نايف بن بندر السديري

أرخت سخونة الأحداث السياسية في سوريا بثقلها على مجلس الأمن، مما دفعه لإصدار بيان رئاسي laquo;S/PRST/2011/16raquo; يعبر فيه عن قلقه laquo;وإدانته للانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان خلال الاحتجاجات الأخيرة التي عمت سوريا.. واستخدام السلطات للقوة ضد المدنيين مما أدى إلى قتل المئاتraquo;. لا شك أن البيان الرئاسي أقل أهمية من القرار وأكثر أهمية من البيانات الصحافية التي درج مجلس الأمن على إصدارها وفقا للمادتين 37 و38 من نظامه الداخلي المؤقت. ولكن المحك في هذا الشأن يكون إجماع الأعضاء الدائمين الخمسة في المجلس (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) على المسألة المعروضة. وطالب البيان المذكور في فقرته الأخيرة؛ معالي الأمين العام للأمم المتحدة بتزويده بمعلومات جديدة عن الحالة في سوريا خلال سبعة أيام، وإن إفادة الأمين العام يوم 10 أغسطس (آب) الحالي لأعضاء مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة ستعكس تطورات الأحداث على الساحة السورية، المتجهة نحو التصعيد. وهو ما سيمهد في نهاية المطاف إلى إصدار قرار أكثر وضوحا من جهة المطالب التي على الحكومة السورية تلبيتها لتبقى دولة تلتزم بالمعايير الدولية التي يجب مراعاتها في التعامل مع شعبها الذي يتبنى مطالب مشروعة.

لا يخلو برنامج مجلس الأمن الشهري منذ التأسيس من تخصيص جلسة أو أكثر، تتعلق بالمنطقة العربية. وها نحن في شهر أغسطس الذي يعد أكثر الشهور هدوءا في الأمم المتحدة لتزامنه مع موسم الإجازات. يخصص 7 جلسات من أصل 12، ينظر خلالها في ملفات: لبنان UNIFIL وسوريا والسودان وليبيا. لا شك أن التطورات الدراماتيكية في سوريا أخذت تؤثر على الداخل اللبناني، وهو ما انعكس على موقف لبنان المعارض للبيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن مؤخرا حول الوضع السوري، من خلال امتناعها عن التصويت عليه في مقابل موافقة بقية أعضاء مجلس الأمن ومن ضمنهم دول كانت تعارضه قبل إجراء التعديلات وهي روسيا، والصين، والهند، وجنوب أفريقيا والبرازيل. السودان مثخن بالجراح وكان الله في عونه، وما انسلاخ الجنوب إلا تعبير صارخ عن حالته. ليبيا تترنح، ولن تحسم أمرها إلا بتدخل صريح لمجلس الأمن متسلحا بقرار يرتكز على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقرار مثل هذا لا يلوح في الأفق نظرا للظروف السياسية والاقتصادية السائدة. حيث إن القرار الذي صدر في مارس (آذار) الماضي حول ليبيا برقم 1973 أثار جدلا حول استخدام القوة ضد العقيد القذافي!

إن عجز الولايات المتحدة حسم موقفها في أفغانستان والعراق يلقي بظلاله دون أدنى شك على قدرتها التأثير على الأحداث في مناطق أخرى لا تقل سخونة، وباقي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن أما تتقفى أثر الولايات المتحدة أو لا ترى مصلحة لها من التدخل.