فهد محمد الحقان

أشار الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمته، التي نشرتها صحيفة المدينة، الى أن السعودية مستهدفة من ايران. وأقول: لا بل دول الخليج العربي كلها مستهدفة من ايران والعراق وتركيا ودول كبرى. في كل يوم نسمع تصريحات كثيرة من مسؤولين في دول الخليج تحث على تكثيف الجهود والتعاون لحماية أمن دول الخليج واستقرارها. كل هذه التصريحات لا جدوى منها ما لم تترجم الى واقع ملموس، بالاتحاد ووحدة الصف والعمل جميعا يدا واحدة، وقلبا واحدا حتى لا ندفع الثمن غاليا في المستقبل.
وللحفاظ على دول الخليج العربي يجب تطبيق اصلاحات سياسية حقيقية، تقوم على أسس سليمة من خلال انتخابات ديموقراطية شفافة ونزيهة، حتى تشعر هذه الأقليات بأنها مكون أساسي في دولها، وان افرادها يتمتعون بجميع حقوق المواطنة. ومن دون هذه الاصلاحات السياسية الحقيقية، فإن الاستعمار الجديد سيظل يتربص بأمن دول الخليج العربي واستقرارها، ضمن مخططات جاهزة تسعى الى اعادة ترتيب التوازنات القائمة خدمة للمصالح الاستراتيجية الأميركية الصهيونية. ان هذه المخططات لن تتوقف طبعا عند تقسيم السودان، بل ان هنالك دولا عربية أخرى في الطريق سيسير بها الاستعمار الجديد على خطى النموذج السوداني. ففي العراق يُعبّر الأكراد عن نزوعات انفصالية في واضحة النهار، وفي تحد سافر للدستور العراقي، الذي شاركوا في وضعه، ومن المفروض أن يعملوا على حمايته عبر مؤسسة رئاسة الدولة التي يمثلونها في النظام السياسي الجديد، لكن الأكراد أنفسهم لا يمثلون قرارهم السياسي الخاص، بل ورطوا أنفسهم ضمن مخططات انفصالية موضوعة مسبقا من طرف صناع القرار الأميركيين، الذين دخلوا العراق من أجل تطبيق هذه المخططات الانفصالية، ولتوسيعها فيما بعد على المنطقة العربية ككل. هل نتعظ؟ هيهات!