نبيل حاوي


أخبار غير سارة اوردتها منظمة الصحة العالمية: حالات الخرف يتوقع ان تتضاعف مرتين بحلول العام 2013، وثلاث مرات بحلول العام 2050 لتصيب 115,4 مليون شخص حول العالم.
سياسيا، يبدو ان الخرف ولاسيما مرض الزهايمر صار يفتك بكثير من الجهات الدولية والدبلوماسية التي تسعى لمعالجة الاوضاع في بعض دول الربيع العربي.
روسيا المعروفة بالتقدم في المجال الطبي، تتفرج على وزير خارجيتها، وهو يمتدح النظام السوري، لانه اوقف القصف بالدبابات والمدافع وابدلها بنيران الرشاشات والقتل باسلحة خفيفة وباعصاب باردة! أما نظيره وليد المعلم، فقد طالب بمراقبين من الروس لوقف اطلاق النار، لا لشيء الا لانهم سوف يرون بعين واحدة!
بل اكثر من ذلك، وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي يشترط ان يكون اي اصلاح سوري برئاسة الرئيس بشار الاسد بالذات، ولسبب بسيط: انه باق الى الابد ..فقط لا غير، وعلى الاصلاح السلام ..ولن تبقى في سوريا مدن لكي يكون هناك انسحابات منها!
صالحي كان يتكلم بحضور كوفي عنان، ذي الباع الطويل، والذي كانت هناك تقييمات متباينة لخطوة زيارته لطهران. لقد ابلغه صالحي خشيته من حدوث laquo;فراغ أمني في سوريا يؤدي الى تبعات مدمرة للمنطقةraquo;.
صحيح ان دولا مثل ايران وروسيا (والعراق طبعا) لديها محاذير واعتبارات تتعلق بامنها ومصالحها..ولكن، لا ندري كيف ان بعضهم يعتبر ان البديل الوحيد عن الانظمة الدكتاتورية هو الفراغ - وكأنما ليس هناك شعوب كي تختار البديل - أو هو laquo;الزلزال الاقليميraquo; الذي يحذر منه الاسد بالذات!
بالامس القريب كان معمر القذافي يهدد دول القارات الخمس بانه في حال دعم معارضيه بصفته laquo;ملك ملوك افريقياraquo;، فإن القارة السمراء ستصبح ارضا للخراب، وأوروبا ستعاني من البؤس والدمار واميركا، سينزل عليها الغضب المزلزل!
القذافي انتهى الى غير رجعة، ولم يحدث دمار عالمي .. باستثناء بعض التداعيات المناطقية والقبلية في بعض المناطق الليبية.
والآن لا ندري ما اذا كان الزلزال والتسونامي اللذان ضربا دولا آسيوية امس ناجمين عن تنبؤات القذافي، او التصورات الروسية لتداعيات laquo;التآمر على الاسدraquo;.
وفي كل حال، قد يطول النزاع في سوريا بعض الشيء، وقد يتأرجح الوضع في اليمن بفعل laquo;ضرباتraquo; اقارب علي عبد الله صالح لاجراءات الحكومة الانتقالية..وقد تمر عدة اشهر كي ترتسم صورة جلية لمصر ما بعد حسني مبارك..لكن التجارب الحاصلة في انحاء عدة من العالم تثبت ان المراهنين على بقاء الطغاة الى الابد هم من المصابين بهذه الدرجة او تلك من الزهايمر.