ياسر سعد الدين

شكراً للثورة السورية..
شكراً للدماء الزكية..
شكراً لثوار الحرية..
شكراً لأصحاب التضحيات الأسطورية..
فقد أعدتم لنا كرامتنا وإنسانيتنا بعد عقود قمعية..
وأحييتم معارضة خارجية كانت أقرب للموات, وفي أحسن الأحوال كانت تغط في عميق السبات.
شكرا للثورة السورية، فبفضلها أصبح بعض من كان يتهافت على التفاوض مع نظام بشار ويوسط الوسطاء ويقرب القرابين، يطمح لأن يقود الثورة ويتصدر مشهدها ويصبح من رجال الدولة.
شكرا للثورة السورية، فقد صنعت من المغمورين نجوما ومن الغائبين حضورا.
شكرا للثورة السورية، فبفضلها سمعنا عناوين جديدة ومراكز بحثية وجمعيات وتجمعات عديدة ولافتات ويافطات يقف عندها وبجوارها وتحتها منافحون مخلصون ومدافعون وطامحون.
شكرا للثورة السورية، فلقد صنعت حراكا سياسيا ونشاطا كبيرا ممن افتقدناهم ردحا من الزمان، مواقف وبرامج في مقارعة الظلم ومواجهة الظالمين.
في السياسة لا نتهم أحدا ولا نبرئ أحداً
وحتى لا نستبدل بالطاغية مجموعة من الطامحين أو الطامعين أو المتسلقين على أشلاء الضحايا، فإن أول ما نطلبه ونطالب به شفافية واضحة وتعهدات صارمة.
الثورة السورية تحتاج إلى جسم سياسي، يمثلها ويدافع عنها. وبين الساعين المشكورين لملء هذا الفراغ تضحية وتفانيا -كما يفعل ثوار الداخل- وبين من يسعى لذلك طموحا وطمعا، أمور من الصعب الحكم عليها ومن غير اللائق الخوض بها.
غير أنه وفي حمى التشكيلات السياسية ومن خلال معايشتنا واقعا وحتى نتجنب تجارب مرة، ولضمان الشفافية وتثبيتها فينبغي أن نرهن القبول والاعتراف بأي جسم سياسي يشكل:
1. مطالبة أعضائه بالتعهد بعدم المشاركة السياسية في المرحلة الأولى والتي تعقب سقوط الأسد.
2. تقديم سيرهم الذاتية والتي تشمل كفاءاتهم وخبراتهم.
3. الكشف عن أوضاعهم المالية ومصادر تمويلهم الشخصية والمؤسساتية.
4. علاقاتهم ومواقفهم من نظام بشار الأسد منذ وصوله للحكم وصولا إلى مرحلة ما بعد الثورة.
إن ترسيخ ثقافة التضحية والتفاني والشفافية في معارضي الخارج والداخل على حد سواء، خصوصا مع المندفعين منهم للعب دور أساسي في هذه المرحلة الانتقالية، أمر ضروري وفاء لدماء الشهداء وتضحيات الجرحى والأسرى والملاحقين والمهجرين ولخلق إجماع (أو شبه إجماع) وقبول وطني.