laquo;الشحرورةraquo; وlaquo;آخر خبرraquo; وlaquo;باب إدريسraquo; وlaquo;الغالبونraquo;


بيروت -
هيام بنوت

أربعة أعمال لبنانية ستزّين الشاشات اللبنانية والعربية في رمضان، بحيث تخطو الدراما اللبنانية خطواتها الأولى على المستوى العربي، مستفيدة من ناحية من أزمات إنتاجية فرضتها الظروف الأمنية التي تمر بها الدول العربية، ومن ناحية أخرى من توقيت موسم درامي بامتياز، فإما يتابعها المشاهد العربي بشغف وترقب، وإما يستبعدها باستخدام laquo;الريموت كونترولraquo;.
أول هذه الأعمال مسلسل laquo;الشحرورةraquo; الذي يتناول سيرة المطربة اللبنانية صباح ويشارك فيه إلى جانب كارول سماحة التي تجسد شخصية laquo;الشحرورةraquo; عدد كبير من الممثلين المعروفين في لبنان والعالم العربي. يواكب العمل حياة الصبوحة منذ ولادتها ونشأتها في لبنان، مرورا بسفرها وعملها في مصر حيث لاقت النجاح والشهرة، وصولاً إلى زيجاتها وعلاقتها بأولادها. المسلسل كتبه فداء الشندويلي واخرجه أحمد شفيق وانتجته شركة laquo;سيدرز آرت برودكشن- الإخوان الصباحraquo; التي سبق أن أنتجت عدداً من المسلسلات تناولت سيرا ذاتية. اما كلفته فناهزت اربعة ملايين دولار وتمّ تصويره بين لبنان وسورية ومصر.
منتج laquo;الشحرورةraquo; صادق الصباح يؤكد أنه يسعى إلى تشجيع الدراما اللبنانية، داعيا المنتجين إلى الاستفادة من هذه التجربة بسلبياتها وإيجابياتها لإنتاج دراما لبنانية قادرة على المنافسة عربياً، خصوصا أنها تعاني ضعفا في التسويق في الدول العربية، ومتوقعاً أن يزاحم laquo;الشحرورةraquo; أضخم الإنتاجات العربية في رمضان.
وأكد الصباح نيته العمل لتأسيس صناعة درامية لبنانية، موضحاً أن laquo;الشحرورةraquo; يجمع بين التقنيات المصرية والقدرات الفنية السورية والقدرات اللبنانية التمثيلية.
المنتج مروان حداد سيدخل المنافسة الرمضانية بعملين هما laquo;باب إدريسraquo; وlaquo;آخر خبرraquo; الذي يتقاسم إنتاجه مع شركة laquo;إيغل فيلمraquo;، وقد بلغت كلفة كل منهما نحو مليون دولار. laquo;اخر خبرraquo; مسلسل كوميدي تدور قصته في أروقة مجلة ويركز الضوء على متاعب مهنة الصحافة، وهو من إخراج هشام شربتجي وبطولة ماغي بو غصن ووسام صبّاغ ومارسيل مارينا من لبنان، ويشاركهم في البطولة نجوم laquo;باب الحارةraquo; مصطفى الخاني وشكران مرتجى وزهير رمضان ومحمد خير الجراح. اما العمل الثاني فكتبته كلوديا مرشليان واخرجه سمير حبشي، وهو من بطولة نادين الراسي ويوسف الخال ونادين نسيب نجيم.
حلم مروان حداد منذ أن توجه نحو الانتاج الدرامي قبل عشرة اعوام بأن يفتح سوق الدراما اللبنانية على العالم العربي، واستطاع في العام 2007 تحقيق هذا الحلم عبر مسلسل laquo;حواء في التاريخraquo; الذي تناول سير عدد من الشخصيات النسائية عبر التاريخ، وقد تكرر الأمر مع مسلسلي laquo;أجيالraquo; وlaquo;سارةraquo; اللذين سيعرضان على شاشة laquo;ام بي سيraquo; خارج إطار رمضان.
حداد اكد أن مشاركة النجوم اللبنانيين في الدراما العربية ستزيد طلب المنتجين العرب للتعامل معهم، كما ستشجع هؤلاء على الاستثمار في لبنان في ظل الظروف التي تعيشها الدول العربية، مشيراً إلى أن الدراما اللبنانية تملك كل المواصفات التي تمكنها من منافسة أي عمل درامي سوري أو مصري.
الفنان وسام صباغ الذي يشارك كتابة وتمثيلاً في مسلسل laquo;آخر خبرraquo; اعتبر أن التعاون اللبناني - العربي ليس جديداً في الأعمال الفنية، ولطالما شكل لبنان موقعاً طبيعياً لغالبية الأفلام العربية التي كان يشارك فيها ممثلون من لبنان، ولكن ظروف الحرب أوقفت هذه الحركة التي ما لبثت أن عادت اليوم في ظل وجود عناصر بشرية جيدة ستسمح للجمهور العربي بالتعرف على الدراما اللبنانية.
وبالعودة الى laquo;باب إدريسraquo; فهو يروي حياة البيروتيين في حقبة الأربعينات قبل فترة وجيزة من استقلال لبنان عن فرنسا، وتدور حوادثه في منزل قديم تملكه عائلة بيروتية، يجتمع فيه الثوار بقيادة راشد للتخطيط لصد الاستعمار. يتعرف راشد الى شمس، امرأة مطلقة حرمها زوجها رؤية أولادها فعملت كراقصة تزود الثوار معلومات عن تحركات الجيش المحتل. شخصيات حقيقية وأماكن واقعية وأخرى خيالية يعرضها المسلسل، تتماشى مع الأحداث التاريخية والاجتماعية التي طبعت تلك الحقبة من تاريخ بيروت، لتنقل لنا صورة عن الوحدة الوطنية التي كانت سائدة في زمن الاستقلال.وفي أضخم إنتاج درامي لبناني، تطلق قناة laquo;المنارraquo; في شهر رمضان مسلسل laquo;الغالبونraquo; سيناريو وحوار فتح الله عمر واخراج باسل الخطيب في 35 حلقة. عمل درامي مستوحى من البيئة الشعبيّة والجهاديّة للمقاومة، يروي وقائع من حياة أهل الجنوب الصامد مع الاجتياح الإسرائيلي بين العامين 1982 و1985.
تبدأ الحكاية مع فارس وعلي، شابين تجمعهما صداقة متينة حصلا على منحة دراسيّة في فرنسا. لكن الاجتياح الإسرائيلي غير مسار حياتهما، فاختارا البقاء على أرض الوطن. انخرط علي في العمل العسكري للمقاومة من دون علم أقرب أصدقائه فارس الذي تشهد حياته تحولاً جذريّاً، الأمر الذي يدخله في صراعات اجتماعيّة صعبة ودقيقة.
تتشابك خطوط العمل الدراميّة، فإلى جانب الحياة العسكريّة التي يخوضها علي مع المقاومة، تجمعه قصّة حب بابنة خالته زينب، بينما تجمع قصّة حب أخرى فارس وبتول شقيقة علي. وتتوالى المشاكل بسبب غياب علي الدائم وملاحقته من جانب الاحتلال، في موازاة التغيّر الطارئ في تصرفات فارس. الحب والبغض، الصمود والتضحية، الاحتلال والمقاومة، المجازر والعمليات النوعيّة، خطوط درامية مترابطة ومتناسقة، تروي واقعا تختلط فيه دموع الفرح والحزن، القوة والغضب.
يركز المسلسل الضوء على اطماع اسرائيل وأساليبها الهمجيّة، ويبرز نماذج من مخطّطاتها لتفريق المجتمع واستدراج الناس نحو العمالة أو الاعتقال، من دون ان تنجح هذه الأساليب في كسر إرادة المقاومين وفي ثني الشيخ راغب حرب عن قيادة مقاومة شعبية عارمة، ترفض التطبيع والخضوع للاحتلال.
تتوزع بطولة العمل الذي صوّر بين جنوب لبنان وبعلبك وبيروت، وشيّدت له مواقع تصوير خاصة في عدد من المناطق اللبنانيّة، بين نخبة من النجوم اللبنانيين منهم عمار شلق، عبد المجيد مجذوب، أحمد الزين، فؤاد شرف الدين، وفاء شرارة، طوني عيسى، مازن معضم، دارين حمزة، بولين حداد، بيار داغر، بيار جامجيان، يوسف حداد، مجدي مشموشي، آلان الزغبي، خالد السيّد، كريستين شويري، علي سعد، فيصل اسطواني، هشام أبو سليمان، علي الزين، وحسام الصباح.
اللافت في العمل أنه أعاد نجوما لبنانيين كبارا إلى الشاشة الصغيرة في مقدمهم الفنانان احمد الزين وعبد المجيد مجذوب الذي يجسد شخصية مقاوم يؤمن بأن من حق الإنسان أن يعيش حراً. ويلفت مجذوب إلى أن الممثلين المشاركين في هذا العمل هم مقاومون، يحافظون على القيم والرصانة، كما أنهم أصحاب رسالة، ولكنهم مهما فعلوا لن يتمكنوا من مجاراة المقاومين الفعليين. أما الممثل مجدي مشموشي فيجسد دور شاب يقاتل مع الفلسطينيين تُقتل زوجته في مجزرة صبرا وشاتيلا، فيعود إلى الجنوب وينخرط في عمل المقاومة. يتوقع مشموشي النجاح لهذا العمل، خصوصاً انه نفذ بحرفية عالية جداً بإدارة مخرج كبير هو باسل الخطيب.