تركي العازمي

حدثني زميل قام بزيارة للاجئين السوريين على الحدود السورية - الإيرانية وكانت الصور تتحدث، عوائل تسكن في laquo;حاوياتraquo; والنساء يمتنعن عن تناول الغذاء لصعوبة laquo;قضاء الحاجةraquo; وإن أرادوا فتحبس أنفاسهم حتى المساء كي لا يراهم أحد!
وضع مزر للغاية، ونحن هنا نناقش قضية إنسانية صرفة لم ينفع معها دستور جديد حتى وإن كانت نسخة منه حاضرة تحت قبة البرلمان، إن ما يحصل هناك لإخواننا يعتبر سفك للدماء بدأ حتى قبل تسليح المعارضة السورية.
وهنا في الكويت يصرح النائب القلاف بأنه يرى إن الأيادي نفسها التي تسببت في الغزو العراقي الغاشم هي نفسها من يقود الكويت إلى عش الدبابير، وإن تسليح المعارضة السورية تتسبب في إراقة الدماء، ويظهر لنا في الجانب الآخر النائب محمد هايف عبر حسابه في laquo;تويترraquo; الذي يقول فيه إنه اجتمع مع عدد من النواب مع أعضاء المجلس الوطني السوري وقد نوقشت عدة قضايا أهمها ضرورة تنسيقهم مع قيادة الجيش الحر!
فهل يتوقف سفك الدماء في سورية؟ ومتى؟
في السياسة كل شيء محتمل ولو تم تحييد روسيا مع الضغط الأميركي والأوروبي فستكون نهاية نظام الأسد قريبة، ونحن هنا في الكويت يجب أن نحزن لما يحصل لاخواننا laquo;البشرraquo; في سورية من سفك دماء وإبادة... فهم بشر وإخوان لنا والفزعة واجبة ولا ينبغي أن تكون المصالح عائقا أمام توجه السواد الأعظم من البشر في مشارق الغرب ومغاربها!
إننا نتحدث عن مأساة إنسانية وإبادة ولاجئين، ومن لا يفزع في وقت حرج كهذا فلا يتمتع بالشعور الإنساني، أطفال تيتموا، نساء فقدن أزواجهن وآباءهن، وأولادهن وهن في خيام على الحدود أو في بيوت انقطعت عنها المياه والكهرباء.. إننا محاسبون من قبل المولى عز شأنه، فإما أن نقف معهم وقفة رجل واحد وإلا فلا فائدة من الغمز واللمز الذي اشتهر به البعض!
قليل من الرحمة وlaquo;شويةraquo; حياء ولو من الجانب الإنساني.. هذا كل ما نريده، فلك أن تتخيل الوضع لو إنك كنت محلهم وفقدت أحد أفراد عائلتك؟ أو تم الإعتداء على فلذات كبدك.. وقاتل الله المصالح وعمى البصر والبصيرة والله المستعان!