مكرم محمد أحمد

يبدو أنه لم يعد هناك خيار آخر أمام الجامعة العربية إزاء ما يجري في سوريا سوي أن تسحب الجامعة بعثة المراقبين لفشلها في حماية المدنيين السوريين ووقف أعمال القتل المتزايدة منذ وصول البعثة إلي دمشقrlm;!,


وإلزام كل الأطراف, الحكومة والثوار والمنشقين من الجيش السوري, الوقف الكامل لإطلاق النار.., وربما يكون الخيار الآخر الأقل احتمالا أن تمد الجامعة بعثتها لأمد زمني قصير كإنذار أخير لكل الأطراف, خاصة أن سحب المراقبين سوف يزيد الوضع سوءا في ظل عمليات تهريب السلاح إلي كل الأطراف, من إيران إلي الحكومة السورية ومن جهات عديدة إلي المنشقين عن الجيش السوري أملا في أن يتولي الجيش السوري الحر الموجودة قيادته داخل تركيا حماية المدنيين! وأظن أن إرسال قوات حفظ سلام عربية إلي سوريا تنفيذا لاقتراح قطر, تقف علي خطوط التماس بين الشعب الثائر وقوات الأمن والجيش السوري أمر لن يحظي بوفاق عربي, فضلا عن انه يحمل مخاطر جمة من أن تتورط هذه القوات في عمليات قتال دفاعا عن نفسها, في غيبة تعاون جاد من حكومة دمشق التي ترفض هذه القوات.
وما يجعل سحب الجامعة العربية لبعثتها الامر الأكثر احتمالا, إصرار الرئيس بشار في خطابه الأخير علي الحل الأمني وإنكاره الكامل لوجود انتقاضة للشعب السوري تطغي علي كل صور الحياة في درعا وحمص وحماة وادلب واللاذقية والزبداني وريف دمشق, وعدم ترحيبه الواضح بدور الجامعة, فضلا عن أن بقاء البعثة مع استمرار القتل يعني أن تتحول مهمتها إلي مجرد ساتر من دخان يعطي النظام السوري فرصة زمنية أطول للقضاء علي انتفاضة الشعب السوري, علي أمل إنجاز المهمة في غضون الشهرين القادمين!, كما أعلن ناطق رسمي باسم الحرس الثوري الايراني, أكد أن طهران تلقت رسائل مطمئنة من دمشق تؤكد سيطرتها المتزايدة علي الموقف وتوقعها أن تنتهي الانتفاضة قبل مارس القادم, لتبدأ عملية تجميل لصورة النظام من خلال تشكيل حكومة موسعة وبدء كتابة دستور جديد للبلاد, وهو أمر يدخل في نطاق الأمنيات بأكثر من أن يكون محتملا, لأن تصميم حكومة دمشق علي وأد الانتفاضة يقابله تصميم أشد من غالبية الشعب السوري علي استمرارها رغم المخاطر الحقيقية من أن تجد سوريا نفسها علي أبواب صدام اهلي واسع.