احمد عياش

ما قاله بالأمس رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لقناة quot;العربيةquot; ان كلام الامين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله على ان quot;المعارضة السورية قدّمت اوراق اعتماد للغرب لا يليق به كزعيم مقاومة ولا كرجل دين لا يليق بالحزبquot; يمثّل عتباً يبنى عليه. وتشاء المصادفات ان يكون كاتب هذه السطور في عداد quot;جلسة شيعيةquot; في المكان الاقرب الى الضاحية الجنوبية لبيروت الموقع الرئيسي للحزب. في تلك الجلسة التي انعقدت قبل ايام وضمت شخصيات سياسية وفكرية تعبّر عن تنوع الاتجاهات داخل الطائفة اتفق رأي الحضور على أهمية ان يبادر نصرالله الى فتح قناة حوار مع المعارضة السورية وممثلها الابرز غليون. اما اسباب هذه الدعوة فهي متعددة وتتدرج من مستويات عليا الى دنيا، وأبرزها ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ينتمي اليها نصرالله عقائدياً سبقت إلى ابداء الرغبة في هذا الحوار، ومثلها فعلت ونفّذت روسيا التي تعتبر الحليف الأبرز دولياً للنظام السوري. ثم ان الشيعة في لبنان عموماً يطرحون تساؤلاً وجودياً عن مصيرهم بعد سقوط نظام الأسد، وهل سيكونون هدفاً للانتقام بسبب الصورة التي جرى تكوينها عنهم بأنهم والنظام السوري توأمان سياميان؟ وفي هذه النقطة كان ثمة بين الحضور في quot;الجلسة الشيعيةquot; من يؤكدون ان نصرالله راسخ الايمان بأن الاسد سينجو من المرحلة العصيبة التي يمر فيها نظامه. لكن اصحاب هذا الرأي لا يرون مانعاً من اكتشاف آفاق الحوار مع المعارضة السورية التي أصبحت واقعاً سورياً وعربياً ودولياً. وهنا يقترح احد الحضور وهو صاحب خبرة في الحزب ان يكلّف نصرالله ndash; على سبيل المثال ndash; معاونه السياسي الحاج حسين الخليل الذي اضطلع في مراحل عدة بمهمات صعبة ويمتلك مهارة التواصل والحوار من دون الجزم بما سيفضي اليه هذا الحوار اذا ما حصل. كما تتعزز فكرة الحوار مع التطور الدراماتيكي الذي بلغته علاقة النظام السوري بحركة quot;حماسquot; التي كانت احد اضلاع الثالوث الذهبي للتحالف مع ايران في الشرق الاوسط. والضلعان الباقيان هما دمشق وquot;حزب اللهquot;.
العبر من هذه المرويات هي ان quot;حزب اللهquot; يجب ان يكون منسجماً مع هذه الحقائق التي تفرضها التحولات الجارية في الملف السوري ويبادر الى خطوة الحوار مع المعارضة السورية، مما سيحدث انعكاسات مهمة على صعيد الرأي العام السوري بكل تنوعاته. ولا شيء يمنع ان يساعد نصرالله بما لديه من دالة على النظام السوري في فتح قناة حوار بين النظام والمعارضة هناك.
ماذا لو لم تتحقق هذه الامنية؟ الجواب عن هذا السؤال كان حاسماً من شخصية بارزة في الجلسة، وهو انه سيبادر فوراً اذا ما سقط نظام الأسد الى ترحيل عائلته عن لبنان، لأنه لن يخاطر بمصيرها اذا ما سدّت أبواب العقل وانفتحت أبواب الجنون.