أحمد الجارالله

عاد البعض الى معزوفة حل مجلس الأمة هربا من انكشاف زيف الادعاءات التي بنت عليها جماعة التأزيم ستراتيجية المرحلة الماضية, ولكي لا تقع الكويت في المحظور مرة أخرى من الافضل إبعاد هذه الكأس عن شفاهها ليبقى المجلس بأغلبيته الحالية التي لوثت الجو السياسي بأجندة شريرة قائمة على الافتراءات والتهم الكاذبة, وعملت من خلالها على حل مجلس الأمة السابق وإبعاد رئيسه وسمو رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد من أجل الاستفراد بالسلطة التشريعية التي حولتها الى مخفر ومحاكم تفتيش.
لتٌترك هذه الغالبية تعيث فسادا في مقدرات البلد, وتستمر في تعطيل التنمية, وتبعد هذا وتقرب ذاك, وتحقق مع كل الناس في تهم باطلة ليست موجودة الا في أذهان مطلقيها.
نعم, لتترك هذه الغالبية تقع في شر أعمالها وتمارس أعتى أنواع الفجور السياسي, مصورة البلد خاليا من الشرفاء والامناء والوطنيين, ومحتكرة كل القيم النبيلة لنفسها, وهي أبعد ما تكون عنها, ففي نظر هؤلاء الحكومة تعبانة, والقضاء تعبان, والصحافة فاسدة, وحتى الهواء فاسد باستثناء ما يتنفسونه هم في أماكن اجتماعاتهم خارج قاعة عبدالله السالم, أفلا يعتبر كل هذا الغي دليلا على مدى إفلاس هذه الغالبية التي لا تتوانى عن ممارسة كل أنواع الارهاب الفكري والمعنوي لتحقيق أهدافها الخاصة?
المطالبة بحل مجلس الأمة, أكان دستوريا او غير دستوري, تمنح تلك الشرذمة صك براءة من كل أفعالها السيئة, لذلك من الواجب ان تبقى كما هي عليه حتى نرى, غدا, في ساحة الارادة جموع المواطنين تحاسبها عما اقترفت وترميها في مزبلة التاريخ, فحبل التذمر الشعبي بدأ يضيق على خناقها بعد ان اكتشف الناس ان كل الوعود بمنّ الديمقراطية وسلوى الممارسة النيابية الصحيحة ذهبت أدراج الرياح فيما كان هدف هذه الجماعة التمتع بمنّ الانتقام وسلوى الكيدية, ولذلك مثلما جمعت حولها الناس بتلك الاكاذيب والتقولات لا بد من ان يصفعها الناس ويعاقبونها العقاب نفسه الذي أرادت معاقبة المجتمع به عندما كانت أقلية.
دعوهم يستجوبون ويحققون مع خلق الله, ويناكفون ويصرخون فالعبرة في النتيجة, ولا شك سيكونون عبرة لكل من يعتبر, وكل من يحاول العبث بمصير البلد والديمقراطية لتحقيق أجندته الخاصة, فمن يزرع الريح يحصد العاصفة, ويقرأ صفحته بوجوه الناس الذين سيقتنعون ان هؤلاء لم يأخذوهم الى جنان الخلد كما وعدوهم, بل الى جهنم الوعود الكاذبة, لذلك كله ليبقى مجلس الأمة على ما هو عليه ولا تمنح هذه الجماعة النيابية الشيطانية منفذا للهروب من ارتكاباتها المشينة.