دمشق - أحمد شلهوم:

بصوته القوي ومساحة صوته العالية لمع المطرب السوري الشاب حسام مدنية في سماء الأغنية العربية، خاصة بعد مشاركته في برنامج المواهب الغنائية ldquo;سوبر ستارrdquo;، ورغم الصعوبات والمشكلات والمعوقات التي واجهته بعد الشهرة إلا أنه أكمل شق طريقه بخطى مدروسة رغم بطئها الذي يعود للظروف التي سبق وصفها، وصحيح أن إنتاجه تراجع بعد طرح ألبومين ليبدأ تقديم أغاني السينغل، إلا أنه يحمل في جعبته أغنيتين جديدتين انتهى من تسجيلهما مؤخراً إضافة إلى ألبوم غنائي ldquo;دينيrdquo; سيكون جاهزاً قريباً .

ويشير الفنان حسام إلى عدد من الأدوار في الدراما السورية التي عرضت عليها ورفضها لأنها لا تناسبه، ويكشف في الوقت ذاته عن استعداده لدخول الدراما من خلال دور يكتب له خصيصاً .

محاور متعددة وتفاصيل أوفى في هذا الحوار الذي أجرته ldquo;الخليجrdquo; مع المطرب حسام مدنية:

ما هي آخر أعمالك؟

- آخر أعمالي كانت أغنية ldquo;ديوrdquo; وطنية بعنوان ldquo;دام المجدrdquo; مع المطربة نانسي زعبلاوي تم تسجيلها في استوديوهات الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومن إنتاج الهيئة، وحاليا تذاع الأغنية عبر الإذاعات السورية .

ما الجديد الذي تحضره الآن؟

- هناك أغنيتان جاهزتان وأنتظر الوقت المناسب لطرحهما في السوق وهناك ألبوم ديني أكمل العمل عليه حالياً وقد اخترت اللون الغنائي الديني والوجداني الذي يخلق حالة من راحة البال للمستمع، مرفقاً بموسيقا وأجواء روحانية هادئة وسيصبح جاهزاً بعد فترة قصيرة .

هل تعطينا فكرة عن الأغاني الوطنية التي قدمتها سابقاً؟

- قدمت أغنية ldquo;مين اللي قالrdquo; من ألحان فضل سليمان وكلمات فادي مرجة وتوزيع أنس الشيخ وسجلت في استديو مؤيد الأطرش وسبق ذلك إعادة توزيع أغنية ldquo;سوريا يا حبيبتيrdquo; مع شهد برمدا وناصيف زيتون وقدمت أغنية مع رويدا عطية وهالة قصير في العام 2006 بمناسبة تجديد البيعة وصورت بطريقة فيديو كليب .

من الملاحظ أن إنتاجك يقل عاماً بعد عام، إلام يعود السبب؟

- في عام 2009 قدمت آخر ألبوم مكون من 11 أغنية من إنتاجي، إلا أن التسويق كان ضعيفاً رغم أن أكبر شركة إنتاج في الوطن العربي وهي ldquo;روتاناrdquo; تولت التسويق، ومع ذلك كان أضعف تسويق لأسباب كثيرة يطول الحديث عنها، وبعد ذلك أدركت أن أغنية ldquo;سينغلrdquo; واحدة يسلط عليها الضوء أكثر وتتسوق بشكل أفضل ولذلك كل فترة أنتج أغنية واحدة، وفي رمضان الماضي قدمت 3 أغاني إحداها بعنوان ldquo;عالمrdquo; صورت بطريقة الفيديو كليب وقدمتها لقناة ldquo;نور الشامrdquo; السورية .

قبل روتانا شاركت في ldquo;سوبر ستارrdquo; ألم يكن تلفزيون ldquo;المستقبلrdquo; مسؤولاً عن إنتاج وتوزيع أغاني لنجومه؟

- كان هناك عقد احتكار مدته خمس سنوات يمنعنا من التعامل مع أية شركة أخرى، لكني لم أتوقف عند ذلك بعد خروجي من البرنامج وأصدرت ألبوم ldquo;لعيونك مشتاقrdquo; المؤلف من 8 أغاني من ألحاني وملحنين من مصر ودول الخليج ولبنان وصورت أغنية ldquo;غايب يومينrdquo; على طريقة الفيديو كليب، ثم أصدرت ألبوماً آخر من 4 أغان من ألحاني وملحنين من مصر والخليج .

ما السبب وراء تعدد اللهجات في ألبوماتك وأغانيك؟

- إلى الآن لم أستطع أخذ اللون الخاص لأن الفنان عندما يكون لديه القدرة على الغناء بأكثر من لون فلماذا يؤطر نفسه بلون معين؟ فالحالة الانفعالية للفنان تجعله يغني الحزين والمفرح والحياة حلوة بألوانها، والتآلف والهارموني الذي يحدث في أذواق الناس يجعل الفنان أكثر قدرة على العطاء والتعايش أكثر مع انفعالات الناس .

بالرغم من ذلك تميزت أغانيك الرومانسية أكثر من غيرها، إلام ترجع الأمر؟

- الألحان البطيئة عادة ما تظهر فيها مساحة الصوت أكثر ولكن ذلك لا يعني أن مساحة الصوت لا تظهر في الأغاني السريعة، وقد قدمت أغاني سريعة فيها مساحة صوت مثل ldquo;ندراً عليّاrdquo; وrdquo;جدو جدوrdquo; وهذه الأخيرة من ضمن ألبوم من إنتاج المستقبل لمجموعة المشاركين في برنامج سوبر ستار .

ماذا عن الأغاني الشعبية التي أصبحت منتشرة في سورية بشكل كبير؟

- لا أستطيع القول إن أغاني ldquo;الدبكةrdquo; تحديداً هي أغنية شعبية لأن الأغنية الشعبية قطعت مرحلة مهمة في سوريا وهناك أسماء تعمل بشكل جميل وجودة عالية، لكن أغلبية الأغاني تطرح في السوق من دون رقابة ومن دون احترام لذوق المستمع ويقدمون أغاني ذات جودة منخفضة وأسعار رخيصة وكلمات لا تحمل معاني وألحاناً تقليدية، وبذلك أساؤوا إلى الأغنية الشعبية وأغنية الدبكة التي أول من غناها ldquo;فهد بلانrdquo; وrdquo;فؤاد غازيrdquo; وrdquo;وديع الصافيrdquo; وrdquo;نصري شمس الدينrdquo; وكانت الجمل الموسيقية والغنائية مدروسة ومترابطة، أما الآن فالجمل بسيطة وتقدم بطريقة سريعة في التأليف والتلحين، صحيح أن البساطة مطلوبة لكن تلك الآتية من موهبة وحس لا بسرقة جمل وإرفاقها بموسيقا جاهزة .

وأتمنى في الأيام القادمة رقابة أكبر في السوق لأننا نتحمل جميعاً المسؤولية في تخريب إذن المستمع لأن ثقافة المستمع هي الثقافة الأكبر التي تعبر عن المجتمع كما يحصل في تونس التي تراقب أي شيء يبث على محطاتها ويطرح في السوق، كما أتمنى من إعلامنا السوري تحمل مسؤوليته أيضاً في ذلك لأن الأغاني تبث وتسوق من دون رقابة عبر العلاقات الشخصية ودفع الأموال .

سمعنا أن هناك مشروع تعاون مع الفنان إلياس الرحباني، هل هو قريب؟

- استمعت إلى ألحان عدة منه ولكن كل شخص لديه رؤية معينة مختلفة عن الآخر ولكن لم تنسجم رؤيتي مع الأفكار التي يتصورها عني وهذا لا يعني عدم التعامل، وفي الأيام المقبلة يمكن أن يكون هناك تعاون في شيء تتطابق رؤيتنا عليها، فالخصوصية في اللون الغنائي صعبة وسهلة في آن واحد وبقدر ما هي سهلة هي صعبة أيضاً، فاللون الغنائي الذي اختاره الرحابنة لفيروز كان صعباً في البداية وأصبح سهلاً عندما وصل إلى قلوب الناس التي أحبت ذلك اللون، فإذا اقتنعت بلون معين يتوافق مع مساحة صوتي فليس هناك مشكلة .

وماذا عن مشروعك ldquo;مدنياتrdquo;؟

- في ألبومي الأخير كان هناك أربع أغان من ألحاني، لأن الناس أحبت المساحات العالية في صوتي التي لحنت الأغاني لإظهارها، وأنا أعمل من خلال هذا المشروع على وضع بصمتي في ألبومي من خلال وضعي لألحان بعض الأغاني، خاصة أنني ما زلت أتدرب وأتمرن وأخضع لدروس للعناية بمساحة صوتي لكي تكون الطبقات الدنيا من الصوت بذات تميز الطبقات العالية، وفي الأيام القادمة سيسمعون لأغاني تظهر فيها المساحات الدنيا من صوتي، إضافة إلى أغاني أخرى تعتمد على الطبقات العالية .

كما أن استخدام مساحة الصوت على لحن صغير غير جميل أبداً وهنا يتميز الملحن المبدع الذي يبرز مساحة الصوت مع لحن جميل يتطلب مساحة صوت كبيرة .

ماذا تحدثنا عن أغنية ديتو التي أديتها مع فنان إيراني؟

- كانت الأغنية بعنوان ldquo;عمري وروحيrdquo; وصورت بطريقة الفيديو كليب في دبي ولاقت صدى ونجاحاً كبيراً في الوطن العربي ولدى الجاليات العربية والإيرانية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة .

هل عرض عليك أي دور في المسلسلات السورية؟

- حصل ذلك أكثر من مرة ولكن أريد الدور الذي يحبب الناس بحسام مدنية أكثر ويقرب شخصيته من الجمهور، وأنا بالدرجة الأولى مطرب وأي شيء آخر فهو بالدرجة الثانية أو الثالثة، وأستعد لدخول الدراما فمنذ فترة قصيرة عرض علي دور يكتب خصيصاً لشخصيتي وإن شاء الله سيعرض العام القادم .

وماذا عن أغاني شارات المسلسلات التي قدمتها؟

- أديت أغنية شارة مسلسل ldquo;كسر الخواطرrdquo; وشارة مسلسل ldquo;أهل الرايةrdquo; مع حسام تحسين بيك وكانت تناسب المسلسل وتعبر عن السيناريو أكثر ولكن لأسباب وخلافات استبعدت الأغنية واستبدلت بأغنية أخرى مختلفة بصوت الزميل ملحم زين، مع العلم أن الأغنية التي سجلتها مع الفنان حسام تحسين بك كان فيها دراما أكثر وتعبر عن سيناريو المسلسل بشكل أكبر، وكانت كلماتها تنبع من الحارة الشامية .