لا تغيير في الموقف الأميركي وتأكيد حق لبنان في منع تهريب السلاح

روزانا بومنصف

على هامش زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى بيروت الاسبوع الماضي لمدة ثلاثة ايام، والتي كان هدفها كما يقول مصدر ديبلوماسي اميركي التعبير عن اهتمام الادارة الاميركية بهواجس المسيحيين في المنطقة ومخاوفهم عبر ايصال رسائل الى المسيحيين في لبنان روحيين ومدنيين، بدا من الواضح ان واشنطن لا تجاري قوى 14 آذار في حماسها ازاء كل المواضيع الداخلية لا سيما منها تلك المتعلقة بتغيير الحكومة والمجيء بحكومة حيادية للاشراف على الانتخابات النيابية. وهذا لا يبدو انه يعني معارضة واشنطن لذلك في الوقت نفسه. إلا انه وكما يوضح المصدر الديبلوماسي الاميركي نفسه لـquot;النهارquot; فان quot;الموقف الاميركي من الحكومة لم يتبدل عما كان عليه بعد تأليف الحكومةquot;، اذ quot;ان ثمة مسافة اقامتها واشنطن مع هذه الحكومة لدى تأليفها قبل سنة تقريبا وكانت هناك ثلاثة امور حاسمة لجهة التعامل معها اولها طبيعة تأليفها وثانيها البيان الوزاري الذي حدد عملها، ومن ثم اعمالها. وهذه العناصر الثلاثة كانت بمثابة المفاتيح للحكم عليها وليس لدى واشنطن صراع مع الحكومة انما الحكم هو على اعمالها quot;. ولا يخفي هذا المصدر عدم الرغبة في الدخول في تفاصيل الاداء اليومي للحكومة ، الا ان الحكومة احسنت التصرف في رأيه في موضوع تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كما في موضوع النازحين السوريين. ويقول المصدر المعني ان quot;لا تغيير طرأ على الموقف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وليس لدى واشنطن رأي في ما اذا كان يجب ان تقود هذه الحكومة لبنان الى الانتخابات المقبلة ام لا وهي لا تعطي وصفا لما يجب ان تكون عليه الحكومةquot;. واذ يبدي المصدر الديبلوماسي الاميركي حذره ازاء الدخول في الجدل الداخلي حول الحكومة الا انه يبدو ان هذه الاخيرة ستكون في امان في حال quot;بقيت تواصل تحمّل مسؤولياتها حول المسائل الاساسيةquot;.
وعن موقف واشنطن من توقيف الجيش اللبناني سفينة اسلحة الاسبوع الماضي تردد انها موجهة الى المعارضة السورية عبر لبنان، يقول المصدر الديبلوماسي الاميركي إن الولايات المتحدة quot;تحترم حق كل دولة في ان تحمي حدودها وهي لم تقل العكس ابدا للبنان، علما ان واشنطن طالبت مرارا سوريا ولبنان بترسيم الحدود بين البلدين منعا للتهريب واحتراما لسيادة الدولتين، ومن حق لبنان ان يحمي حدوده عبر منع تهريب السلاح او عبر مراقبة تدفق النازحين فهذا هو دور الجيش وهو يقوم بعمله لكن على ان يسير موضوع النازحين جنبا الى جنب مع قيام لبنان بواجباته الانسانية تجاه هؤلاء وتأمين الحماية لهم quot;.
وعما اذا كانت هناك خشية من ان تكون محاولة اغتيال رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع تكرارا لما ادت اليه محاولة اغتيال النائب مروان حماده العام 2004 من توالي سلسلة اغتيالات طاولت شخصيات لبنانية عدة، فإن المصدر الاميركي يستغرب هذه المحاولة في الوقت الذي ينبغي ان تضع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي انطلقت اعمالها حدا للاغتيالات في لبنان، ويأمل ألا يحصل ذلك، رافضا الدخول في تحليل عن الاسباب او الاحتمالات التي يمكن ان تقف وراءها اكان ذلك يتصل بالانتخابات المقبلة او بمواقف جعجع مما يجري في سوريا والمنطقة. واذ يدين محاولة الاغتيال هذه واي محاولة من هذا النوع، لا يخفي المصدر استغرابه من عدم شمولية الادانة سياسيا ومن المجتمع المدني على حد سواء.
ويرفض المصدر من جهة اخرى النظريات والتحليلات التي تتناول احتمال مقايضة لبنان مع ايران في المفاوضات حول الملف النووي الايراني. فهذا الامر quot;قد سمعته لكن لا صحة له وما تم التطرق اليه في شأن الملف النووي في اثناء زيارة السفير فيلتمان فانما كان بناء على طلب المسؤولين اللبنانيين الذين استوضحوه مسار المفاوضات الجارية بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران، وهو وضع المسؤولين في اجواء هذه المحادثاتquot;.