الشرق القطرية

لم يكن قرار جامعة الدول العربية امس بشأن الوقف الفوري لعمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، مستغربا في ظل التصعيد العسكري المثير للقلق الذي قام به النظام الحاكم بقيادة الرئيس بشار الاسد والارتفاع الكبير في اعداد الضحايا بعد ان اقتحمت آلة القمع والقتل المدن والبلدات السورية في محاولة لإسكات حركة الاحتجاجات المتنامية.
ففي خلال يومين سقط اكثر من مائة قتيل وتصاعدت نداءات الاستغاثة في انحاء سوريا بسبب الحملة الامنية الشرسة التي تتعارض بشكل سافر مع المبادرة العربية الاولى التي قبلت بها دمشق والتي تنص على وقف العنف وسحب الجيش والدبابات والاسلحة الثقيلة من المدن.
ان مهمة المراقبين، كما هو معلوم، هي التحقق من التزام النظام السوري الكامل ببنود المبادرة العربية، غير ان ما يحدث حاليا من مجازر يجعل من وجود المراقبين على الارض أمرا لا معنى له اذ ان العالم كله يشهد، دون حاجة الى مراقبين، ان عمليات القتل لا تتوقف وان السلاح يوجه الى صدور المتظاهرين، وان النظام لا يتراجع عن التصعيد في quot;الخيار الامنيquot; الى اقصى حد ممكن.
لا شك ان المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن بات مطالبا أكثر من اي وقت مضى باتخاذ ما يلزم من اجراءات تكفل حماية الشعب السوري من الجرائم التي ترتكب في حقه.
غدا يتوجه معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس مجلس الجامعة العربية ومعه الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة باسم العرب الى الامم المتحدة ليضعا العالم أمام مسؤولياته بشأن الوضع المقلق في سوريا.
ان التطورات الخطيرة الجارية حاليا، تستوجب اجراءات حاسمة وحازمة بما يكفي لتأمين الحماية اللازمة للشعب السوري، ولا يكفي ان تكون هذه الاجراءات حاسمة فقط، بل وعاجلة ايضا، ذلك ان كل ساعة تمضي تعني مزيدا من الضحايا الابرياء الذين سيحمل المجتمع الدولي وزرهم.