إيمان إبراهيم


على الرغم من كشف غنائها للكيان العبري وإعلان دعمها لدولة إسرائيل، فقد رأى بعض معارضي الحملة التي انطلقت في لبنان ضد المغنية البلجيكية-الإيطالية لارا فابيان، أن الحملة تشويه لسمعة لبنان وضرب لسياحته، مؤكدين ان تهديد المغنية لا يمت إلى الحضارة بصلة.

كانت فابيان التي تم التعاقد معها للغناء في كازينو لبنان في عيد العشاق في 14 و15 فبراير المقبل، قد أعلنت عبر صفحتها على موقع laquo;فيسبوكraquo; عن إلغائها الحفلين المقررين، لأنها لا تستطيع أن تغني في أجواء من الكراهية والتهديد، وهو ما نفته حملة مقاطعة داعمي اسرائيل، التي أكدت ان فابيان تلعب على الوتر العاطفي، وأن أحداً لم يهدد الفنانة أو حتى منظمي الحفل.
ليس تهديدا
وقد أكدت الحملة في بيان لها ان ادعاءات الفنانة لا اساس لها من الصحة، وجاء في البيان ما يلي laquo;لم تقم الحملة بتهديد أحد، لا فابيان ولا الكازينو ولا بائعي البطاقات ولا الشارين. بل هي لم تستعْد. أيّ جهاز رسميّ أو أمنيّ ضدّ المغنّية، لأنّ التهديد ـ ببساطة ـ ليس من أخلاقيّات الحملة ولا من أدبيّاتها منذ انطلاقتها في ربيع العام 2002 عقب المجازر الإسرائيليّة في جنين. كان أسلوبُنا، ويبقى، هو إقناعَ المستهلك، والضغطَ الأخلاقيّ على الفنّان والراعي والمستضيف، فقط لا غير.
أما في حالة فابيان تحديدًا، فإنّ قرارها عدمَ المجيء إلى لبنان ناجمٌ عن رسالتنا العلنيّة التي أرسلناها إليها، وناجمٌ كذلك عن التغطية الإعلاميّة الناجحة على مواقع التواصل الاجتماعيّ بشكل خاصّ، بما في ذلك عشراتُ الرسائل من ناشطي المقاطعة في العالم (حملة بي دي أس) على صفحات فابيان الفيسبوكيّة بشكل خاصّ.
لقد كانت فابيان أعجزَ من الردّ بالحجج المقْنعة على رسالتنا التي تفضح، بالوثائق والصور والفيديوهات الدامغة، أنها صهيونيّةُ الهوى والموقف، فانسحبتْ من ساحة الجدال الثقافيّ، مخلّفةً وراءها رسالة بكائيّة هزيلة تستدرّ التعاطف الأجوف، وتمارس الابتزازَ العاطفيّ في حقّ محبّيهاraquo;.
داعمو العدو
وكانت الحملة قد انطلقت فور الاعلان عن الحفلين المقررين، اذ تساءل منظمو الحملة laquo;هل بات لبنانُ مسرحاً لمن هبّ ودبّ من داعمي العدوّ الإسرائيليّ؟raquo;.
وذكرت الحملة باستضافة لبنان لكل من بلاسيبو، ودي جاي تييستو، وآرمين فان بيورين، وغيرهم ممن أحيوْا حفلاتٍ في لبنان بعد إحيائهم حفلاتٍ في اسرائيل، laquo;متجاهلين جرائمَ هذه الدولة وعنصريتَها واحتلالَها وانتهاكَها لسيادتناraquo;، واكدت الحملة أنّ فابيان غنّت في فرنسا، وباللغة العبريّة، في احتفال الذكرى الستين لتأسيس laquo;إسرائيلraquo; (25 أيّار 2008)، أغنيةً من الموروث الاستيطانيّ الصهيونيّ للشاعرة الصهيونيّة نعومي شيمر، معلنة في نهاية العرض الكلمات. الآتية: laquo;إسرائيل، أنا أحبّك.!raquo;.
كما سبق أن غنّت في تل أبيب (في نهاية آذار 2010)، وشاركتْ في احتفال laquo;سركل بن غوريونraquo; الصهيونيّ في بروكسل.
أصوات معارضة
وكانت الاصوات المعارضة قد ناشدت الدولة اللبنانيّة سحبَ الدعوة من laquo;هذه المغنّية الداعمة للصهيونيّةraquo; وناشدوا الرعاة سحبَ تمويلهم لزيارتها، كما نبهوا وزارتي السياحة والثقافة إلى ما اسموه الاختراق التطبيعيّ الخطير للبنان.
يذكر ان حملة مماثلة انطلقت ضد الفنانة العالمية اللبنانية الاصل شاكيرا، بعد زيارتها الكيان العبري خلال الصيف الماضي ولقائها برئيس الوزراء الاسرائيلي، وهو ما شكل صدمة لدى المتابعين من جمهورها اللبناني، الذي رأى في خطوتها تجاهلا للعداء القائم بين بلدها الام وبين الدولة المعادية.