علي سعد اموسى


يؤسفني بشكل شخصي أن الفوارق في أعين وفي فعل بعض المتظاهرين في القاهرة كانت مجرد محاولة اعتداء. ففي المحاولة كان الهدف سفارة بلد شقيق وصديق، بينما في الاعتداء كان المستهدف هو العدو التقليدي الأزلي الذي نقف فيه مع مصر حكومة وشعبا بتاريخ طويل من الجهاد والنضال الذي شارف أن ينهي قرنا كاملا من التاريخ. السؤال الجوهري: ما هو الدافع وراء أن تكون سفارة المملكة بالقاهرة هي الهدف الثاني لبعض المشاغبين، بعد أن أنهوا الهدف الأول وهو السفارة الإسرائيلية؟ ما هي الأدبيات التي ساهمت في أن تكون السفارة السعودية خيارا أمام هذه الفئة التي أرادت أن تنسف إرثا مشتركا بين شعبين ينامان سويا على ضفتي بحيرة واحدة؟
إن المتابع لتاريخ العلاقات السعودية المصرية يلمح توافقا اجتماعيا طويلا بين الشعبين؛ فالجالية المصرية في السعودية هي ـ بلاشك ـ أكبر جالية عربية وهي في المقابل أيضا أكثر هذه الجاليات شعورا بالأمن والدفء، وأكثرها انسجاما مع القيم الثقافية ما بين شعبين. وفوق هذا فإن القاهرة تمثل في المقابل ذاك الخيار الاستراتيجي للسعودي ثقافة ومقصدا وسياحة، وأكثر من هذا فلا ينكر السعودي دور المؤسسة المصرية في بناء أسس التعليم والإعلام كصديق مؤتمن.
خلاصة الأمر، لا داعي لكل هذا الشحن والجري وراء تحليلات ساذجة وسطحية أدت إلى أن تكون سفارة المملكة هي الهدف الثاني ـ وللأسف الشديد ـ بعد الانتهاء من المهمة مع السفارة الإسرائيلية.
أشعر بالحزن الشديد وأنا أتابع نشرة الأخبار لأن صورة السفارتين على شاشة واحدة وتحت هدف بغيض واحد لا يعكس هذا الموروث العميق في الروابط بين شعبين شقيقين.