نواف الهاملي

قبل ان اخوض في صورة مشرفة من ابناء الملك عبدالعزيز آل سعود وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض, فلابد ان نواسيه في هذه الظروف التي جمعت الحزن والالم على فراق زوجته الاميرة سلطانة السديري, اسكنها الله فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان.
لقد عرفت الأمير سلمان حكيما داعما لحفظة كتاب الله ورعايته للايتام, وكذلك اطلاعه الواسع على التاريخ, وشدة ولعه بالعلوم وسير المؤرخين, فهو بذلك شخصية تاريخية سياسية اجتماعية تعكس حجم الاصالة السعودية والوفاء العربي, بل انه يعد من اهم اركان العائلة السعودية المالكة.
لم اتشرف بلقاء الأمير سلمان سوى مرتين, الاولى في العام 2004 في ديوانه في امارة الرياض, وكان وقتها برفقتي الاخ والزميل عبدالله المجرن الذي انشغل بعد ذلك في شجون العمل السياسي, ولم يعد يتذكر الايام الجميلة والحافلة بالكثير من الذكريات.
واتذكر وقتها حينما صافحنا الامير سلمان شعرنا منذ الوهلة الاولى اننا امام شخصية غير عادية ومخزون تاريخي يغطي مساحات شاسعة من الدراسة والبحث وفي المرة الثانية حينما التقيته في العام 2009 بدا لي انه يحمل خصالا كبيرة ونظرة ثاقبة وحنكة تاريخية واضحة المعالم, وشمولية, فقد ترأس الكثير من اللجان والمشاريع الخيرية, والمؤسسات التاريخية التي تعنى بالمصادر والكتب التاريخية لانه صاحب بصيرة نافذة, ورؤى ثقافية ومتابع دقيق وقارئ جيد لما يطرح على الساحتين السياسية والاعلامية ناهيك عن اهتماماته في العمل الانساني وقضايا العالم الاسلامي.
لقد استطاع الأمير سلمان رغم مسؤولياته الكبيرة ان يجعل من الرياض, العاصمة السعودية المدينة الابرز تأثيرا في الوطن العربي, بل انه استطاع ان يجعلها زاخرة بالادب والتاريخ, واصبحت مصدرا للابحاث والدراسات التاريخية, وعلى خطى الامير سلمان تواصل الرياض تطورها وتقدمها على دروب الانجاز والاعمار.
نقدم تعازينا الحارة لصاحب السمو الملكي الامير سلمان وانجاله على فراق زوجته التي رافقته عمرا, وسنوات, ولا نملك الا ان نقول عظم الله اجركم في فقيدتكم الغالية.