quot;شبيحةquot; عراقيون وإيرانيون في سوريا.. وطهران تتولى التغطية المالية واللوجستية


تنسيق عراقي ـ إيراني لمنع انهيار الأسد

بغداد ـ علي البغدادي

مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في سوريا، تحدثت أوساط نيابية عراقية عن مشاركة عناصر عراقية مسلحة في قمع الاحتجاجات الأعنف من نوعها ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يحظى بدعم الحكومة العراقية وأطراف سياسية متحالفة مع طهران، خصوصاً مع تبلور ملامح محور أمني ثلاثي جديد يضم طهران ودمشق وبغداد لمواجهة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ملف تطورات الأوضاع في سوريا كشف النائب حامد المطلك عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، وجود معلومات تشير الى أن عناصر عراقية مسلحة بدأت بالقتال مع النظام السوري لمواجهة الاحتجاجات، مشيراً الى أن quot;بعضهم قدموا من إيران لسوريا لمساندة النظام فيما قدم البعض الآخر من العراق، فضلاً عن بعض العراقيين المتواجدين في سورياquot;. وتتزامن تصريحات هذا القيادي في كتلة العراقية (بزعامة اياد علاوي) معلومات لمصادر صحافية مطلعة في بغداد مفادها أن quot;تسليم فالح الفياض مبعوث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسالة الى الرئيس بشار الأسد في الفترة وتعهده بالتعاون مع سوريا ودعمها لم تكن الخطوة الأولى الى دمشق، مثلما لم تكن الأولى لمبعوث آخر هو عبد الحليم الزهيري القيادي في حزب الدعوة (بزعامة نوري المالكي) الذي بات مكلفاً بالمهام السرية بين بغداد وكل من طهران ودمشقquot;.
وأكدت المصادر أن quot;زيارات الزهيري والفياض على مدى الشهرين الماضيين الى طهران ثم الى دمشق تمت من أجل تنسيق أمني رفيع المستوى بين العواصم الثلاث يديره مسؤول الملف العراقي لدى القيادة الإيرانية سرداد سليماني المعروف باسم quot;الحاج قاسم سليمانيquot; الذي بات مسؤولاً أيضاً عن الملف السوري وبما يجعل جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية تعمل بتنسيق مؤثر بقصد الحفاظ على وجود النظام السوري عبر البوابة العراقية التي ستتولى التغطية المالية واللوجستية للجهد الإيراني الإضافي في الدفاع عن نظام الأسدquot;، مشيرة الى أن quot;التنسيق الأمني الذي يديره سليماني يعتمد اتصالاً دائماً بين المسؤولين الأمنيين في مكتب المالكي ومستشاره للأمن الوطني، ومسؤولين سوريين على رأسهم مسؤول جهاز المخابرات محمد ناصيف (أبو وائل) فضلاً عن القيادي في حزب الله اللبناني كوثرانيquot;.
وكشفت المصادر أن quot;القيادة السورية فاتحت قوى سياسية عراقية من أجل أن تعلن مواقف قريبة من دمشق، كقيادات الحزب الإسلامي العراقي التي كانت حتى فترة مقربة من دمشقquot;، موضحة أن quot;تلك القيادات لم ترد على دعوات دمشق، مثلما لم تظهر تأييداً علنياً للاحتجاجات الشعبية، وهو ما أعلنته قوى مماثلة للحزب الإسلامي انطلاقاً من مرجعيتها الواحدة أي الاخوان المسلمونquot;.
ويبدو أن مواقف الحزب الإسلامي العراقي (أحد أذرع الاخوان المسلمين) لم تستجب لدعوات دمشق، وهو ما ظهر من خلال تصريحات قيادات فاعلة فيه وأبرزها أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني الذي دعا قبل أيام النظام السوري الى وقف أعمال القمع ضد السوريين واصفاً ما يجري في سوريا بأنه quot;عار على الأسدquot; إضافة الى تصريحات نواب من الحزب الإسلامي دعمت الاحتجاجات، كما أن تحالف الوسط الذي يضم أغلب قيادات الحزب الإسلامي دعا في بيان له الحكومة العراقية إلى الوقوف مع الشعب السوري، رافضاً ما يقوم به نظام بشار الأسد تجاه شعبه الأعزل.
وقال بيان لتحالف الوسط العراقي إن quot;الشعب السوري شأنه شأن الشعوب الأخرى يُطالب بإصلاحات سياسية ودستورية شاملة، معبراً بسلمية تامة عن رغبته في الانعتاق والتحرر من الدكتاتورية والعيش بحرية وسلام وفق الأطر الديموقراطية والدستوريةquot;، مطالباً الحكومة العراقية المنتخبة بالوقوف مع الشعب السوري في تطلعه إلى حكومة ديموقراطية منتخبة وتأييدها لمطالبه العادلة.