احمد عياش

شغل الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله ولا يزال الكثيرين منذ أن ألقى كلمته الخميس الماضي في اليوم الذي خصصه الحزب لإحياء ذكرى ثلاثة من قادته هم الشيخ راغب حرب والأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي والقائد العسكري عماد مغنية. وإذا كان نصرالله وضع سقوط هؤلاء القادة في إطار الصراع ضد إسرائيل فإنه لم يميّز بين اغتيال إسرائيل لحرب والموسوي على أرض الجنوب وبين الانفجار الذي أودى في دمشق بمغنية الذي لم تعلن إسرائيل حتى الآن مسؤوليتها عن اغتياله. ربما يكون هذا التفصيل من غير قيمة في أدبيات نصرالله، لكنه كذلك عند الآخرين الذين تابعوا الأمين العام للحزب فانقسموا بين منتقد له بشدة كأهل 14 آذار ومرحب بشدة كأهل 8 آذار، ومرتاح باعتدال كالسفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر الذي طمأنه تأكيد نصرالله على استقرار لبنان، وهذا أمر يشارك فيه كل اللبنانيين من دون إغفال أهمية أن ينأى زعيم quot;حزب اللهquot; بنفسه عن الهجمات التي تعرضت لها إسرائيل أخيراً في جورجيا ونيودلهي. لا حاجة الى اثبات ان اللبنانيين في حالة الخلاف على سوريا مثلما هو العالم في حالة الصراع عليها. فقادة 14 آذار في مهرجان 14 شباط جاهروا بمناصرة الثورة السورية. مثلما هم قادة 8 آذار وعلى رأسهم نصرالله في مناصرة النظام السوري. كان الامر ليبدو منطقياً أن يرد نصرالله على خطباء 14 آذار بإعلان مزيد من الدعم للأسد. ولكن أن يقابل دعوة هؤلاء الى الحوار حول سلاح الحزب بفتح ملفات من زمن الحرب اللبنانية والقاء التهم عليهم ووصفهم بنعوت تستخدم حالياً بوفرة في وسائل اعلام النظام السوري فأمر يدعو الى الاستغراب. وظهر نصرالله في غضبته على قادة 14 آذار ليس مدافعاً عن النظام السوري فحسب بل وكيلاً عنه في مهاجمة خصومه. ليس قليلاً أن يدافع الرئيس أمين الجميّل عن التغيير في العالم العربي ويناصر الدكتور سمير جعجع ثوار سوريا ويتلو الدكتور فارس سعيد رسالة quot;المجلس الوطني السوريquot;. فهذا الصوت المسيحي اللبناني الوازن يقدم شهادة في quot;الربيع العربيquot; ستترك بصماتها في المستقبل. أما دعوة الرئيس سعد الحريري وضماناته لنبذ الفتنة فستثبت الايام انها خطوة تاريخية ترتقي الى مصاف خطوات الآباء المؤسسين لميثاق لبنان عام 1943. نصرالله قال بالأمس انه لا يقبل ضمانات غير تلك التي يوفرها سلاحه. وهكذا فإن المواصفات التي يريدها في محاوريه لا تنطبق على قادة 14 آذار. لا بل انها تلائم زعيم quot;القاعدةquot; أيمن الظواهري الذي قال الاميركيون انه وجد فرصة في سوريا. فالاثنان نصرالله والظواهري يتصارعان على حور الجنة.