عضوان الاحمري

ولأننا نحب المعارك، لكننا لا نجيد خوضها، قرر مجموعة من المثقفين quot;التصارعquot; حول لا شيء، فجأة، قرروا أن يقدموا تهنئة بالعام الميلادي الجديد لكن على طريقة تبادل الاتهامات.
قبل أسبوع، كان هناك ملتقى ثقافي لمثقفي المملكة في الرياض، وكتبت الأسبوع الماضي عن المدعوين الذين لا يعرفون عناوين الندوات، وأهم شيء لديهم هو الأكل والنقاشات المتأخرة حتى الصباح، لكن الزميل أبا حسام لديه شيء ما، وهذا الشيء استفز مجموعة من المثقفين. أبو حسام يقول إن ما كان يحدث في بهو فندق الماريوت خزي وعار.. وإنه آمن بعد ذلك أن المشروع التنويري أو الثقافي يدور حول المرأة! بعدها، قام الروائي العزيز عبده خال بتهديد الشيحي بالمقاضاة في حال لم يتراجع ويعتذر. بصراحة، هذا سلوك حضاري، سلوك التقاضي. والبينة على من ادعى، وحتى تأتي البينة، لم أشاهد شيئاً في فندق الماريوت..
٣ أيام حضرت على فترات متقطعة، ولست مدعواً.. فقط أردت إلقاء التحية والسلام على أصدقاء قدامى.. فاكتشفت شيئاً واحداً.. أن الأشخاص هم نفس الأشخاص، من الصباح وحتى الصباح، لكن ما يختلف هو أماكن جلوسهم وعدد الجالسين. لم يكن هناك خزي وعار، بل كان لقاء أخويا بين الجميع، وإذا تواجدت عشر مثقفات في البهو، وتبادلن الحديث أو النقاش أو السلام والكلام، فلا يدخل هذا في إطار الخزي والعار، المشكلة ليست في تغريدة صالح الشيحي التي أطلقها في تويتر، وليست في تقاضي عبده خال، بل هي في أولئك الذين دخلوا في الوسط، وحاولوا التأييد.. كان الضجيج عالياً جداً.. وهذا يدل على سلوكهم المعتاد.. تصفية حسابات مع المثقفين والإعلاميين.. وأحدهم يقول quot;فضيحةquot; ماريوت! هل كان فعلاً فضيحة، الفضيحة هي في الصمت على هؤلاء، وحين تتم مقاضاتهم، ستكون البينة أفضل. كان النقاش سيأخذ مجرى أفضل بين الشيحي وعبده خال، حتى دخل المتطفلون، وأفسدوا كل ود للقضية، وأعان الله الشيحي وأعان الله المرأة المظلومة كذلك.