم المعونات والمساعدات المالية التي لم تصل بعد, رغم هذا الحجم من الخسائر الاقتصادية...
كذلك في ليبيا واليمن, لم نشهد اهتماماً امريكياً ظاهرا يذكر, حتى مشاركة واشنطن في مهمات حلف الناتو كانت محدودة في ليبيا, اما في اليمن فقد انحازت الى جانب النظام تحت شعار raquo;محاربة القاعدةlaquo; لذلك لم ترفع الادارة الامريكية شعار raquo;الحرية والديمقراطية لشعب اليمنlaquo;!!
وفي جانب المشهد, اي الحراك الشعبي في الشارع العربي لاحظنا ان واشنطن اندفعت بحماس غير مسبوق لدعم الحركة الشعبية في سورية!!
من حق الشعب السوري ان يطالب بالإصلاح والتغيير والتعددية الحزبية بعد تجربة حكم الحزب الواحد, وليس من الحكومة السورية ان تستخف بهذ الحراك وحجمه ودوافعه واهدافه وان تلجأ لحل الازمة بالخيار الأمني والعسكري منذ البداية..
ولكن يجب ان ننظر الى الوجه الآخر من الازمة في القطر السوري العربي الشقيق, فهناك اندفاع امريكي اوروبي لتحريك الشارع ضد النظام وكان آخرها زيارة السفير الامريكي الى مدينة حماة المشتعلة بالغضب والمبيت فيها, وهناك دور بعض سفراء اوروبا في السر والعلن وهو ما يسيء الى الحراك الشعبي السوري ومطالبه العادلة في الديمقراطية والحرية والاصلاح!!
ونحن هنا في الاردن شاهدنا ما حدث ويحدث في أكثر من عاصمة عربية وارجو ان نكون قد تعلمنا من التجربة العربية واستفدنا منها الدروس والعبر كي نتجنب تكرار اخطاء الآخرين فهناك قوى خارجية متحفزة كما هناك احزاب متشددة تريد ان تركب طوف الشعوب التي تتوق الى الحرية وتنادي بالاصلاح من اجل الوصول الى السلطة خصوصا تلك الاحزاب التي لها امتدادات خارجية والتي تسعى الى لعب دور محلي يتناغم مع دورها الاقليمي وخصوصا في تونس ومصر وليبيا وسورية...
هذه الاحزاب توظف غضب الجماهير لصالحها فتستغل المسيرات الشعبية فتتصدر الصفوف الاولى وترفع اعلامها وشعاراتها وتحاول قيادة الناس, ولا يهمها حتى لو قادت الجماهير التي تنادي بالاصلاح الى الصدام مع النظام!!
لذلك يجب على المشاركين في المسيرات الشعبية والمنادين بالاصلاح عدم الاستجابة لمثل هذه الدعوة, ان حصلت, والالتزام بالنظام والتحلي بالهدوء والتعبير عن مطالبهم بالوسائل السلمية تجنباً للفوضى والعنف واراقة الدماء.. ومن اجل الحفاظ على امن واستقرار البلد وسلامة المواطن.. مع تأكيدنا على ضرورة الاصلاح واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير لأن الانظمة التي تتجاهل هذه المطالب تعيش خارج حركة التاريخ...0
التعليقات