علي حماده

في خلال ايام معدودة صدر تصريحان عن الوضع في سوريا الاول ادلى به الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، والآخر زعيم تنظيم القاعدة الجديد ايمن الظواهري. واللافت ان الموقفين تقاطعا عند quot;تأييدquot; الثورة في سوريا، فقد قال بيريس: quot;فوجئت بوقوف الشعب السوري ضد الحاكم وهناك اكثر من 2000 قتيل وآلاف الآخرين في السجون، وعلى رغم ذلك فإن المحتجين لم يتراجعوا وهذا يثير الاحترامquot;. لم يكن تصريح بيريس هو الاول فقد سبق ان ادلى بدءا من شهر آذار الماضي بعدد من التصريحات ومن بينها تصريحه لراديو quot;اوسترنquot; النروجي انه يرغب في quot;سقوط النظام السوري وزواله وان تنجح الاحتجاجات والتظاهرات الحالية في إسقاط النظامquot;.
في الحال الثانية يقول ايمن الظواهري في تصريحه الذي حمل عنوان quot;عز الشرق عنوانه دمشقquot; عن الرئيس بشار الاسد: quot;انت زعيم عصابة وسليل الخائنين وكبير المفسدين، ورئيس الجلادين، وشريك اميركا في الحرب على الاسلام بإسم الارهاب quot; ويضيف داعما الثورة: quot;قولوا له (بشار الاسد) لقد مضى عهد الاذلال وولى زمن الخداع، وانتهى حكم اللصوص ... لقد كسرنا قيود الخوف وحطمنا سجن التخاذل، وان احرار سوريا ومجاهديها قرروا ان يعيشوا اعزاء او يموتوا شهداءquot;.
لافت هذا التقاطع بين الاضداد في هذا الشرق: اسرائيل وquot;القاعدةquot;. وفي الحالتين والموقفين ما يصب عمليا في مصلحة حرب quot;البروباغانداquot; التي يشنها النظام ضد الثورة والثوار، تارة يتهمهم بأنهم نتاج مؤامرة اميركية ndash; صهيونية، وطورا يلصق بهم تهم الاصولية والسلفية والانتماء الى quot;القاعدةquot;. وفي كل الاحوال يدفن النظام رأسه في الرمال رافضا ان يرى حقيقة ان ما يجري على الارض هو ثورة عارمة تشتعل في سوريا من اقصاها الى اقصاها.
يحاول النظام استغلال تصريحات بيريس quot;غير البريئة quot; من اجل quot;أسرلةquot; الثورة من جهة، وتصريحات الظواهري لأبلستها. وفي الحالين كما في حالات اخرى يتساءل المراقب عن دوافع بيريس وحتى ايهود باراك وآخرين الى الاكثار من التصريحات المؤيدة للثورة او المتنبئة بزوال النظام، وايضا عن الدوافع الى كلام الظواهري وتوقيته في هذه المرحلة بالتحديد، مع بدء الحديث الجدي في مرحلة ما بعد النظام السوري، وحتى الرئيس بشار الاسد.
وفي المعلومات المستقاة من مصادر رفيعة في واشنطن ان الولايات المتحدة لم تعد تخشى البدائل في سوريا، وانها لا ترى خطراً في مشاركة الاسلاميين في الحكم المقبل واكثر من ذلك تشير المعلومات الى ان المجتمع الدولي المتهم بعرقلة اسقاط النظام في سوريا انما يفعل ذلك لتأمين مرحلة ما بعد بشار الاسد باعتبار ان مستقبل سوريا سيرسم من دونه. وعدم الاستعجال في دفع الامور نحو اسقاط النظام ومحاصرته كليا في الخارج يعود الى هذا السبب تحديدا. لذا كان لا بد من التوقف طويلا امام مواقف اسرائيلية وquot;جهادية quot; تخدم بشار الاسد اكثر مما تخدم الثورة التي يتباكى عليها شمعون بيريس من جهة، وايمن الظواهري من جهة اخرى!